«كارثة بيئية».. الجانب المجهول لمصنع آزوفستال الأوكراني بعد سقوطه

كتب: خالد عبد الرسول

«كارثة بيئية».. الجانب المجهول لمصنع آزوفستال الأوكراني بعد سقوطه

«كارثة بيئية».. الجانب المجهول لمصنع آزوفستال الأوكراني بعد سقوطه

أبدت البروفيسور في مجال حماية البيئة إيرينا بوتورينا، تأييدها لقرار جمهورية دونيتسك الشعبية عدم إعادة إعمار مصنع آزوفستال للصلب، في مدينة ماريوبول، الذي كان ساحة لقتال امتد على مدار أسابيع، إلى أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها الكاملة عليه اليوم.

بوتورينا: آزوفستال كارثة بيئية لا يجب تكرارها الآن

وقالت بوتورينا، وهي بروفيسورة في جامعة البوليتكنيك في سان بطرسبورج وحاصلة على الدكتوراه في حماية البيئة خلال صناعة المعادن، وأقامت حتى 2005 في ماريوبول حيث تعاونت مع مصنع آزوفستال، إن آزوفستال كان كارثة بيئية لمدينة ماريوبول لا يجوز تكرارها الآن، وذلك حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية.

وأوضحت العالمة أن أنشطة آزوفستال كانت تشكل بحد ذاتها خطرا هائلا على البيئة، لافتة إلى أن المصنع كان يصّرف إلى البحر كيلومترا مربعا من المياه الملوثة سنويا، وأن تلك المياه كانت معرضة لما وصفته بالتلوث الحراري، ما كان يؤدي إلى موت العوالق، حسب تأكيدها.

وذكرت أن دراسات أجريت في عامي 1993 و1994 كشفت وضعا بيئيا مؤسفا في المنطقة، حيث كان نحو 90% من قاع البحر مغطى بمركبات غير عضوية، لكن الوضع بدأ بالتحسن عندما تم تقليص عمليات الإنتاج في آزوفستال بشكل ملموس، مشيرة إلى أنه في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 تم استئناف الإنتاج في آزوفستال بالطاقات الكاملة، ما أسفر عن إعادة تلوث البحر.

ولفتت العالمة في مجال حماية البيئة إلى أن الحوض الخاص بتخرين «الحماة» الذي تم فصله عن البحر بسد أصبح مكتظا حتى عام 2004، وبعد ذلك بدأ تسرب الحماة إلى البحر مباشرة ما أثر بشدة على البيئة.

وأكدت بوتورينا أن خبراء البيئة والمفتشين البحريين أبلغوا حكومة الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يوشينكو بهذه القضية، لكن السلطات لم تتخذ أي إجراءات.

بوتورينا: الأوضاع بدأت تتحسن مع تعليق الانتاج بسبب القتال

وأشارت إلى أن الأوضاع البيئية في المنطقة بدأ بالتحسن من جديد في الأشهر الأخيرة، على خلفية تعليق عمليات الإنتاج في «آزوفستال» بسبب الأعمال القتالية خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

 وأعربت الخبيرة في حماية البيئة عن قناعتها ببطلان المزاعم  التي تتردد عن خطر انفجار حاوية تضم عشرات الأطنان من محلول كبريتيد الهيدروجين.

وقالت: «على مدى عقود كانت المدينة مغطاة بسحابة من كبريتيد الهيدروجين بالتزامن مع تصريف كبريتات الحديد إلى البحر، وذلك وسط صمت الجميع، والآن يثيرون ضجة ويتحدثون عن كارثة بيئية، إن الكارثة البيئية الحقيقية هي وجود مصنع آزوفستال على ساحل بحر آزوف الدافئ والشافي»، حسب تعبيرها.


مواضيع متعلقة