«جوائز الدولة».. احتفاء رسمي بالمبدعين وتشجيع للمواهب
ريم بسيوني: الكتابة موجهة للقراء في المقام الأول
الفائزون بجوائز الدولة
شهدت نتائج جوائز الدولة «التقديرية - النيل - التفوق - التشجيعية» فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، التى أعلنتها إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أمس الأول، حالة من الرضا، وإشادة من المتابعين، واحتفاء كبيراً بالأسماء الفائزة على مستوى النقاد والجمهور، واصفين أغلبها بأنها ذهبت لمن يستحقها.
وشهد التصويت انسحاب الدكتورة إيمان عبدالدايم، شقيقة وزيرة الثقافة من الترشح للجائزة منعاً للحرج، بعد أن هوجم ترشحها من قبل أكاديمية الفنون، فيما تضمنت قائمة الفائزين 4 أسماء من الراحلين الذين سبق ترشحهم لنيل جوائز الدولة قبل رحيلهم وهم: المستشارة تهانى الجبالى، ورجائى عطية، نقيب المحامين السابق، والدكتور أحمد نبيل الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، والمفكر العراقى قيس العزاوى الذين حصلوا على جوائز متنوعة، بما لا يخالف اللائحة. «الوطن» حاورت 4 من الفائزين بهذه الجوائز فى السطور التالية:
صاحب «النيل»: الرواية قوة ناعمة قادرة على الترويج لمصر
أعرب الكاتب الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الحائز على جائزة «النيل» فى الآداب لعام 2022، عن سعادته بالفوز بالجائزة، متوجهاً بالشكر للقراء والنقاد ولجميع الذين احتفوا بفوزه، مؤكداً أن متعته الحقيقية تكمن فى خلق عالمه الإبداعى، ووجَّه نصيحة خاصة للشباب، مضمونها أن «أخلصوا للكتابة، والجوائز ستأتى فى الآخر».
وأضاف «عبدالمجيد»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه على صُناع السينما والدراما الاستفادة من الفن الروائى، معرباً عن إعجابه بمستوى الرواية التى يكتبها شباب الكُتاب فى الوقت الحالى، ومؤكداً أهمية أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعاً للترجمة العكسية للترويج لقوتنا الناعمة فى الخارج، كما أشار إلى أهمية التعاون مع المجتمع المدنى فى هذا المشروع.. وإلى نص الحوار:
هل تأخرت جائزة النيل عن إبراهيم عبدالمجيد؟
- ليس مهماً أن تأتى الجائزة فى ميعادها أو تتأخر، وحب الناس هو الرصيد الحقيقى للكاتب، والجوائز ستأتى فى الآخر، وكل شىء له أوان، وعندى رأى مضحك بعض الشىء فى الجوائز أنها مثل الزواج «قسمة ونصيب»، رغم أن ما قدمته من أعمال روائية وقصصية وكتب ليس قليلاً.
إبراهيم عبدالمجيد: المتعة الحقيقية فى الكتابة.. وعلى صُناع السينما والدراما الاستفادة
وما القيمة الحقيقية للجوائز برأيك؟
- الجوائز تقول للكاتب إن مجهودك لم يذهب سُدى، وأنا متعتى الحقيقية فى الكتابة، لدرجة أننى أعتبر أحياناً أن عالمى فى الشخصيات التى أكتبها، إلى أن أنتهى منها، وتقريباً لم أتقدم بنفسى لجائزة فى حياتى إلا لأول جائزة، وكنت فى العشرينات وقتها، كانت فى 1969، فى نادى القصة فى الإسكندرية، وكانت على مستوى الجمهورية، أما باقى الجوائز التى حصلت عليها فكانت ترشيحات من جهات أخرى.
ما الجهات التى رشحتك لجائزة النيل هذا العام؟
- أكثر من جهة: أتيليه الإسكندرية، والجمعية المصرية للمأثورات الشعبية بالقاهرة، التى يرأسها الدكتور أحمد مرسى.
وكيف احتفلت بالجائزة؟
- أنا وزوجتى ومجموعة من الأصدقاء خرجنا إلى وسط البلد، للجلوس فى «جروبى»، لأنى معتاد فى مثل هذه الظروف (وقت التصويت على الجوائز) أن أجلس هناك، وهى أول مرة أخرج من البيت منذ 6 أشهر.
وكيف حالتك الصحية حالياً؟
- تتحسن يوماً بعد يوم وأواصل العلاج، وحالياً أمشى بمساعدة عكاز واحد.
