أم تبكي أمام قبر طفلها في سوهاج: حلم 6 سنين راح في غمضة عين بسبب خطأ طبي (فيديو)

كتب: فهد فكري بلوم

أم تبكي أمام قبر طفلها في سوهاج: حلم 6 سنين راح في غمضة عين بسبب خطأ طبي (فيديو)

أم تبكي أمام قبر طفلها في سوهاج: حلم 6 سنين راح في غمضة عين بسبب خطأ طبي (فيديو)

حلمت «حسناء»، 23 عامًا، بأسرة سعيدة، تتكون منها وشريك العمر وطفل يملأ عليهما حياتهما، ظل هذا الحلم يراودها عقب زواجها لمدة 6 سنوات، لم ترزق خلالها بالطفل، ليظل الحلم ناقصًا، تحملت الفتاة العشرينية الكثير من المتاعب لتحقيق حلمها، لم تفقد الأمل ودفعت كل عزيز وغالٍ لإنجاب الطفل المنشود، حتى رزقها الله ما أرادت. 

الحلم يتحقق 

اكتمل حلم «حسناء» بالزوج والابن، وعاهدت الأم نفسها أن تهب حياتها لتربية الابن وتحقيق أحلامه، كما حقق الله حلمها به، لكن ما لم تكن تعلمه أن خطأ طبيًا سوف يلقي بأحلامها إلى الهاوية: «ابني وضنايا مات.. ابني الوحيد راح، بقالي 6 سنين منتظرة ربنا يكرمني، وبعد كرم ربنا خطأ طبي قضى عليه»، قالت «حسناء». 

بداية الأحداث ترجع إلى أن الطفل «يحيى»، عامان، كان يعاني من ارتفاع صوته أثناء النوم «شخير»، ولأن الأب والأم لا يتحملان نسمة الهواء على جلد ابنهما الذي جاء بعد «شوقة»، ذهبا به إلى الطبيب، الذي وصف حالته ونصحهما بإجراء عملية جراحية لإزالة اللحمية.

قلب الأم 

كأن قلب الأم يكشف طلاسم المستقبل وينير البصيرة لما هو آت، رفضت الأم وطلبت من الطبيب أن يجري له التحاليل ويكتب له العلاج مهما كلف من مبالغ، موضحة «ماكنتش مطمنة وكنت خايفة عليه من العملية، أنا بخاف عليه من نسمة الهوا.. ابني اللي جه بعد سهر الليالي وحقن وألم» تقول الأم المكلومة. 

بعد طمأنة الطبيب للأم والأب أن العملية بسيطة ولا تحتاج سوى إلى 15 دقيقة ثم يخرج ابنهما «زي الفل»، وافقت الأم على مضض، تضيف:«تم إجراء العملية، وخرج من غرفة العمليات، وبعد ذلك ظل لأكثر من ساعة على تروللي دون أكسجين.. الدكتور كان مشغول ببعض الكشوفات وساب الولد دون رعاية بعد ما خرج من العمليات».

 

،

قلق وترقب الأم والأب 

لم تتمالك الأم نفسها لتستكمل الحديث، وكأن شريط هذه اللحظات يعاد عليها من جديد، وفي كل مرة تشعر بالإحساس نفسه الذي آلمها أول مرة، يلاحظ الأب حمادة كمال العربي، 35 عامًا، ويلتقط طرف الحديث، قائلاً: «طلبت مراتي من الممرض إنه يطمنا على ابننا، وقالت له ساعتها هنراضيك والله بس طمنا، واستجاب الممرض ودخل للاطمئنان على ابني»، خرج الممرض بعد ذلك مسرعًا إلى الطبيب وهمس في أذانه بكلمات لم يسمعاها، وهلع الطبيب وجرى مسرعًا نحو الطفل الراقد على التروللي، وأعاده إلى غرفة العمليات، وهو ما كان كافيًا لأن يقضي على ما تبقى من نفسية الأب والأم.

 

 

لحظات يغلفها الصمت تقطعه دمعة من عين الأب، الذي تماسك قليلاً واستجمع ما تبقى من قواه ليستكمل الحديث، «ابني دخل في حالة غيبوبة كاملة، ونقله الطبيب لمستشفى خاص بسيارته الخاصة، لإنقاذه بعد إهماله الجسيم وتركه دون رعاية، وظل في المستشفى لمدة يومين». 

 

الطبيب يدفع تكاليف علاج الطفل 

ويتابع: «لصعوبة الحالة، لم يستطع المستشفى استكمال العلاج، وتم نقل ابني إلى مستشفى آخر مرة ثانية لمدة 11 يومًا، وطوال هذه الفترة تكفل الطبيب بمصاريف العلاج، التي بلغت 73 ألف جنيه تقريبًا، لأنه تسبب في الخطأ الذي ارتكبه». 

ضياع الحلم برحيل الطفل 

سبق أمر الله الجميع، فلم تشفع مبالغ الطبيب لإنقاذ الطفل، لتتبخر أحلام الأم والأب بفراق الطفل الحياة قبل أن يدركها، حررت الأسرة محضرًا بالواقعة لاتخاذ جميع الإجراءات القانونية تجاه الطبيب، وطالبت النائب العام ونقيب الأطباء ووزير الصحة بمحاسبة الطبيب على إهماله، وفقدهما الابن الذي طال انتظاره. 


مواضيع متعلقة