إيكونومست: الاستثمار الأجنبي يتراجع في الصين بسبب كورونا وحرب أوكرانيا

إيكونومست: الاستثمار الأجنبي يتراجع في الصين بسبب كورونا وحرب أوكرانيا
قالت مجلة «إيكونومست» البريطانية أنه يُنظر إلى إصرار الصين على استخدام عمليات الإغلاق المطولة لتخليص البلاد من المتغير أوميكرون، فضلاً عن موقف الصين من الحرب الروسية في أوكرانيا، على أنها مساعٍ أيديولوجية تتجاهل الحقائق الاقتصادية والجيوسياسية، وكذلك توقيت بعض الإجراءات التي تم اتخاذها ضد مجموعات التكنولوجيا مثل «علي بابا»، عملاق التجارة الإلكترونية، وكذلك عمالقة العقارات مثل «إيفرجراند»، ما أسهم في تشكيك بعض أكبر مجموعات الاستثمار في العالم في سياسات القيادة في بكين الداعمة للاستثمار الأجنبي
سياسات الصين كان لها تأثير سلبي على الأسواق العالمية
وتابعت المجلة أن سياسات الصين خلال العام الماضي كان لها تأثير عميق على الأسواق العالمية، حيث وصلت قيمة الأسهم الصينية المدرجة في هونج كونج ونيويورك، إلى 2 تريليون دولار، وذلك من العروض الأولية الصينية في هاتين المدينتين اللتين توقف فيهما العمل تقريبًا هذا العام، كما باعت شركات العقارات في الصين 280 مليون دولار فقط من السندات الدولارية ذات العائد المرتفع حتى الآن في عام 2022، انخفاضًا من 15.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لشركة «ديل لوجيك»، وهي مزود بيانات داخل الصين.
وانخفضت قيمة الأصول المالية المقومة باليوان التي يحتفظ بها الأجانب بأكثر من تريليون يوان«150 مليار دولار» في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022، وهو أكبر انخفاض على الإطلاق، وذلك بحسب معهد التمويل الدولي، الذي يقوده مجموعة مصرفيين في واشنطن، ويتوقع أن يتدفق ما مجموعه 300 مليار دولار من رأس المال إلى خارج البلاد هذا العام، ارتفاعا من 129 مليار دولار في عام 2021.
إغلاق شنجهاي وعدم المرونة السياسية آثار المخاوف
وأوضحت المجلة أن سياسة الصين بشأن التعامل مع فيروس كورونا «صفر كورونا» وإغلاق مدينة شنغهاي الذي لا هوادة فيه، أثارت مخاوف بشأن سياسات الصين، حيث يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن الدولة أدارت ظهرها للنمو؛وبحسب شون ديبو من مؤسسة «يورايزون كابيتال إيشا»، فإن المستثمرين يشعرون بالتوتر عندما يدركون أنهم ربما تتأثر أعمالهم بالسياسة، حيث كانت الأسواق المحلية إحدى ركائز علاقات الصين مع العالم الخارجي، وساعد الاعتقاد بأنهم سيستمرون في الانفتاح وتحقيق عوائد عالية في الحفاظ على الروابط مع الممولين الغربيين الأقوياء الذين يأملون في جعلها غنية، حتى مع تدهور العلاقات بين أمريكا والصين خلال سنوات حكم ترامب، كانت سياسة بكين واضحة تجاه دعم الاستثمار، ورد الغرب بالمثل، لكن هذا الوضع يتلاشى الآن بسرعة.
ويقول هيو يونج مدير الأصول من مؤسسة أبردين المالية إن العديد من المستثمرين الأجانب زادوا حماسهم ببساطة تجاه الصين في السنوات الأخيرة، واختاروا تجاهل المخاطر، لكن السوق الآن تستيقظ، حيث يرى العديد من المستثمرين أنه على الرغم من أن الصين لم تكن أبدًا أكثر انفتاحًا على تدفقات رأس المال الأجنبي، إلا أنها لم تكن أيضًا غير مرنة سياسيا مثل الآن.
وقالت المجلة إن دعم الصين للحرب الروسية في أوكرانيا ربما يعود إلى المخاوف بشأن موقفها من تايوان ، والتي تقول إنها ستستعيدها في النهاية بأي وسيلة ضرورية، لكن تلك المخاوف الجيوسياسية ستؤدي إلى تقويم واسع للمخاطر المرتبطة بالصين، وبحسب نيل شيرينج من مؤسسة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث، فإن مخاطر السياسة الصينية زادت مؤخرا بشكل ملحوظ.