هناك حالة احتفاء بفوزك من القراء والنقاد.. كيف ترى ذلك؟
- أنا أشكر الجميع، وممتن جداً لكل الذين صوّتوا لى وللمحتفين بفوزى بالجائزة، والاحتفاء يؤكد لى شيئاً أساسياً، وهو أن الكاتب حينما يخلص لأعماله لا بد أن يحصل على حقه فى يوم من الأيام، والكتابة هى المتعة العظيمة جداً.
وكيف ترى وضع الرواية العربية؟
- الرواية أحد أكبر الفنون انتشاراً بين الناس، والرواية المصرية هى القوة الناعمة القادرة على الترويج لمصر فى العالم العربى، وكثير من السياح يأتون إلى مصر لمشاهدة شوارع القاهرة التاريخية والحسين والغورية التى كتب عنها نجيب محفوظ فى رواياته، وكذلك الأماكن التى حكيت عنها فى الإسكندرية فى روايات مثل «طيور العنبر» و«لا أحد ينام فى الإسكندرية».
ما رأيك فى الأعمال الأدبية الحالية؟
- هناك أعمال كثيرة جيدة من أعمال الجيل الحالى، ينقصها اهتمام الصحف الأدبية والنقدية.
وماذا تقول لشباب الكُتاب؟
- أقول لهم إن القارئ البعيد عنك هو المهم، ولو لك 100 قارئ فى البداية سيزيد عددهم يوماً بعد يوم، المهم أن تخلص للكتابة نفسها، وداوم على القراءة، وانسَ أى شىء آخر، وبعدها سيأتى حقك إليك بلا شك.
ما مشاريعك الأدبية المقبلة؟
- حالياً أكتب مقالات، ولدىّ رواية انتهيت منها قبل العملية الأخيرة وسأتركها بضعة أشهر، قبل العودة لمراجعتها مرة أخرى قبل النشر.
ترجمة الأعمال الأدبية
ينقص الرواية مناخ ثقافى أكبر، بمعنى أن الرواية كاتب وقراء ونقاد، وثلاثتهم موجودون، لكن ينقصها الاستفادة منها فى الأعمال السينمائية والدرامية، والرواية فى الماضى كانت هى رصيد الفن السينمائى، ونتمنى أن تتبنى وزارة الثقافة مشروع الترجمة العكسية لترجمة الأعمال الأدبية المصرية إلى اللغات الأجنبية على غرار ما تنفذه بعض الدول العربية، ومن الممكن أن تطلب وزارة الثقافة من المجتمع المدنى التعاون فى مشروع الترجمة، وأتصور أن رجال الأعمال سيرحبون.
الفائزة بـ«التفوق»: مشروعى الأدبى يركز على التحديات والهوية الوطنية
قالت الدكتورة ريم بسيونى، الفائزة بجائزة التفوق فى الآداب، إن الكتابة موجهة بالأساس للقراء، وفوزها بالجائزة شرف كبير وأمنية كل كاتب، مشيرة إلى أن مشروعها الأدبى يركز على الهوية المصرية والتحديات التى تواجه الدولة المصرية. وأضافت، فى حوار لـ«الوطن»، أن المشروع الأدبى المستلهم من التاريخ مهم جداً لفهم تاريخ البلد ومكونه الحضارى، ويشجع على البحث والفهم وملىء بالأحداث والشخصيات الثرية.. وإلى نص الحوار:
ما الفرق بين الفوز بجائزة التفوق والجوائز السابقة التى حصلتِ عليها؟
- فوزى بجائزة التفوق من الدولة المصرية شىء كبير جداً وشرف بالنسبة لى، وكل كاتب مصرى يتمنى الفوز بجوائز الدولة، خاصة أن الجائزة عن مجمل الأعمال وليست عن عمل واحد، والفوز بها يعنى تقديراً للمشروع الأدبى الخاص بى، ويعنى متابعة جيدة لهذا المشروع وتفهماً جيداً من الدولة لفلسفة المشروع.
ما ملامح مشروعك الأدبى؟
- لدىّ مشروع أدبى من البداية هو التركيز على الهوية المصرية والتحديات الموجودة بالنسبة للمصريين وتاريخ مصر.
كيف ترين الاحتفاء العارم بفوزك عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
- شىء يسعدنى جداً، لأن الكتابة فى النهاية موجهة للقراء، وأشعر بأن جميع الذين يشاركوننى فرحتى بالجائزة هم أهلى ولهم منى كل التقدير والاحترام، وأتمنى أن أستمر عند حسن ظنهم فى أى عمل أقدمه مستقبلاً.
