هل السينما قتلت طالبة المنصورة؟!
- ثورة يناير
- سجن الفيوم
- سرقة بالإكراه
- علاء الدين
- قسم شرطة
- مدينة نصر
- وحدة مباحث
- أحداث
- أكتوبر
- أول
- ثورة يناير
- سجن الفيوم
- سرقة بالإكراه
- علاء الدين
- قسم شرطة
- مدينة نصر
- وحدة مباحث
- أحداث
- أكتوبر
- أول
الجريمة التى وقعت أمام جامعة المنصورة وهزت المجتمع المصرى، وراحت ضحيتها فتاة جميلة فى مقتبل عمرها، صاحبتها نغمة غريبة راحت تلقى باللوم على الفن الهابط وعلى مشاهد العنف المبالغ بها التى تحتويها بعض الأفلام السينمائية، وعلى ممثل بعينه!
لا شك أن الفن فى بلدنا يمر بأزمة ملموسة، واستخدام العنف فى الكثير من المشاهد، والبطل المنتقم الذى يمزق أعداءه إرباً ليثأر لنفسه، كلها أصبحت مكرّرة وعادية للمشاهد مع الأسف، وبالفعل لها تأثير كبير على مجتمعنا، لكنها تحدث أيضاً فى أماكن كثيرة من العالم، وربما بصور أفظع مما يحدث فى مصر. ونحن نرى فى الولايات المتحدة تحديداً لا يمر شهر دون وقوع حوادث إطلاق نار فى مدارس ومحطات المترو والحدائق وغيرها من الأماكن المزدحمة لأناس لا ذنب لهم.
إذاً هذا العنف البشع لا يقتصر وقوعه على مصر وحدها، لكن الغريب لدينا أننا تركنا أسباباً كثيرة تستدعى أن نتنبه لها ونبحث فوراً عن الحلول، وأخذنا نعلق كل المشكلة على السينما والفن، تركنا سوء التربية وانهيار الأخلاق وهدم القيم الراسخة لهذا المجتمع والجرى وراء التقليد الأعمى لمجتمعات لا تشبهنا!
تركنا كل هذا ولم نشغل أنفسنا كيف نواجه ما طرأ على مجتمعنا من تغيّرات سلبية يمكن أن تؤدى إلى انهيار هذا المجتمع.. حتى إن وقوع مثل هذه الجرائم أصبح فى كل مرة يأخذ شكلاً مختلفاً يفاجئنا به، وتكرّر الذبح والطعن فى وضح النهار، وأصبح الشارع المصرى الذى كان آمناً معرضاً لأن يشهد أبشع صور القتل جهاراً نهاراً أمام أعين الناس، وسط خوف وفزع وكثير من السلبية!
هذا يعنى أيضاً أن بيننا كثيرين مضطربين نفسياً وعقلياً يشكلون قنابل موقوتة يفعلون أى شىء، ويتركون الناس فى دهشة وحيرة لعدة أيام، ثم تذهب الدهشة والحيرة ويبقى الحزن لأسر هؤلاء الضحايا الذين فشل المجتمع فى حمايتهم.
الحقيقة أنا لا أعرف أين هى الجهات البحثية وأين دورها وإلى ماذا توصلت؟ ولا أدرى أيضاً هل دور الجهات الأمنية العثور على المذنب وتقديمه للعدالة، أو أن عليها دوراً آخر أصيلاً، وهو حماية المواطنين وعدم ترويعهم؟!
نيرة أشرف تلك الفتاة الجميلة التى ضاع شبابها وحياتها على يد مجرم قاتل، هذه الفتاة ليست ضحية هذا المجرم فقط، لكنها ضحية مجتمع لم يعلمه كيف يحترم حرية المرأة فى الاختيار واحترام هذا القرار، وضحية مسجد لم يوصل له صحيح الدين، وضحية تعليم لا يحمل منظومة جادة تعلمه هو وغيره أن الحياة بها أشياء أهم من ضياعها وضياع الحرية من أجل امرأة، وضحية إعلام سطحى يملأ الوقت ولا يشغل العقل إلا بالتفاهات، وضحية أسرة لم تعرف كيف تربّى أبناءها.. هذا لا ينطبق على قاتل نيرة فحسب، بل ينسحب على كل القتلة والمجرمين الذين ابتلينا بهم فى السنوات الأخيرة، ونحن إلى الآن فشلنا فى منعهم من ارتكاب جرائمهم واستسهلنا الأمر وعلقناه على الفن، لهذا لن تتوقف دهشتنا ولن يتوقف تكرار مثل هذه الجرائم!