عبدالمنعم سعيد: الحوار الوطني يرسم «خارطة طريق» للمستقبل وعلى المعارضة طرح حلول واقعية بعيدا عن «الشعارات القديمة» (حوار)

عبدالمنعم سعيد: الحوار الوطني يرسم «خارطة طريق» للمستقبل وعلى المعارضة طرح حلول واقعية بعيدا عن «الشعارات القديمة» (حوار)
- التيارات السياسية
- الإخوان
- الشعارات القديمة
- الأكاديمية الوطنية للتدريب
- التيارات السياسية
- الإخوان
- الشعارات القديمة
- الأكاديمية الوطنية للتدريب
أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، أستاذ العلوم السياسية، عضو مجلس الشيوخ، أن الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى جاء فى توقيت مهم جداً، نظراً للتحديات والقضايا الداخلية والخارجية التى تواجهها الدولة فى الفترة الحالية، ما يجعل له العديد من المكاسب؛ أبرزها خلق وعى عام شامل بمختلف التحديات، وجذب استثمارات جديدة.
وأضاف «سعيد»، فى حواره مع «الوطن»، أنه يجب على قوى المعارضة التكاتف خلال المرحلة الحالية وطرح رؤى وحلول واقعية للمشاركة فى صناعة مستقبل مصر، خصوصاً أن الدولة حريصة على الاستماع لمختلف القوى الوطنية.. وإلى نص الحوار:
ما أهمية الحوار الوطنى فى رأيك خلال الفترة الحالية؟
- الأصل فى كل المجتمعات أن تتحاور، على مدار الوقت، ويكون الحوار بين المؤسسات والإعلام والجامعات، والمجتمع المدنى، والأحزاب والنقابات، ومن أجل هذا الحوار نشأت المؤتمرات والندوات، وكل المؤسسات فى حالة حوار دائم، داخلها أو بينها وبين مؤسسات أخرى فى نفس المجال، أو بين مجالات وبعضها، هذا هو الأصل فى المجتمع، وبالتالى فالدعوة لحوار وطنى أمر مهم ويجب التعامل معها بجدية.
وعندما نتحدث عن حوار سياسى الآن، فى هذا التوقيت المهم، نجد أن الدعوة إليه جاءت نتيجة لوجود تحديات جديدة يجب مناقشتها، هذه التحديات داخلية وخارجية، ويصبح المراد من ذلك هو استقصاء آراء المهتمين والنخبة السياسية، التى هى على استعداد للتعامل مع هذه التحديات، وأرى أن الحوار الوطنى يمكن أن يرسم خارطة طريق لمستقبل مصر.
فى رأيك ما الأسباب التى أدت لضرورة إجراء حوار وطنى بين مختلف القوى الوطنية؟
- عندما نقول حواراً سياسياً فإننا نعنى أمرين: أمر له علاقة بالتكلفة، وأمر له علاقة بالزمن، والحوار السياسى فى مجتمع ما لا يكون رفاهية أو استعراضاً فلسفياً أو للتأمل فى الحياة الإنسانية، أو للبحث فى الوجود البشرى، والأصل فى الحوار الوطنى هو الحديث عن سياسات، وأن هذه السياسات لها تكلفتها وزمنها.
والأصل فى السؤال السياسى كيف نفعل هذا الشىء؟ وما هى تكلفته؟ وهذا هو الإطار العام لكلمة الحوار السياسى، أما فيما يخص توقيت الحوار الوطنى فهو متعلق بوجود مجموعة من الأمور المركبة فى مصر، إذ نعيش الآن حالة الحرب الروسية - الأوكرانية، وهذه الحرب جاءت بشكل مفاجئ، لأن روسيا وأوكرانيا كانتا تتقابلان ولديهما منتديات تجمعهما بأشكال مختلفة، ومع ذلك اندلعت الحرب، وما حدث فى الحرب كانت له نتائج موجعة على العالم كله وعلى مصر، وترتبت عليها موجة كبيرة من الغلاء وتضخم وارتباك فى النشاط السياحى بمصر، فهذا التحدى لم يكن موجوداً من قبل.
وهناك تحدٍّ آخر للدولة التى تواجه بشكل مستمر زيادة سكانية كبيرة، وخلال الـ10 سنوات الماضية زادت مصر نحو 20 مليون نسمة، وهذا تجمع دول، فكل دول الخليج أقل من عدد السكان من مصر، فرغم الاقتصاد المصرى القوى إلا أنه تأثر بالزيادة السكانية، وكل ذلك يستدعى وجود حوار وطنى شامل.
ما أهم التحديات الأخرى التى تواجه الدولة المصرية فى رأيك؟
- هناك أزمة كانت ملحة ومستمرة فى آثارها وهى أزمة فيروس كورونا، فرغم أن هناك تراجعاً كبيراً فى إصابات الجائحة لكنها لا تزال موجودة، ولا يزال تأثيرها قائماً على العديد من الدول، فاقتصاديات الكثير من الدول ما زالت تعانى من الجائحة، وهناك دولة مثل الصين أثرت عليها «كورونا» وجعلتها تغلق مدينة كاملة مثل شنغهاى بشكل كامل.
