اليوم العالمى لمكافحة الإيدز

يوافق الأول من ديسمبر من كل عام اليوم العالمى لمكافحة الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة) الذى يسببه فيروس أطلقوا عليه «إتش آى فى HIV»، وهو اليوم الذى اختارته منظمة الصحة العالمية للتركيز على هذا الوباء وزيادة توعية الناس بوسائل انتشاره والوقاية منه فى كل أنحاء العالم، ومنذ ظهور أول حالة إيدز فى صيف 1981 فى شاب مثلى جنسياً فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة وحتى الآن، وهذا المرض يكتنفه الغموض. وسبق أن نشر باحثون أمريكيون أن فيروس الإيدز القاتل بدأ لأول مرة الانتشار بين البشر فى مطلع القرن العشرين فى بلدان أفريقيا، جنوب الصحراء، مع بداية ظهور المدن الحديثة بالمنطقة، وكتب الباحثون فى دورية الطبيعة (نيتشر) أن كشفهم يُرجع بداية ظهور فيروس نقص المناعة المكتسب «إتش آى فى» إلى الوراء عدة عقود مضت. كانت تقديرات سابقة قد أرجعت تاريخ المرض إلى عام 1930، لكن مايكل ووروبى، الباحث بجامعة أريزونا فى توكسن، يعتقد الآن أن فيروس نقص المناعة المكتسب بدأ فى إصابة البشر خلال الفترة بين 1884 و1924، ويرجع أقدم تسلسل جينى للفيروس إلى عام 1959 من عينة دم من رجل فى كنشاسا. ووسائل انتقال عدوى الإيدز أصبحت معروفة ومؤكدة، وهى: الاتصال الجنسى الطبيعى أو الشاذ أو الفموى، إذا كان أحد الشريكين يحمل عدوى الفيروس، ونقل الدم ومشتقاته ومكوناته مثل عوامل تجلط الدم وكرات الدم الحمراء والصفائح الدموية والبلازما، والأعضاء البشرية إذا تم نقلها من إنسان يحمل العدوى، والمشاركة فى الحقن، سواء بالمخدرات أو بالأدوية، وكذلك من خلال الآلات الحادة مثل أمواس الحلاقة، وآلات ثقب الأذن، وأدوات الوشم وغيرها، وأخيراً من الأم الحامل إلى المولود فى 5 - 15% من الحالات التى لا تتناول علاجاً، ويمكن أن تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 1% مع استخدام الأدوية المضادة للفيروسات للأم أثناء الحمل، وللجنين بعد ولادته. وعلى المستوى العالمى، وبحسب تقرير UNAIDS، الصادر عن الأمم المتحدة، نرصد عدداً من الملاحظات المهمة: ■ مجموع عدد مرضى الإيدز الأحياء على مستوى العالم فى ديسمبر 2013 هو 35 مليون متعايش، بينما عدد الذين التقطوا العدوى منذ ظهور أول حالة إيدز فى صيف 1981 وحتى نهاية 2013 بلغ 78 مليون شخص تُوفى منهم 39 مليوناً بسبب الإيدز ومضاعفاته. ■ فى عام 2013، بلغ عدد حالات العدوى الجديدة بفيروس الإيدز على مستوى العالم 2٫1 مليون شخص، وقد انخفضت معدلات العدوى السنوية بين البالغين عن مثيلتها فى عام 2001 بنسبة 38%، كما قلت نسبة العدوى فى الأطفال تحت 15 سنة بنسبة 58% عن مثيلتها فى عام 2001؛ نظراً لظهور الأدوية التى تقلل نسبة انتقال العدوى من الأم الحامل إلى المولود، والتى تخفض من كثافة الفيروس فى الدم وتسيطر على المرض. ■ عدد حالات الوفيات من الإيدز فى نهاية 2013 بلغت 1٫5 مليون، أى أنها انخفضت بنسبة 35% عن الوفيات عام 2005؛ حيث كانت 2٫4 مليون ضحية. ■ نسبة الذين يحصلون على علاج الإيدز إلى كل المتعايشين الأحياء المصابين بالعدوى تبلغ فقط 37% (13٫6 مليون) حتى يونيو 2014. ■ بينما انخفضت نسبة الإصابات الجديدة بالعدوى فى الصحراء الأفريقية، التى كانت تمثل النسبة العظمى من المصابين بالمرض ما بين عامى 2005 ونهاية 2013 بنسبة 39%، وانخفضت هذه النسبة فى آسيا والباسيفيك بنسبة 27%، نجد أن هناك ارتفاعاً فى نسبة الإصابة بالعدوى فى أوروبا الشرقية ووسط آسيا بنسبة 5%، وزيادة بنسبة 7% فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التى تنتمى مصر إليها عن عام 2005؛ ■ أما عن الوضع فى مصر، فقد ذكر التقرير أن عدد المرضى المتعايشين مع المرض حتى نهاية 2013 بلغ 7400 حالة بنسبة 0٫04% (من بينها 7200 من البالغين من سن 15 إلى 49 عاماً، 1800 أنثى أكبر من 15 عاماً)، وبلغت عدد الحالات الجديدة التى التقطت العدوى خلال العام الماضى 1100 حالة عدوى جديدة بالإيدز فى مصر، أما عدد الوفيات بسبب هذا المرض فقد بلغ أقل من 500 حالة فى العام الماضى، ومما هو جدير بالذكر أن نسبة حدوث العدوى بحالات جديدة عام 2010 كانت 0٫02%، أى أن نسبة العدوى قد تضاعفت.