الجالية المصرية في الدول الأوروبية ترصد إجراءات التصدي لـ«جدري القرود»»

الجالية المصرية في الدول الأوروبية ترصد إجراءات التصدي لـ«جدري القرود»»
شهدت الأيام الماضية، إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار فيروس جدري القرود في 14 دولة أوربية منها بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وإيطاليا فضلا عن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وسط حالة من الخوف والذعر في العالم، وجدل واسع حول ماهية المرض، وأسباب انتشاره، كما طُرحت العديد من التساؤلات بشأن خطورته، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها كل دولة لمواجهة هذا الفيروس.
«الوطن»، تواصلت مع عدد من أعضاء الجاليات المقيمة في بعض الدول التي انتشر بها المرض بشكل كبير للتعرف على تطوراته.
تسجيل إصابة 20 حالة في المملكة المتحدة
هدوء حذر يسود شوارع المملكة المتحدة بالرغم من تحذير الأطباء من الارتفاع الكبير في عدد حالات الإصابة بفيروس جدري القرود التي وصلت إلى نحو 20 حالة، وفقا لما نشرته صحيفة «ديلي ميل»، البريطانية، وقال المهندس «شريف فراج»، مصري يعيش في بريطانيا، لـ «الوطن»: «أنا كمواطن عايش في انجلترا مش حاسس بأي خطر.. الحمد لله مفيش أية حالات أتصابت من الجيران أو الأصدقاء بهذا المرض».
وأوضح أن الإنجليز في العادة يصابون بالذعر عند تفشي أي مرض أو فيروس جديد ويحرصون على اتباع الإجراءات الاحترازية وهذا لم يحدث حتى الآن، بحسب وصفه.
من ناحية أخرى، أكد الشاب المصري «حسن حمدي»، طالب ماجستير في إدارة المشروعات الهندسية بإنجلترا، أن الحياة تسير بشكل طبيعي: «مسمعناش عن الفيروس ده غير من خلال الأخبار والسوشيال ميديا.. لكن مفيش حالات شوفناها بعنينا، كل معلوماتنا إن فيه شخص إنجليزي أصيب بالعدوى في نيجيريا وأن دي أول حالة تم الإعلان عنها»، بحسب روايته لـ«الوطن».
جدري القرود في بلجيكا
بلجيكا هي أول دولة تطبق الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يومًا ضد جدري القرود، وذلك بعد الإبلاغ عن 3 حالات إصابة بالمرض، وفي هذا السياق أوضح «يوسف عبد القادر»، عضو الجالية المصرية في بلجيكا، أنه لا توجد أي اجراءات احترازية حتى الآن في شوارع بلجيكا، ولكن بدأت حملات توعية في وسائل الإعلام عن طبيعة مرض جدري القرود.
يقول عبد القادر لـ«الوطن»: «بعد الإعلان عن إصابة 3 حالات طلبت مجموعة تقييم المخاطر RAG التابعة للسلطات الفيدرالية، الوقاية والتوجه لغرفة الطوارئ لو شعر أي شخص بأعراض المرض».
جدري القرود في إيطاليا
إجراءات وقائية في إيطاليا، فرضتها السلطات الصحية عقب تسجيل أول حالة إصابة بفيروس جدري القرود في مستشفى سبالانزاني الكائنة في روما، تزامنا مع حملات توعية في نشرات الأخبار المحلية، وفقا لتصريحات «نبيل الألفي»، مُقدم برنامج على قناة عرب أوروبا TVلـ «الوطن».
وتابع المصري المقيم في إيطاليا بقوله: «مفيش أي حالات قريبة مني ظهرت، بس البلد بدأت توعي المواطنين من خلال توضيح الأعراض وشكل العدوى، مفيش خوف بين الناس، لأن زي ما عرفنا في الأخبار أن خطورة المرض ضعيفة ومعظم المرضى يتعافوا خلال أسابيع قليلة، ونادرًا جدا ما توجد حالات صعبة تؤدي للموت».
كما بدأت الحكومة الإيطالية في توعية المواطنين بشأن الإجراءات الوقائية التي ينبغي على المواطنين مراعاتها لعدم الإصابة بالفيروس، وذلك طبقًا لحديث المصري «عصام غانم»، 38 عامًا: «الإعلام بدأ يحذرنا من التلاصق والممارسات الحميمة مع الغرباء، وكمان فيه تعليمات بالتوجه للتطعيم الوقائي من فيروس جدري القردة».
العلاج واللقاح
لا توجد أية أدوية أو لقاحات مُحددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، كما أوضحت منظمة الصحة العالمية، ولكن ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري يفيد بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة.
بداية جدري القرود
بداية الفيروس وانتقاله وفقًا لبيان منظمة الصحة العالمية، كانت عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أصيب صبي عمره 9 سنوات بالفيروس، ثم انتشر في المناطق الريفية الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، ونادرا ما انتشر جدري القردة خارج أفريقيا، ولذلك أثارت سلسلة الانتشار الحديثة للفيروس حالة شديدة من القلق.
وينتقل الفيروس إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية من خلال المخالطة المباشرة لدماء الحيوانات المصابة، ويمكن أن ينتقل من إنسان لآخر من خلال المخالطة الجسدية الحميمة وملامسة المريض.
أعراض المرض
فترة حضانة جدري القردة تمتد إلى 21 يومًا، مما يعني أن ظهور الأعراض قد يستغرق ثلاثة أسابيع، وتتشابه الأعراض مع أعراض الجدري ولكنها تكون بشكل أخف، وتشمل: «الحمى والصداع وآلام الظهر والعضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق، ويمكن أن تتطور الأعراض للطفح الجلدي، وغالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر بعد ذلك إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسلية».