آباء آخر زمن.. «شعبان» يعاني بين ضمور العضلات وتخلي والده عنه

آباء آخر زمن.. «شعبان» يعاني بين ضمور العضلات وتخلي والده عنه
«شعبان» شاب ثلاثيني من قرية الكراعى بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، يعاني من ضمور بالعضلات ومتلازمة أمراض أخرى تجعله بحاجة إلى رعاية وعناية طبية وشخصية دائمة، قرر والده بعد رعايته 38 عاما، أن يتخلى عنه ليتركه بمستشفى سوهاج الجامعي، بعدما أوصله لقسم الاستقبال بالمستشفى، ودوَّن البيانات الأساسية حتى يتم استلام الحالة، منها اسم المريض «شعبان رمضان» ووسيلة تواصل بالأب المرافق، والذى ما إن استقبل طاقم تمريض مستشفى سوهاج الجامعي، نجله «شعبان» حتى ترك المستشفى وذهب، دون عودة، وكانت إجابته لكل اتصالات مستشفى سوهاج الجامعي التي تناشده العودة لنجله، بأنه لا يريده، ليتخلى عن نجله وعن أبوته وإنسانيته معا.
البحث عن مأوى لـ شعبان
وظل «شعبان» بمفرده في المستشفى، يلقى اهتماما من المحيطين به، وتعاطفا، حيث إنه صرح له بالخروج من المستشفى، فحالته تحتاج رعاية طبية دائمة بالمنزل وليست حالة حرجة تستدعي بقاءه بالمستشفى، وبدأ الرائد مبروك علام، رئيس نقطة شرطة مستشفى سوهاج الجامعي، بشكل شخصي، بالبحث عن مأوى للشاب، عقب خروجه من المستشفى بعد رفض والده استلامه، وقد عاون رئيس نقطة شرطة المستشفى الجامعي، آخرون بالبحث عن مأوى ورعاية لـ«شعبان» كان أبرزهم طالب ثانوية عامة.
طالب الثانوية العامة يرافق شعبان بالمستشفى
وقرر «محمد عثمان»، طالب القسم العلمي بالشهادة الثانوية والمقيم بمركز ومدينة سوهاج، بجوار المستشفى الجامعي، أن يرافق «شعبان» لخمسة أيام ويسخِّر وقته وجهده له عوضا عن الاستذكار، رغم اقتراب امتحانات الثانوية العامة، وبالفعل ظل مرافقا لـ«شعبان» بالمستشفى وبحث عن دار لاستضافته، فقد تواصل مع مختلف دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي حتى وافقت دار رعاية بمحافظة الجيزة على استقبال «شعبان» وظل «محمد» بجانب «شعبان» ثلاثة أيام مرافقا له بمستشفى سوهاج الجامعي قبل نقله لدار رعاية بمحافظة الجيزة ليرافقة أيضا محمد إلى الدار ثم عاد صباح اليوم إلى محافظة سوهاج، ليقضي أكثر من خمسة أيام برفقة «شعبان».
محمد: لن أسامح نفسي إذا لم أقدم الدعم لـ شعبان
وأوضح طالب الثانوية العامة «محمد»، لـ«الوطن»، أنه فور معرفته بقصة «شعبان» قرر مساعدته بأي ثمن، قائلا «تخيلت لو مات، وكنت أقدر أساعد ومعملتش ده مكنتش هسامح نفسي أبدا».
وأضاف «محمد»: «تواصلت مع إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بمحافظة الجيزة وتمت الموافقة على استضافة شعبان».
نقل «شعبان» للجيزة
ليتم بالفعل النقل إلى الجيزة، مضيفا: «رافقته حتى أطمئن عليه تماما، إنه أصبح بمكان آمن»، وعن الأيام التي قضاها «محمد» مع «شعبان» قال: «أهم شيء أن أكون عملت اللي يرضي ضميري وهكمل مذاكرة، وبإذن الله ربنا يوفقني لأن كله بتوفيق ربنا، وكان صعب أسيب حد محتاج مساعدة وأقف أتفرج».
يذكر أن «شعبان» تم نقله بسيارة طبية مجهزة إلى محافظة الجيزة، وقد ساهم بتكاليف علاجه وسفره العديد من أهالي محافظة سوهاج، في مثل حي للتكافل الإنساني بالمحافظة.