جدرى القرود.. الخوف من تكرار الكابوس!

تقرير مهم صدر من وكالة الأمن الصحى بالمملكة المتحدة منذ أيام حول انتشار فيروس «جدرى القرود» أو monkeypox داخل المملكة يفيد بأن التفشى الحالى للفيروس «نادر وغير معتاد».. الأمر الذى يبعث مخاوف حقيقية من تحوله إلى جائحة جديدة.. لم نتخلص بعد من جائحة كوفيد بشكل كامل.. ما زالت المخاوف فى الإذهان وصور ميادين العالم الخالية من البشر تأتى للناس فى كوابيسهم كثيراً.. لذا ففكرة انتشار فيروس مختلف بهذا الشكل ربما يقلب الطاولة على رأس الجميع!!

أكثر من دولة أعلنت عن حالات من هذا الفيروس على أرضها خلال الشهر السابق.. إسبانيا والبرتغال أعلنتا عن وجود حالات متعددة فى وقت قصير.. كما تم الإبلاغ عن حالات فى كندا والولايات المتحدة.. المشكلة أنه لا يوجد رابط بين الحالات.. لا يحملون ذكريات مشتركة أو جمعهم مكان واحد..!

ترقب حذر تقوم به منظمة الصحة العالمية إزاء تفشى الفيروس الجديد فى العالم خلال الأسابيع الأخيرة.. ليس فيروس جديد بالمرة.. ولكن ظهوره بهذا الشكل جعل المنظمة تتابع ما يحدث بقلق شديد.. خاصة أنها لا تملك قاعدة بيانات أو أبحاثاً تفيد بمعدلات انتشاره من الأساس!!

التسمية فى الواقع تبدو خاطئة إلى حد كبير.. فالفيروس الجديد لا ينتقل عبر القرود بشكل رئيسى.. الاسم أتى من أولى حالاته الموثقة والتى ظهرت فى عام ١٩٥٨ فى إحدى مستعمرات القرود التى تستخدم فى الأبحاث العلمية.. ولكنه ينتشر فى الأساس عبر القوارض مثل السناجب أو الجرذان.. لذا فاسم جدرى القوارض ربما يكون أقرب للحقيقة..!

مسئولو الصحة فى معظم بلدان العالم ليس لديهم سوى القليل من الأدلة حول كيفية إصابة الأشخاص بهذا الفيروس. وهناك قلق من أن جدرى القرود قد ينتشر عبر المجتمع -دون أن يتم اكتشافه- وربما من خلال طرق جديدة، وفقاً لموقع «إن بى آر» الأمريكى.

لا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان معدل انتقال العدوى قد زاد فى الفترة الأخيرة أم لا.. هو موجود منذ عقود طويلة.. يتم الخلط بينه وبين الجدرى التقليدى لتماثل الصورة السريرية إلى حد كبير.. هل هناك تغير طرأ فى سلوك الفيروس جعله أكثر انتشاراً؟.. لا أحد يملك إجابة حتى هذه اللحظة..!

المشكلة أن انتشار الفيروس يزيد من فرص تكيفه مع الناس.. وبالتالى يزيد من معدل انتشاره مستقبلاً.. تكون الفيروسات ذاكرتها من البقاء داخل أجساد البشر.. تطور نفسها وتتغلب على صعوبات استمرارها فى التكاثر..هكذا تفعل كل الفيروسات.. وربما لهذا السبب يراقب العلماء بقلق ظهور هذا الفيروس بشكل مختلف!

السلطات الصحية فى العالم كله فى حالة تأهب انتظاراً لما ستسفر عنه الأيام القادمة.. بالأمس أعلنت إسرائيل عن أول حالة على أرضها، مسجلة بذلك أول حالة فى الشرق الأوسط.. الأمر الذى يجعله قريباً منا إلى درجة كبيرة.. فهل يدرك مسئولو الصحة المصرية ما يحدث؟

هل استعدت قيادات الطب الوقائى بشكل كافٍ لظهور الفيروس الجديد على أرض مصر؟.. هل تم وضع خطة للتعامل معه إذا ظهر قريباً؟!

أعرف أننا نمتلك جهازاً قوياً للرصد والتتبع ظهرت قوته بشكل كبير فى أزمة كوفيد.. ولكننى أتمنى أن تكون الصورة غير بعيدة عنهم هذه الأيام.

التخوفات العالمية مصدرها الرئيسى ما شهدناه خلال العامين الأخيرين.. ربما تكون أوهاماً فى أذهان العلماء.. وربما يكون وباء جديداً نعانى منه.. لا أحد يدرى.. المهم أن نكون على استعداد دائماً.. أو هكذا أعتقد!