بروفايل| المستشار محمد شيرين فهمي.. "رجل المهام الصعبة"

كتب: هدى سعد

بروفايل| المستشار محمد شيرين فهمي.. "رجل المهام الصعبة"

بروفايل| المستشار محمد شيرين فهمي.. "رجل المهام الصعبة"

اشتهر المستشار محمد شيرين فهمي بـ"السيطرة"، لمهارته العالية في السيطرة على الجلسة ونظامها وإدارتها على الوجه الأمثل، بالشكل الذي يحفظ للقضاء هيبته. يشهد له الحاضرين من مسؤولي الأمن وممثلي وسائل الإعلام والمحامين، بالقوة والحزم في إدارة الجلسة، وعلى الرغم من سعة صدره في الاستماع إلى الدفاع والمتهمين في ساحات المحاكم لساعات طويلة، إلا أن صدره لا يتسع لسماع جرس تليفون داخل الجلسة، ويقررعلى الفور الحبس 24 ساعة لأي كائن من كان يدق تليفونه داخل جلسته، ولذلك يحسب الجميع في جلسات شيرين ألف حساب. يعد المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس الدائرة الحادية عشرة بمحكمة جنايات القاهرة، واحدًا من أبرز القضاة الذين وقع عليهم الاختيار للفصل والتحقيق في العديد من قضايا الإرهاب، التي تتعلق بقادة جماعة "الإخوان"، حيث قام بالتحقيق في قضية "قضاة من أجل مصر"، والذين ثبت تورطهم مع جماعة "اﻹخوان"، حيث قام بإحالة 40 قاضيًا من مختلف الهيئات القضائية، كما تولى فهمي التحقيق في واقعة التنصت على مكتب النائب العام، المتهم فيها النائب العام الأسبق المستشار طلعت عبدالله، والنائب العام المساعد السابق المستشار حسن ياسين. كما تولى الفصل في قضية "اﻹسراف الإعلامي"، والتي تورط فيها عددًا كبيرًا من مختلف الهيئات القضائية، وكان يحقق مع قضاة "تيار الاستقلال" المتهمين بالتوقيع على "بيان رابعة العدوية"، وهي القضية التي ضمت 75 من رموز القضاء، وعلى رأسهم المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، والمستشار أحمد مكي وزير العدل الأسبق، والمستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية السابق، والمستشار محمود الخضيري، والتي أحال فيها 59 قاضيًا لـ"التأديب والصلاحية". كلفه المستشار نبيل صليب رئيس محكمة الاستئناف، بتولي الفصل في قضية القياديين الإخوانين "البلتاجي وصفوت حجازي"، والمعروفة إعلاميًا بـ"تعذيب شرطيين باعتصام رابعة العدوية". وتولى فهمي مؤخرًا مسؤولية القضية المعروفة إعلاميًا بـ"مذبحة رفح الثانية"، والمتهم فيها القيادي التكفيري عادل حبارة، و34 متهمًا آخرين من خلية المهاجرين واﻷنصار، والتي راح ضحيتها 25 مجند أمن مركزي، ووزعت عليه مؤخرًا قضية محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري من جانب "الجمعية العمومية" بمحكمة استئناف القاهرة للفصل، على خلفية اتهامهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي بمصر، مرتبط بتنظيم القاعدة. يمتلك شيرين فهمي سجلًا تاريخيًا مليئًا بالعديد من المناصب القيادية الهامة، حيث تولى منصب رئيس نيابة التهرب الضريبي، ورئيس نيابة الشؤون المالية، ورئيس نيابات مجمع مصر الجديدة، ورئيس نيابة الأموال العامة العليا، ومحامي عام نيابات الإسماعيلية، وشمال القاهرة وشرق القاهرة. كما شغل منصب قيادي بمكتب شؤون أمن الدولة، وعمل بالتفتيش القضائي، وتولى عضوية محكمة الجنايات منذ عام 1995 وحتى 1999، وعمل منذ عام 1999 حتى 2005 بمكتب شؤون أمن الدولة، ومنذ عام 2006 وحتى 2014 يشغل شيرين منصب رئيس محكمة جنايات القاهرة. اتسم شيرين بالجرأة والحسم والقوة، الأمر الذي كان دافعًا قويًا لتأهيله لتولي مهمة الفصل في القضايا التي شغلت الرأي العام لأيام طويلة، كان منها قضية الممرضة عايدة، التي تحولت فيما بعد إلى مسلسلًا تليفزيونيًا. كما فصل في قضية "الريان" وتوظيف الأموال وكشوف البركة، وتولى رئاسة محكمة الجنايات المخول لها الفصل في قضية "رشوة البترول"، والمتهم فيها وكيل وزارة البترول، ومستشار رئيس مجلس الوزراء. كما تولى التحقيق في قضية "الرشوة الكبرى لوزارة الصناعة"، والتي كانت أول قضية لمحاربة فساد بالمراكز القيادية، واتهم فيها 27 وكيل وزارة ورئيس شركة "راكتا "، وقام مؤخرًا بالفصل في قضية حازم صلاح أبوإسماعيل، مؤسس حزب "الراية السلفي"، والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، والمتهم فيها بتزوير محرر رسمي إقرار عدم تجنس أي من والديه بجنسيات أجنبية. وعلى الجانب الآخر، شنت الجماعة الإرهابية حربًا عنيفة على شيرين، للنيل منه، والتأثير عليه في قراراته وأحكامه، لكنها حربًا باءت بالفشل. ويعد محمد شيرين فهمي، حفيد عبدالحميد باشا خيري، مدير سلاح الفرسان الملكي في عهد الملك فؤاد والملك فاروق، ونجل اللواء فهمي خيري لواء الجيش السابق.