ما شعورك باحتفاء المجلس القومى للمرأة بك؟
- أعتقد أن الدكتورة مايا مرسى تحتفى بجميع الكاتبات الفائزات، وكتبت عن المستشارة تهانى الجبالى، وكل امرأة تفوز بجائزة من المهم تشجيعها، مثل الرجل، وهو ما تحاول الدكتورة مايا عمله بضمير وإخلاص.
رواية «أولاد الناس» استغرقت 3 سنوات فى تجهيزها.. وانتهيت من عمل أدبى سيخرج للنور قريباً
مشروعك الإبداعى يركز على التاريخ.. كيف تحضّرين لهذه الأعمال؟
- أقرأ كثيراً فى هذا الموضوع، وأستعين بمصادر ومراجع مختلفة مصرية وأجنبية، وأحاول الوصول إلى الحقيقة، فى محاولة لتقديم نظرة مغايرة وموضوعية بصدق للتاريخ، ودائماً عند كتابة التاريخ ألتزم بالحقائق التاريخية دون أدنى تغيير، مثلاً رواية «أولاد الناس» استغرقت فى التجهيز لها والكتابة 3 سنوات، وكنت أقرأ يومياً عن موضوعها أو فكرتها وأزور الأماكن المملوكية، لأننى أمنح كل تفكيرى وقلبى للمشروع الذى أعمل عليه.
ما أهمية المشروع الأدبى المستلهم من التاريخ بالنسبة للقارئ المعاصر؟
- مهم جداً لفهم تاريخ البلد وفهم مكونه الحضارى، ويشجع على البحث والفهم، وأعتقد أن التاريخ ملىء بالأحداث والشخصيات الثرية التى تحتاج أعماراً للكتابة عنها، وأنا أحب الكتابة عن الفترة الإسلامية، ومنذ 6 سنوات بدأت القراءة فى الفترة الإسلامية، وهو ما ساعدنى على فهم هذه الفترة واستيعابها.
كيف أثرت كورونا على مشروعك فى الفترة الماضية؟
- كورونا أثّرت علىّ بشكل شخصى، إذ رحلت والدتى متأثرة بإصابتها بكورونا منذ بضعة أشهر، لكنها لم تؤثر علىّ فى مشروع الكتابة، وأعتقد حالياً أن معدل القراءة زاد بشكل كبير، خاصة مع سهولة الحصول على الكتب.
ما طموحاتك فى الفترة القادمة؟
- انتهيت من كتابة عمل أدبى سيصدر عن دار نهضة مصر، وأتمنى خروجه للنور بنجاح، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الناس دائماً، وأنا أستمر فى الكتابة لأجل المتعة الشخصية والتعبير عن الحقيقة باعتباره أهمّ أسباب الكتابة لدىّ، لأن الكتابة فى النهاية من المفترض أن تُكتب بصدق.
وضع المرأة الكاتبة
المرأة الكاتبة وصلت إلى وضع قوى جداً، ولدينا كاتبات متميزات فى السنوات الأخيرة، ونتمنى وجود فرص أكبر، وليتنا نصل إلى درجة لا نهتم فيها بمسألة «الجندر» فى الكتابة وإذا ما كان المبدع رجلاً أم امرأة، لكن المهم هو جودة العمل المقدم نفسه، وأعتقد أن جنس الكاتبة لن يعيقها عن حرية الإبداع، وقد ولّى هذا الزمن الذى كانت المرأة تكتب فيه بأسماء مستعارة.
الفائز بـ«التقديرية»: جوائز الدولة تتسم بالشفافية والنزاهة
قال الدكتور يوسف نوفل، أستاذ النقد الحديث فى جامعة عين شمس، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، إن جائزة الدولة التقديرية طمأنت الجميع على وضع المؤسسة الثقافية.
وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن أعماله لم يُسلَّط عليها الضوء رغم أنه قدم موسوعتين خلال 60 عاماً عن ذخائر التراث العربى والإسلامى وأبرز دواوين وأشعار العرب، بخلاف الأعمال النقدية المتعددة.. وإلى نص الحوار.
ماذا تمثل جائزة الدولة التقديرية فى الآداب؟
- الجائزة تمثل ما يمكن أن نلخصه فى جملة إحقاق الحق، وإعطاء الحق لأصحابه، وهى طمأنتنا أن على رأس وزارة الثقافة «ضمير ثقافى يقظ»، يحافظ على الحقوق ويمنع أى مظهر من مظاهر إفساد جوائز الدولة.
ما الجهات التى رشحتك للجائزة؟
- الجهة الرئيسية المرشحة هى جامعة عين شمس التى أشرف بالعمل فيها والانتماء إليها أستاذاً للنقد الأدبى الحديث فى كلية البنات بقسم اللغة العربية، وفى ظاهرة فريدة ليست لدى سائر المرشحين أن الترشيح لم يقتصر على هذه الجامعة العريقة فقط، بل أضيف إليه ترشيح آخر من جامعة بورسعيد لسبب بسيط جداً وهو أننى العميد المؤسس والمنشئ لكلية التربية فى بورسعيد 1987، ومن هنا اعتبرت جامعة بورسعيد أننى منها لأننى مؤسس كلية عريقة بها، وبذلك أنا أنتمى للجامعتين معاً، وعملت فى جامعات الخليج والجامعة الأمريكية بالقاهرة.
د. يوسف نوفل: قدمت موسوعتين عن ذخائر التراث العربى والإسلامى ودواوين وأشعار العرب
كيف ترى وضع الجوائز الثقافية فى مصر ولديكم تجربة الإشراف على جائزة إحسان عبدالقدوس؟
- لا بد من الصراحة، عيب الجوائز الثقافية أنها تعتمد فى بعض الأحيان على الشللية والوساطات، وذلك فى بعض الجوائز فقط، أما فى جائزة إحسان عبدالقدوس فأزعم منذ توليت الإشراف عليها ورئاستها منذ 5 سنوات مضت أننى أستند إلى الضمير والشفافية، ولذلك أغيِّر المحكِّمين كل عام، ولا أعلن أسماءهم، وأحذرهم من الإعلان عن أسمائهم؛ لضمان الشفافية وحتى لا نلوَّث بما تلوثت به بعض الجوائز الأخرى، وفيما يخص جوائز الدولة هذا العام، أستطيع أن أقول إنها بلغت قمة الشفافية والنزاهة، وهذا يبدو من أسماء الفائزين.
كيف ترى الحركة النقدية.. ومدى مواكبتها للحركة الإبداعية؟
- النقد فى مصر مقصِّر عن مجاراة الحركة الإبداعية بمستوياتها من الشيوخ والشباب، لأن النقد مع الأسف أصيب بآفات مرضية مدمرة؛ على رأسها الشللية والتعصبية واستغلال منصب الناقد (ولا يصح أن يستغل الناقد منصبه)، لأنه يفسد الحياة الثقافية، والأمل فى الجيل التالى لنا، خاصة إذا ما حرصوا على تجنب الآفات المذكورة.
هل ترى أنه تم تسليط الضوء على أعمالك بشكل لائق؟
- لم يتم، فأنا عملت موسوعتين كبيرتين على مدى 60 سنة؛ واحدة عن ذخائر التراث العربى والإسلامى وتسجل إنجازات العرب فى العصور الوسطى، والموسوعة الثانية حصرت دواوين شعراء وأشعار العرب فى العصر الحديث بكامل المنطقة، بخلاف الكتب النقدية والإبداعية.
خلال عملكم فى العديد من الجامعات خارج مصر.. كيف يمكن استعادة الريادة الثقافية؟
- بالتعليم ورفع مستوى التعليم الجامعى وقبل الجامعى.
الناقد الأكاديمى والإبداع
العمل الأكاديمى لا يتعارض مع الإبداع والمبدع بغض النظر عن توجهاته وعمله، والنقد الأدبى الأولى به الناقد الأكاديمى المتخصص الذى أفنى عمره فى دراسات وماجستير ودكتوراه، وبحوث ترقية، وهو لا يقل عن الناقد غير الأكاديمى بل على العكس، فلماذا نستهجن أن يكون الفائز أكاديمياً؟ فالناقد الأكاديمى أسهمه أعلى.
الحاصلة على «التشجيعية»: معظم النصوص العبرية تحمل أيديولوجيات.. ومهمة الباحثين الرد عليها
قالت الدكتورة الكاتبة نهلة راحيل، الأستاذة بكلية الألسن بجامعة عين شمس، الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية، إن القراء العرب بحاجة إلى تكوين جبهة ثقافية مضادة لمحاولات الكيان الصهيونى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لتزييف الواقع، مشيرة إلى أن خط الدفاع الأول سيكون بالمعرفة التى يقدمها الباحث المتخصص.
وأضافت «راحيل»، فى حوارها مع «الوطن»، أن مشروعها الفكرى يركز على دراسة ثقافة الكيان الصهيونى، بهدف معرفة الآخر وتكوين حائط صد لمجابهة أفكاره، وإلى نص الحوار..
