جولة فى مشروع مستقبل مصر بـ«الدلتا الجديدة» تكشف: الصحراء تتحول إلى جنة.. ومليون فرصة عمل منتظرة خلال عامين

جولة فى مشروع مستقبل مصر بـ«الدلتا الجديدة» تكشف: الصحراء تتحول إلى جنة.. ومليون فرصة عمل منتظرة خلال عامين
- مشروع مستقبل مصر
- "الدلتا الجديدة"
- المحاصيل الاستراتيجية
- الأمن الغذائى
- مشروع مستقبل مصر
- "الدلتا الجديدة"
- المحاصيل الاستراتيجية
- الأمن الغذائى
تغيرت معالم الصحراء الغربية على جانبى طريق محور «روض الفرج - الضبعة» الجديد، بعدما كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، لتصبح جنة فى الأرض على جانبى الطريق وتمتد لمساحات شاسعة، بعد بدء تنفيذ قيادة القوات الجوية لمشروع طموح، لاستصلاح ما يقرب من نصف مساحة مشروع الدلتا الجديدة، وذلك حسب زيارة نظمتها إدارة الشئون المعنوية لمقر المشروع، الذى يُعرف باسم «مستقبل مصر.. للزراعة المستدامة».
هدفنا تقليل الفجوة بين الإنتاج واحتياجات الدولة من المحاصيل الاستراتيجية
ومنذ قرابة العام، زرنا المشروع، بعدما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن بدايته وهو المشروع الذى تعول الدولة عليه، مثل العديد من المشروعات الزراعية الكبرى الجارى العمل عليها، لسد احتياجات مصر من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، أو على أقل تقدير سد الفجوة بين الإنتاج المحلى، والمستورد من تلك المحاصيل، لكن تلك المرة شاهدنا عن قرب تحول الرمل لخضرة تسهم فى تحقيق الأمن الغذائى للدولة المصرية.
«عبدالواحد»: نستغل كل قطرة مياه دون إهدار
وتضمنت الزيارة تفقداً جوياً لأعمال المشروع، جعلنا نتوقف على حجم الإنجاز، حيث تجد مساحات شاسعة خضراء، ولكن أبرز ما يُميزه هو الشكل الدائرى، الذى تجد فيه الخضرة، وبعد نزولنا من الطائرة، التقينا محمد عبدالواحد، أحد العاملين فى المشروع، والذى قال إن الرى فى المشروع يتم عبر أجهزة الرى المحورى، المعروفة باسم «البيفوت»، والتى توفر الكميات التى يحتاجها المحصول من المياه فقط، دون الرى بالغمر، نظراً لحرص إدارة المشروع على استغلال كل نقطة مياه قد تتوافر فى المشروع.
ووفرت إدارة المشروع آلاف أجهزة الرى المحورى المُطورة، للشركات والمزارعين القائمين على استصلاح وزراعة الأراضى، بحسب حديث مسئولى المشروع.
كما استوقفنا خلال التفقد الجوى، أن هناك متخللات من المساحات، التى قد تُترك بين قطعة الأرض المُستصلحة والأخرى، وهو ما عقّب عليه المُقدم بهاء الغنام، مدير المشروع، قائلاً: إنه لا يتم المضى قدماً فى استصلاح وزراعة شبر واحد من المشروع، دون دراسات تجرى عليه، بداية من التربة وتوافر المياه الجوفية ودرجة ملوحتها ونوعية المحاصيل الممكن زراعتها فيها بأعلى جودة، وفق درجة الملوحة الموجودة فى تلك المنطقة.
وأشار «الغنام» إلى أن هناك بعض المناطق المتروكة كمتخللات للأراضى التى تم استزراعها، جرى تركها باعتبارها أراضى جبلية أو غيرها، كانت ستستغرق الكثير من الوقت والجهد والتكلفة لتمهيدها وجعلها صالحة للزراعة، فى حين أن هناك الكثير من الأراضى الأخرى، ذات الجودة، والأولوية للتنفيذ.
وأوضح أن إدارة المشروع أنفقت حتى الآن عدة مليارات من الجنيهات لتوفير البنية الأساسية للمشروع فقط، موضحاً أن بدايته كانت مجرد فكرة نفذتها القوات الجوية فى إحدى المناطق، وأظهرت نجاحاً كبيراً، ليوجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوسع فى المشروع، ضمن رؤية حكيمة تهدف لتوفير أكبر قدر ممكن من المحاصيل الزراعية لاستخدامها، مشيراً إلى إنشاء محطتى كهرباء لتوفير الطاقة للمشروع، وتمهيد طرق داخلية بمئات الكيلومترات، مع توفير أحدث المعدات والتقنيات لإتمام الزراعة بأعلى جودة، وسرعة كبيرة.
