الأولى على إعدادية البحيرة تحول بوصلتها بعد دعم «الوطن»: هدخل ثانوي مش تمريض

كتب: شيماء دراز وإحسان شعبان

الأولى على إعدادية البحيرة تحول بوصلتها بعد دعم «الوطن»: هدخل ثانوي مش تمريض

الأولى على إعدادية البحيرة تحول بوصلتها بعد دعم «الوطن»: هدخل ثانوي مش تمريض

عمرها الصغير الي لم يتجاوز الـ13 عاما لم يمنعها من أن تتمتع بحكمة الكبار، تجاربها الحياتية البسيطة التي تتلخص في الدراسة لم تقف حائلا أمامها من أن تتمتع بخبرة من خاضوا عشرات السنوات من التجارب القاسية، التي أنضجت عقولهم وتفكيرهم، فـ طالبة الإعدادية ابنة محافظة البحيرة قررت في لحظة أن تتخلى عن حلمها بدخول الثانوية العامة رغم أنها الأولى على الشهادة الإعدادية في المحافظة، وأن تلتحق بمدرسة التمريض بسبب ظروف أسرتها المادية، وألا تصبح عبئًا كبيرًا عليهم، لتلتقي «الوطن» وتعرض حكايتها، لتنتشر كالنار في الهشيم، وتثير حالة كبيرةً من التعاطف معها تنتهي بتكفل مؤسسة «صناع الخير» بمصاريفها طوال فترة دراستها في الثانوية العامة.

في لقائها الأول مع «الوطن» كانت الطالبة علا رفعت الأولى على الشهادة الإعدادية في محافظة البحيرة، تحتفل بحصولها على المركز الأول على مستوى المحافظة، إلا أنها وسط حديثها فجرت مفاجأة كبرى، حين أكدت رغبتها في الالتحاق بمدرسة التمريض بدلاً من الثانوية العامة لتوفير النفقات على أسرتها، الأمر الذي أثار موجة دعم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبدى الآلاف مساندتهم لـ«علا»، ورغبتهم في تبنيها لاستكمال مسيرتها التعليمية.

أسرة «علا» تترك لها حرية الاختيار

موجة الدعم وسيل الرسائل التي تعرض مساعدة «علا» دفعت «الوطن» أن تلتقي الطالبة مرة أخرى، بحضور عدد من أفراد أسرتها، ليؤكد والدها أن ابنته لها كامل الحرية في اختيار مجال التعليم الذي تريده، سواء الثانوي العام أو التمريض «هعمل المستحيل عشان أعلمها زي ما هي عاوزة».

أما «علا» فقد أكدت من جانبها، أن هاتفها لم يتوقف عن الرنين، منذ اللقاء الأول مع «الوطن»، حيث أبدى الجميع رغبتهم في مساعدتها، للالتحاق بالتعليم الثانوي العام، والتكفل بدراستها، عوضا عن التحاقها بمدرسة التمريض.

«علا» ترفض مساعدة الأفراد وتطلب دعم المؤسسات

«أنا مش عاوزة مساعدات من حد.. أنا بس نفسي المسؤولين يتبنوني تعليميا».. كلمات قالتها الفتاة الصغيرة بينما تشكر جميع من تواصلوا معها، مؤكدةً رفضها أية مساعدات شخصية أو فردية باستكمال تعليمها، لتقرر بعد تلك المناشدات وعروض مساعدتها وحالة التعاطف معها أن تدرس في الثانوية العامة والعودة لحلمها القديم.

انزعاجٌ أبدته الطالبة الأولى على محافظة البحيرة من الحديث حول الوضع المادي لأسرتها «أنا عايزة أتعلم تعليم كويس وبس، من غير كلام على وضع أسرتي، اللى بينجح باركوله، وبلاش تنمر عليه»، فبينما تتلقى سيل الدعم ظهرت بينه بعض التعليقات السلبية، التي تركت نجاحها وتفوقها، ونظرت فقط لحالة أسرتها المادية، جعلتها تذرف دموعها، لتتذكر تعليق أحد الأشخاص، جاء فيه: «كل اللي بينجحوا أهله بيكملوا عشاهم نوم»، وهو التعليق الذي استفزها وأغضبها وردت عليه في حينها.

«علا» لرواد التواصل: راعوا شعور الناس

«اللي يقول كلمة تضايق يراعي شعور الناس، وبلاش يكتب شيء يضايق»، رسالةٌ وجهتها الفتاة لكل من يعلق على حالتها، فالكلمات تقع قاسيةً على الفتاة التي تتابع كل ما يكتب عنها، أكثر من قسوة ظروفها المادية، فحلمها كان فقط الالتحاق بمدرسة التمريض، لتخفيف النفقات عن كاهل أسرتها، إلا أنها تحلم الآن بالالتحاق بالثانوية العامة، وأن تتلقى تعليما جيدا، لتستطيع مساعدة كل من يعانون من مصروفات تعليمهم، وظروف معيشتهم، مثل معاناتها مع نفقات التعليم.

صناع الخير تتكفل بتعليم علا

وأعلنت مؤسسة «صناع الخير»، عبر تصريح لرئيس مجلس أمنائها مصطفى زمزم، رئيس مجلس الأمناء بالمؤسسة، تكفلها بكامل مصاريف تعليم «علا»، الأولى على الشهادة الإعدادية بالبحيرة، خلال سنوات تعليمها بالشهادة الثانوية والدراسة الجامعية.

 

 


مواضيع متعلقة