كيف استقبلتِ خبر فوزك بجائزة الدولة التشجيعية؟
- الفوز بالجائزة أسعدنى جداً، وأتوجه بالشكر إلى مؤسسة كبيرة مثل وزارة الثقافة التى تقدم لنا الدعم الذى يدفعنا إلى مواصلة العمل.
وماذا عن كواليس التقدم للجائزة؟
- كانت هذه أول مرة أتقدم فيها لجائزة الدولة التشجيعية، ولكن سبق أن حصلت على جوائز عدة من وزارة الثقافة، منها جائزة لجنة المسرح 2021، وكانت عن دراسة عن الأديب الفلسطينى إميل حبيبى، وكذلك جائزة نجيب محفوظ من مؤسسة أخبار الأدب، بالتعاون مع وزارة الثقافة وكانت عن دراسة عن الأديب الفلسطينى ربعى المدهون، وفى هذا العام تقدمت بكتاب «الرهان الصهيونى وتحطيم الأساطير» للترشح إلى جائزة الدولة التشجيعية.
وما الذى تمثله الجائزة للشباب فى بدايات مشوارهم الثقافى؟
- الجائزة عموماً للشاب فى بداية مشواره تمنحه ثقة بالنفس، ودعماً وشرعية للوجود فى ظل التحديات المادية والتنافسية فى مختلف المجالات، كما أن الجائزة تعرّف الجمهور بشكل أكبر بالفائز، وبالنسبة لى فهى نقطة نور تدل على أننى أسير فى الطريق الصحيح، وتوقيتها مهم جداً، لأن الجيل الحالى من الأكاديميين مثلى قد تكون له توجهات مغايرة عن أساتذته من الأجيال السابقة، فالأجيال الحالية فى الغالب تتبنى وجهة النظر التى تسعى لتفنيد آراء الآخر والرد عليه بدلاً من تجنبها بالكلية.
ما أبرز ما يتناوله الكتاب الفائز بالجائزة؟
- كتاب «الرهان الصهيونى وتحطيم الأساطير» يقدم مجموعة دراسات مقارنة ونقدية بين الأدبين العربى والعبرى، وخاصة الأدب الفلسطينى، كما يُعد أحد أشكال المقاومة.
نهلة راحيل: نحتاج لحائط صد ثقافى لمواجهة المحاولات الصهيونية لتزييف الواقع وخداع الأجيال الناشئة
إلى أى مدى تعتقدين أننا فى حاجة إلى الدراسات التى تتناول الثقافة العبرية؟
- لدينا أقسام مختلفة لدراسة الفكر العبرى، ونحن نحتاج فى هذا التوقيت إلى مثل هذه الدراسات، لأننا فى حالة صراع فكرى وحرب معرفة مع الآخر، بعد انتهاء زمن الحروب التقليدية بالأسلحة، وأعتقد أنه يمكننا كسب هذا الصراع بالمعرفة وتفنيد أفكار الآخر والرد عليها، حتى لا نقع فى فخ الخداع، خاصة الشباب الحالى وفى ظل العالم المفتوح.
وكيف تقدمين الكيان الصهيونى للمتلقى دون الوقوع فى فخ التعاطف معه؟
- لا نستبعد تماماً أننا نتعامل مع كيان مغتصب لحق الشعب الفلسطينى الشقيق، لأن هذه الأفكار موجودة فى خلفيتنا، لكننا نلتزم بمنهج ينطلق من نقد الخطاب الصهيونى، حتى لا يقع الباحث أو المتلقى فى فخ التعاطف غير المستحق معه، ومعروف أن معظم النصوص العبرية تحمل أيديولوجيا ومظهراً برّاقاً، ومهمتنا هى كشف هذه الأفكار، وهو ما يخدم الهدف الرئيسى فيما يتعلق بفهم الآخر.
الباحث المتخصص
المؤهل لترجمة وتقديم المحتوى يجب أن يكون من الباحثين المتخصصين أهل الثقة، على الأقل فى البدايات، ولا أقصد الوصاية على القارئ، إلى أن يصبح المتلقى على دراية كافية وقدرة على الفرز واستخراج السم من العسل، كى لا يتعرض للتضليل.
وأصدرت نحو 4 كتب إلى الآن، من بينها كتاب صادر عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان «النكسة والنازية»، و«الذاكرة الجمعية الفلسطينية»، و«كتابة الذات»، صادر عن هيئة الكتاب، و«الرهان الصهيونى وتحطيم الأساطير»، إضافة إلى كتاب «العودة إلى حيفا» ترجمة عن العبرية.