سوابق حرية الرأى
على إحدى الشاشات تكلم حمدين صباحى عن ضرورة ما سمّاه رؤية ابتكارية وأفكاراً فى الحوار الوطنى.. دون أن يُفصح عن فكرة من الأفكار.. أو نموذج للرؤى المواتية.
على السوشيال ميديا قالوا إن حمدين يفضل الاحتفاظ بما لديه لجلسات الحوار.
معلوم، فالحوار للجميع.. بشرط أن يقدم الجميع ما استدعاه الحوار. الحوار مشاركة من الجميع لمزيد من حلول لتحديات تواجهها الدولة وسط أزمات كوكبية.. مطلوب فيها التوازن «والسير على السلك» لإكمال نجاحات على كل المسارات.
طالب «صباحى» بما سماه بيئة مواتية للحوار، على أساس أن المعارضة ستحاسبها الجماهير الغفيرة على مخرجات الحوار.
هنا الكلام فيه كلام. وإذا كان الحوار مطروحاً للجميع، فإن كلام ما قبل الحوار أيضاً مطروح للنقاش.
لم يُفصح «صباحى» عن الشكل المفترض للبيئة المواتية، قبل أن يقع فى خطأ استخدام مصطلح «المعارضة المدنية». لا المصطلح كان موفقاً.. ولا اللفظ فى محله.
الحوار كله مدنى، والحرص فى عدم تمرير الأوصاف على غير الواقع هو أول ما يستلزمه الحوار من بيئة مواتية، على أساس الرغبات الصادقة من الجميع.
المطلوب للحوار رؤى واضحة وحلول، بلا تعلق غير سليم من بعضهم بالجماهير، ولا ركوب غير صحيح فى قطار متطلبات الشارع أو كلام غير دقيق عن إرادة المصريين.
الخطأ الأثير أن يعمد بعضهم إلى التترس بتمثيل الشارع، أو احتكار الرأى العام.. وهو ليس صحيحاً.
الكلام عن مصطلح «المعارضة» نفسه فى حاجة إلى نقاش. لا بد من إعادة تعريف مفهوم الأحزاب، وصداها فى الشارع.. والرؤى التى قامت عليها أخرى بالتفصيل والتحديد.
أحزاب كثيرة بعد يناير تأسست فى لقاءات تليفزيونية، وقامت على اتفاقات على الفضائيات.. ثم آدى وش الضيف.
ليس هذا تقليلاً بقدر ما هو وضع قائم، أدى إلى خلل فى التركيبة الحزبية. أكثر من مائة حزب بعد يناير أغلبها حتى الآن ما زال تحت التأسيس، بينما علقت غيابها عن الشارع على الدولة!
ربما التوافق على مصطلحات واقعية هو أول ما لا بد أن يوضع على مائدة الحوار الوطنى بموضوعية.
محاولة بعضهم النفاذ إلى الحوار متترساً بالجماهير ومطالب الشارع ليست موضوعية.. ولا هى بيئة مواتية.
مثلاً، لا تبدو المعضلة فى أسباب عدم معرفة الشارع بحزب الكرامة، ورموز حزب الكرامة، ورؤى حزب الكرامة.. بقدر ما تبدو القضية فى تصورات مؤسسى حزب الكرامة المستقبلية لتعريف الشارع بالحزب ورؤاه.
وضع بعضهم العربة قبل الحصان.. ليس حواراً. ومحاولة اختراع العجلة هى التى ليست بيئة مواتية.
بعضهم قد يتصور خطأ أن الحوار فرصة لمكاسب سياسية، أو لحظة حانت لتحقيق آمال بقرارات إدارية. هذا ليس صحيحاً، تماماً كما أنها ليست مجدية محاولات البعض استعادة وهم «سجناء الرأى».
انطلقت الدعوة الرئاسية للحوار الوطنى لصالح شارع لا يرتضى أن يوضع على رأس بعض من كادوا للشارع ريشة.. بحجة سوابق وقائع «رأى وحرية تعبير».
غريب محاولات الربط بين سوابق.. وحرية تعبير!