أحد مسؤولي تطوير قطار الملك فاروق يكشف كواليس استعادة التاريخ: وصلنا للون الأصلي
المهندس أحمد عشري- قطار الملك فاروق
جسم معدني متهالك نال منه الصدأ، وفرش مهمل بالداخل يكسوه التراب، رغم عراقته وتاريخه فتكاد أركانه تنطق بروايته، بعد أن توقفت عجلاته عن السير منذ نحو 70 عاما، بعد انتهاء عهد النظام الملكي في مصر، وزوال الأسرة المالكة، هكذا كانت الهيئة التي ظل عليها قطار الملك فاروق لعشرات السنين، إذ كان حبيس ورش الصيانة بالسبتية عقب ثورة يوليو عام 1953.
عودة الحياة إلى قطار الملك فاروق
عادت الحياة من جديد إلى القطار الملكي الذي صممته شركة «فيات» الإيطالية ليسير على سرعة 60 كم، بعد أن أجرت هيئة السكة الحديد المصرية تطوير شامل له، على مدار الأشهر القليلة الماضية، إذ تم ترميمه وإعادته إلى حالته التاريخية ومكوناته الطبيعية، مع الحفاظ على طابعه الأثري القديم وشكله التاريخي، وذلك من خلال ورشة «إيرماس» المتخصصة في صيانة وعمرات الوحدات المتحركة، وشركة النيل العامة لإنشاء الطرق التابعتين لوزارة النقل.
5 أشهر من العمل لتجديد القطار الملكي
حركة مستمرة من العمل الدؤوب على مدار نحو 5 أشهر ماضية، حرص خلالها العمال والمهندسون المشرفون على تطوير قطار الملك فاروق، على إخفاء معالم الإهمال التي لحقت به وإضفاء بعض اللمسات الفنية لمحتوياته دون التغيير في هيئته، ومن بين فريق العمل المشارك بملحمة التطوير، كان المهندس أحمد عشري، المشرف العام على أعمال دهانات قطار الملك فاروق من الخارج، الذي بدأ حديثه لـ«الوطن»، بالتأكيد على حرص فريق العمل باستعادة اللون الأصلي للقطار من خلال الرجوع إلى الصور التاريخية القديمة له.
بعد المعاينة الأولية للقطار، اكتشف «عشري» وفريقه، أن قطار الملك فاروق الذي كان من أوائل القطارات التي عملت بالديزل فأطلق عليه «الديزل الملكي»، سبق دهنه بألوان العلم المصري قبل سنوات طويلة، دون الحفاظ على الهوية الأصلية للقطار، ما جعل من المهمة المكلف بها أمرا أصعب: «القطر كان في حالة صعبة خارجيا وداخليا وكان مدهون قبل كده بدهان غير الدهان الأصلي لكن حاولنا نجيب صور أصلية للقطر من الإنترنت في مناسبات للملك عشان نعرف الألوان الأصلية»، بحسب قوله.
مهمة استعادة لون القطار الأصلي
جسم القطار الملكي مصنوع من الحديد مخلوط بمعادن أخرى، لذا كانت المعضلة هي تماسك اللون معه، بحسب راوية المهندس المشرف على أعمال الدهانات الخارجية لقطار الملك فاروق: «الصعوبة كانت في إزاي نعمل دهان يتماسك ويثبت على الحديد المخلوط بمعدن تاني»، لذا لجأ الفريق لرش «برايمر إيبوكسي» كمادة أولية خارجية تساعد على تمساك الدهان بالسطح الخارجي للقطار، ثم معالجة سطح القطار بمعجون معالج: «لأن السطح كان متهالك و صعب يتسمكر»، بحسب وصفه.
تحديات واجهها الفريق المسئول عن تطوير قطار الملك فاروق
بعد العودة إلى الصور التاريخية، تم تحديد درجات الألوان الرئيسية للقطار، وهما اللون الميتالك والأخضر، ولإضفاء مظهر العراقة على القطار تم رشه من الخارج بـ«ورنيش مط» غير لامع، بحسب قول المهندس المشرف على أعمال الدهانات.
الصعوبة لم تكن فقط في استعادة الألوان الأصلية للقطار، وإنما أيضا في دهان كشافات القطار الملكي: «عشان الكشاف يتدهن كان لازم يتفك وعشان نفكه كان تحدي كبير أوي وعملنا ده بحذر شديد»، حتى انتهت المهمة بنجاح وعاد القطار إلى شكله الأصلي، وفقا لـ«عشري».