الأزهر ومبادرات تيسير الزواج
- أمن الغربية
- الأجهزة الأمنية
- حملات أمنية
- ردع المخالفين
- عبد الحميد
- قوات الحماية المدنية
- مدير أمن
- أمن الغربية
- الأجهزة الأمنية
- حملات أمنية
- ردع المخالفين
- عبد الحميد
- قوات الحماية المدنية
- مدير أمن
يطلق الأزهر الشريف كل حين عدداً من الحملات النافعة لمواجهة ظواهر عدة تهدد استقرار المجتمع، أبرزها حملة (أسرة مستقرة = مجتمع آمن)، وحملة (جنة) التى تهدف إلى مناهضة العنف ضد الأطفال، وحملة (وعاشروهن بالمعروف) للحد من الطلاق الذى انتشر بصورة مخوفة.
ومن هذه الحملات أو المبادرات مبادرة مواجهة غلاء المهور والمبالغة الشديدة فى تكاليف الزواج التى تصل إلى حد التبذير والإسراف فى كل ربوع مصر، وتأتى هذه المبادرة لحث الأسر على تيسير إجراءات الزواج، تزامناً مع انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعى لعدد من الفتيات لتجميد البويضات حفاظاً على حق الفتيات فى الإنجاب بعد ارتفاع أعمارهن.
تجميد البويضة عملية يتم فيها تجميع البويضات، ثم تجميدها غير مخصَّبة، وتُخزن للتخصيب فى وقت لاحق، حيث يتم دمجها مع حيوان منوى فى المختبر، وتُعد تلك العملية إحدى الطرق المستخدمة لحفظ القدرة الإنجابية لدى النساء، لأسباب طبية مثل علاج السرطان، أو لأسباب اجتماعية مثل التأخر فى سن الزواج، مما يؤدى إلى تدهور الخلايا المرتبطة بهرمونات الشيخوخة، وللعلماء فى حكمها الشرعى تفاصيل وشروط ومحاذير.
وهذا سبب جانبى، ويظل السبب الرئيس هو الظروف الاقتصادية التى يعانى منها كثيرون من المقبلين على الزواج رجالاً ونساء.
والمبادرة كمبدأ دينى وأخلاقى ووطنى تلقى رواجاً وترحيباً، لا سيما لو كانت عملاً جماعياً يتضافر على إنجاحه رجال الدين الإسلامى والمسيحى والمثقفون والإعلاميون ورجال الأعمال والرموز والقيادات وأئمة المساجد والجمعيات الخيرية، لتكوين وعى جماعى، فالأمر مرتبط بالوعى لا بالبنود والشروط والإجبار، لأن كل شخصين مقبلين على الارتباط يقدّران ما هو من الضروريات وما هو من الكماليات حسب ظروفهما، إلا أن الشعار الذى يجب أن يكون مرفوعاً هو: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) و(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) و(أقلهن مهراً أكثرهن بركة).
يقول الأزهر على لسان شيخه الأكبر: «إن الأسرة المصرية بحاجة إلى مزيد من الترابط والعودة إلى العادات والسلوكيات السليمة، وبالضرورة إطلاق حملة توعوية لمواجهة غلاء المهور، لأن هذه المغالاة تدمر الأسرة وتؤخر الزواج وترفع نسب العنوسة».
وكان تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أوضح أن عدد الذكور الذين لم يتزوجوا فى فئة العمر (35 سنة فأكثر) بلغ حوالى 687 ألفًا، بينما بلغت حوالى 472 ألف حالة للإناث بنسبة 3.3% لنفس الفئة العمرية، وأسباب ذلك يمكن عزوها إلى ارتفاع المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، وغلاء المعيشة، وصعوبة توفير السكن، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف الأجور.
والزواج الناجح لا علاقة له بالمهور المرتفعة والتبذير وما تم اقتناؤه من الحلى والملابس وأوانى الأطعمة والمشروبات، بل مرتبط بالصبر والتحمل والتجاوز وحسن العشرة والتفاهم والاحترام والمودة والسكن بين الزوجين.
وقوله تعالى: «وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً» فيه دلالة على أن المقتدر له أن يظهر نعمة الله عليه، وأنه لا ينبغى تحديد المهور، لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية من شخص لآخر، والخليفة عمر بن الخطاب تراجع عن تحديد سقف معين للمهور بعد سماعه للآية الكريمة، لكن الآية الكريمة أيضاً لا تدعو للمغالاة فى المهور، ولا تدعو للتبذير، غاية الآية أنها لا تمنع القادر من إكرام زوجته، وقد دفع عمر لأم كلثوم بنت على أربعين ألف درهم، والله المستعان.