«الإخوان» والتنظيمات الإرهابية فى مرحلة إعادة تنظيم لمعاودة الهجوم
بخلاف «كورونا» ما التحديات الأخرى؟
- هناك مشكلة وتحدٍّ مثل الإرهاب، لم نكد نستوعب أن مصر نجحت فى إخماده، خلال العامين الماضيين، حتى عاد برأسه مرة أخرى، ولكن العارفين والمتابعين لهذا الملف يعرفون أن الإرهابيين، خاصة تنظيمى «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين وجماعة «الإخوان» الإرهابية، يمرون بمرحلة إعادة تنظيم كبيرة خلال المرحلة السابقة، ويحاولون العودة للهجوم على المجتمعات مرة أخرى مبتكرين أساليب وطرقاً جديدة.
كما أن هناك تحدياً داخلياً فيما يخص الزيادة السكانية، فالدولة تحتاج إلى آليات وطرق جديدة للتعامل مع ما تحقق من تقدم فى بعض البلاد، فنحن نعرف أن مصر لديها رؤية اسمها 2030، ونحن الآن فى نصف المدة وباقٍ 8 سنوات على انتهائها، لذلك آن الأوان لبعض القرارات المهمة الخاصة بإعادة تنظيم جهاز الدولة، كما أن لها علاقة باستيعاب حركة القطاع الخاص، وهذا يفرض حواراً وطنياً لمواجهة التحديات التى تواجه البلاد.
الحوار يخلق وعياً عاماً لتدعيم الجبهة الداخلية وتماسكها.. والدعوة تأتى فى توقيت مهم
وماذا عن المكاسب المتوقعة من الحوار الوطنى؟
- الحوار الوطنى أصبح مهماً للغاية للتعامل مع التحديات التى تواجه البلاد، ما يساعد فى خلق وعى عام لمواجهة التحديات، وتدعيم الجبهة الداخلية وتماسكها، وجذب استثمارات جديدة تدخل إلى السوق المصرية، فكل هذه الظروف والأجواء تستوجب حواراً وطنياً، لذلك من الضرورى أن ندرك أهمية الحوار الوطنى للتعامل مع كل القضايا التى تواجه البلاد وتعد صعوبات يجب التغلب عليها، فالأسئلة المطروحة للحوار موجودة بالفعل على أرض الواقع، ومن شأن الحوار أن يضع خارطة طريق لمواجهة التحديات.
يجب على المعارضة طرح حلول واقعية بعيداً عن «الشعارات القديمة».. وعلى الدولة الاستماع لجميع الآراء
فى تقديرك ما المطلوب من المعارضة فى الحوار الوطنى؟
- أن تتخيل نفسها فى الحكم، وعليها أن تقول كيف ستعالج هذه القضية الحاضرة بسياسات ذات تكلفة، فالمطلوب من الأحزاب والقوى السياسية والمعارضة هو التكاتف لحل القضايا التى تواجه البلاد والوصول لحلول واقعية وفعلية، وذلك من خلال الحوار الوطنى، ولا بد من مشاركة القوى السياسية والحزبية للوصول لأفضل الحلول، وتقييم للسياسات فى الفترة الماضية، والاستعداد للفترة المقبلة من خلال رؤية مستقبلية تضع مصر على الطريق الصحيح، وطرح وجهات نظر علمية وواقعية بعيداً عن الشعارات القديمة.
على الجهة الأخرى، ما المطلوب من الدولة فى الحوار الوطنى؟
- الدولة هى المنظمة للحوار، ودورها إدارة الحوار والاستماع لجميع الآراء التى تقدم فى الحوار الوطنى، فالدولة تريد من المجتمع السياسى فى مصر أن يدلى بدلوه فى التعامل مع هذه القضايا التى تواجه البلاد، والتى تمثل قضايا جادة وقضايا تمثل تحديات كبيرة للدولة المصرية.
الأكاديمية الوطنية للتدريب
أى حوار لائق يحتاج إلى إدارة جيدة وهيئة تنظمه، وفى بعض الأمور التى لها علاقة بتطوير النظام السياسى المصرى يكون مجلس الشيوخ هو المسئول عن ذلك وفق المادة 248، ينظم جلسات استماع وحوار لآراء الأحزاب وخلافه، للوصول إلى ما تحتاجه البلاد لتطوير الجهاز السياسى المصرى للتعامل مع الأمور الحقوقية، ومع بعض القضايا التى تعد تحديات تواجه البلاد، أما تكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب بالتنظيم والإدارة فأمر مرحَّب به بلا شك، لأنها جهة أكاديمية علمية محايدة وذات خبرة تمكنها من النجاح فى تنفيذ هذه المهمة.