أسبوع «الصفقات السياسية» فى انتخابات الرئاسة التونسية

أسبوع «الصفقات السياسية» فى انتخابات الرئاسة التونسية
مفاوضات بين «الغنوشى» و«السبسى» لحسم رئاسة البرلمان.. والشيخ راشد: «ما زلنا على الحياد لكن ربما نغير من قراراتنا»
وقف عشرات من أنصار الجبهة الشعبية أمام وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة «شارع الثورة التونسية» رافعين صور الشهيد شكرى بلعيد، مرددين هتافات ضد الإخوان والمرشح الرئاسى المنصف المرزوقى. سألنا: هل حسمتم أمركم إذن فى صف الباجى قائد السبسى؟ فأجابت نجاة البوعريسى الناشطة السياسية، عضو الجبهة الشعبية قائلة: أكيد لن نكون مع المرزوقى، لكن هذه التظاهرة والهتافات نرددها أسبوعياً فى وقفة ثابتة يوم الأربعاء للمطالبة بالكشف عن القتلة الحقيقيين للشهيد شكرى بلعيد، أما أمر الانتخابات فهذه قصة أخرى.
لا صوت يعلو فوق صوت الصفقات الانتخابية فى تونس الآن. أمس الأول تأجلت الجلسة الرئيسية لمجلس النواب التونسى والتى كان مقرراً اختيار رئيس المجلس ونائبيه فيها، لسبب غير معلن، إلى جلسة الغد. بعض المراقبين برر ذلك بأنه من أجل عقد مزيد من الصفقات حول اسم رئيس البرلمان ونائبيه. حزب النهضة من جهته طالب بأن تكون رئاسة البرلمان له، خاصة أنه صاحب ثانى أكبر كتلة برلمانية، فى حين يُصر «نداء تونس» (حزب السبسى) على الاستحواذ على رئاسة مجلس النواب بحكم كونه أكبر الكتل البرلمانية، إلا أن مراقبين وسياسيين يرون أنه على الأغلب سيتم الاتفاق على نظام المحاصصة، حيث يتبنى «النهضة» أو الإخوان وجهة نظر تشير إلى أنه من غير المعقول أن يستولى «نداء تونس» على رئاسة الحكومة بحكم كونه الفائز فى الانتخابات البرلمانية، طبقاً للدستور التونسى، وكذلك على رئاسة البرلمان، ومن المتوقع أن يكون حائزاً أيضاً على رئاسة الدولة فى حالة فوز «السبسى» بالانتخابات، وهو ما ترفضه.
ورغم أن المزاج العام فى الشارع التونسى حالياً يسير فى اتجاه التصويت لـ«السبسى» فإنه ما زالت هناك قوة حقيقية للنهضة بمتعاطفيها موجودة على الساحة بشكل كبير وتقدم دعماً غير محدود لـ«المروزقى»، وقد يقف هذا الدعم فى حالة إبرام «النهضة» صفقة تُدار حالياً فى سرية مع «السبسى» يتنازل بمقتضاها «نداء تونس» عن رئاسة البرلمان لـ«النهضة» مقابل دعم الإخوان لـ«السبسى» فى انتخابات الرئاسة.
حزب الإخوان يبدو أنه يلعب مع الجميع. الشيخ راشد الغنوشى قال أمس، فى تصريحات صحفية، إن حزبه ما زال على الحياد الانتخابى ولا يدعم أياً من المرشحيْن (المرزوقى أو السبسى) رغم تأييده المطلق لـ«المرزوقى»، الرئيس المنتهية ولايته، وأشار «الغنوشى» إلى اجتماع لمجلس شورى الحزب اليوم ربما يتغير بناء عليه موقف الحزب. وكشفت مصادر مقربة من قيادات الحزب أنه من الممكن عقد صفقة بين «الغنوشى والسبسى» اللذين التقيا مساء أمس يجرى بناء عليها ترك رئاسة البرلمان لـ«النهضة» عبر مرشحها سمير ديلو، وزير حقوق الإنسان فى الحكومة السابقة، مقابل تحويل دفة التأييد الإخوانى لصالح «السبسى». «الغنوشى» قال فى تصريحات أمس: «كل شىء جائز وتعديل موقفنا أمر محتمل جداً أيضاً». وفى تلك الحالة فإن فرص فوز الرئيس المؤقت الحالى منصف المرزوقى ستكون شديدة الصعوبة، خاصة مع عدم وجود ظهير شعبى له.
وفى الوقت الذى ستلعب فيه الصفقات الانتخابية دوراً كبيراً فى حسم منصب الرئاسة فإن هناك متغيراً آخر يلقى بظلاله على اختيارات الناخبين التونسيين، وهو ازدياد العمليات الإرهابية، خاصة على الحدود التونسية الجزائرية، وجاءت عملية ذبح جندى تونسى على يد متطرفين أمس الأول لتسبب صدمة كبيرة للمجتمع التونسى، وتدفع التونسيين فى اتجاه اختيار «السبسى» الذى يصفونه برجل الدولة القوى.