"حذاء شامبليون" بين "الإهانة" و"الانتقام" من الحضارة المصرية

كتب: حكمت حنا

"حذاء شامبليون" بين "الإهانة" و"الانتقام" من الحضارة المصرية

"حذاء شامبليون" بين "الإهانة" و"الانتقام" من الحضارة المصرية

أعمال فنية تاريخية، صنعتها يد النحات العالمي "بارتولدي"، فبعد أن صمم تمثال الحرية الموجود الأن في مدخل مدينة نيويورك الأمريكية، عرض على الخديوي إسماعيل، وضع التمثال في مدخل قناة السويس، لكن الخديوي رفض في ظل الأزمة المالية التي تعيشها مصر وقتها. أهدت الحكومة الفرنسية التمثال إلى أمريكا دون أي مقابل، الأمر الذي دفع الفنان الشهير لإهانة الحكومة المصرية ورموز الحضارة الفرعونية، بنحت تمثال للعالم الفرنسي شامبليون، وهو يضع حذائه على رأس أحد ملوك الحضارة الفرعونية بمدينة "جرينوبل"، مرجحًا أن يكون التمثال للملك إخناتون. ووفقًا لمقال سبق ونشره الكاتب الراحل أنيس منصور، فـ"حذاء شامبليون لا يشكل أي مصدر للإزعاج، لأن الجزمة في فرنسا لا تلقى الاحتقار نفسه في مصر، وكل هدايا عيد الميلاد توضع في جزمة بابا نويل، والجزمة دليل قوة عند الفرنسيين، والمقصود من التمثال أن شامبليون تمكن بقوة من معرفة كل شيء". الغريب في الأمر هو قيام صانع تمثال الحرية بإهانة الحضارة المصرية في رؤية عنصرية، والأغرب أن المصريون في فرنسا ثاروا ضد هذا العمل المهين منذ عدة أشهر، رغم أن هذا العمل تم إنجازه في عام 1875، ولم ينتبه له أحد حتى الخبراء المتخصصين في الآثار الفرعونية والفنون. تحركات جديدة تبدأ الأن، من خلال سلسلة مقالات بعنوان "رؤوس الأجداد وهامات الأحفاد"، فضلًا عن قيام إحدى الجمعيات المهتمة بالتراث المصري، بشن حملة شعبية لإزالة حذاء شامبليون من فوق رأس الملك الفرعوني بفرنسا. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالبت الخارجية المصرية، مخاطبة الحكومة الفرنسية لإزالة ما وصفته بـ"العبث التاريخي"، وتقديم اعتذار رسمي للحكومة المصرية عن الإهانة التاريخية، والسؤال أين كان المسؤولين والخبراء المتخصصين في الآثار من هذا العبث التاريخي.