«الغنام»: المشروع يتم بالتعاون مع القطاع الخاص
وأضاف أن المشروع قد تم بالتعاون مع القطاع الخاص الوطنى الجاد، وتصل مساحته لقرابة نصف مساحة مشروع الدلتا الجديدة، التى أعلنت رئاسة الجمهورية فى وقت سابق استهداف زراعة 2.2 مليون فدان فيها.
وتابع: «تعمل عدة جهات على تنفيذ مشروع الدلتا الجديدة، وهى كل من مشروع مستقبل مصر، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ومحافظة البحيرة، فضلاً عن مشروع تحت مُسمى جنة مصر، مشيراً إلى أن الإدارة تعمل حالياً على استصلاح وزراعة آلاف الأفدنة، من المخطط الانتهاء من تنفيذها بحلول شهر أكتوبر المقبل، ويجرى العمل على مرحلة مستقبلية أولى لاستصلاح مئات الآلاف من الأفدنة، من المنتظر الانتهاء من أولى مراحلها بحلول شهر أبريل المقبل، يعقبها مساحة أخرى خلال عام 2024.
وكشف أن أعمال المشروع لا تتوقف حول الزراعة فقط، ولكن تم بدء إنشاء منطقة صناعية لاستغلال منتجات المشروع، لتحقيق نمو اقتصادى للمشروع، موضحاً أن المنطقة ستنفذ على 3 مراحل، أولاها تضم صوامع لتخزين الغلال مثل القمح، ومحطات للتقاوى، ومعامل لتحليل التربة وأمراض النباتات، وثلاجات للبطاطس، ثم ستضم المرحلة الثانية مشروعات لتجميد الخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى مصنع للبصل والثوم المجفف، ومصانع تعبئة وتغليف بقوليات، وتعبئة وتكرير زيوت الطعام، ومصنع لأعلاف الماشية، ومزرعة للماشية والأغنام، فضلاً عن مصنع لـ«السناكس».
وقال إن المرحلة الأخيرة للمشروع تشتمل على إنشاء مصنع للسكر، ومصنع لإنتاج الزيوت، وفرز وتعبئة البرتقال، كما أن المشروع يعمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات فى التعامل مع هذا النوع من اقتصاديات تعظيم العائد، ويهدف لتوفير منتجات عالية الجودة، بأسعار مناسبة للمواطنين، مع تصدير فائض الحاجة إلى الخارج. وعلى الرغم من إشراف القوات الجوية على تنفيذ المشروع، فإن العمالة بالكامل من المدنيين، فضلاً عن التنسيق مع الجامعات لتدريب أوائل خريجى كلية الزراعة، واستقطاب الكفاءات منهم للعمل.
وقال كرم عادل، أحد العاملين، إن إدارة المشروع، عملت على تدريبهم، وإكسابهم المهارات والقدرات الكاملة، فضلاً عن توفير وسائل انتقالات من وإلى المشروع، بالإضافة إلى الدخل الجيد، ما نجح فى استقطاب العديد من الشباب من محافظة البحيرة، القريبة من المرحلة الأولى من مشروع مستقبل مصر، إضافة إلى الآلاف من العاملين من محافظات الوجه البحرى وصعيد مصر.
وحسب إحصائيات الإدارة، يوفر المشروع عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مع توقعات بتوفير المشروع أكثر من مليون فرصة عمل خلال عامين.
«صقر»: نركز على المحاصيل الاستراتيجية ..و«بنجر السكر» فى الصدارة ثم البطاطس والقمح
وعن أبرز المحاصيل المزروعة، قال المهندس سلامة صقر، أحد العاملين فى المشروع، إنه يتم زراعة عشرات المحاصيل فى المشروع، على رأسها محصول بنجر السكر، للمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من السكر، يليه محصول البطاطس، ثم القمح، يليه الذرة الصفراء، ثم الشعير.
وأضاف «صقر» أن إدارة المشروع تضع نصب عينها دائماً، أهمية زراعة المحاصيل الاستراتيجية التى قد تحتاجها الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتى، أو سد الفجوة بين المنتج محلياً، والمستورد من الخارج، كما تجرى زراعة محاصيل أخرى، مثل السودانى، وآلاف الأفدنة من الموالح سواء البرتقال أو اليوسفى أو الليمون والجوافة والعنب والمانجو. وعن مخاوف الإكثار من استخدام المياه الجوفية لزراعة تلك المنطقة، أوضح أن هناك 3 خزانات مياه جوفية فى المشروع، ويتم العمل بنظام عدم السحب الجائر منها، بل الحفاظ عليها، مع العمل على إدخال ترعة مستقبل مصر لإمداد المشروع بملايين الكيلومترات المكعبة من المياه لزراعة مئات الآلاف من الأفدنة، عبر المياه المُعالجة، مشيراً إلى إجراء تحاليل لقياس ملوحة المياه، لتحقيق الاستغلال الأمثل من المحاصيل الزراعية.