زواج تحت القصف.. «فاليري وليسيا» تطوعا في الجيش لمقاومة روسيا فأشعلت نيران المدافع حبهما

كتب: عبدالله مجدي

زواج تحت القصف.. «فاليري وليسيا» تطوعا في الجيش لمقاومة روسيا فأشعلت نيران المدافع حبهما

زواج تحت القصف.. «فاليري وليسيا» تطوعا في الجيش لمقاومة روسيا فأشعلت نيران المدافع حبهما

للحب نار تفوق نار الحرب، تخرج من قلوبنا فيحرق لهيبها الشامتين، يدفئ اللهيب المحيطين بالمحبوب من قوة هيامه فما بالك لو كان الحب على خط النار، حملا السلاح وتوجها إلى الجبهة دفاعا عن وطنهما الحبيب، وهناك وتحت قصف الطائرات والمدافع قررا أن يرتبطا بالرباط الأبدي.. قررا استبدال الأفارول بالبدلة والفستان.. وقفا وخلفهما المدافع والدبابات وعلى كتف كل منهما سلاحه وأمامها قس يرتدي أفارولا.

الأدخنة تتصاعد من كل مكان فالحرب حرب رغم كل شيء، رغم الابتسامة المرتسمة على وجه عشيقين ورغم الفرحة؛ هناك دخان الحرب ينغص صفو يومهما الأثير، يقف زملاؤها بجانبهما في حفل زفاف غير اعتيادي، بأشياء بسيطة يرسمون ملامح الفرحة، يناضلون من أجل وطنهم وأيضا يناضلون لأجل الحياة.

الحرب أثبتت أن كلا منا لا يستطيع العيش دون الآخر

يروي فاليري فيليمونوف لـ«الوطن»، أنه قرر هو و«ليسيا» حب حياته، الزواج رغم الحرب، وبعد إعلان تطوعهما، فالحرب كشفت مدى ارتباط كل منهما بالآخر، «وقت الحرب كل واحد فينا كان بيهتم بالثاني أكثر من نفسه، كل واحد فينا أتأكد أنه ميقدرش يعيش من غير التاني»، لذلك بعد انضمام كل منهما للجيش قررا الزواج.

في وحدة عسكرية في اتجاه مدينة «تشيرنيهيف» الأوكرانية، أقيم حفل الزفاف، بعد أن تقدما بطلب لوزارة الدفاع، ولاقى قبولا كبيرا وأقيم الحفل وسط زملائهما والقادة العسكريين في الجيش، «كنا في أسعد لحظاتنا، رغم أن صوت الطائرات والمدافع كان يدوي في كل مكان، لكن فرحتنا وحبنا كانا أقوى من كل الأصوات».

«فاليري»، رغم أن حياته تبدلت بعد الحرب، فترك وظيفته كرئيس تنفيذي لشركة تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويجد نفسه جنديا في سلاح الإشارة، لكنه قرر ألا يتخلى عن وطنه في وقت الحرب، وكانت زوجته داعمة له في ذلك القرار فقررت هي الأخرى أن تتطوع مثله في الجيش لتساند وطنها في هذه الظروف، «الحرب جعلتنا نتفق على أننا سنكمل مشوار حياتنا سويا وسندافع عن بلدنا».

قصة الحب بدأت في العاصمة «كييف» التي قصفتها روسيا

في قلب مدينة «كييف» العاصمة الأوكرانية وأكبر مدنها، بدأت قصة حب «فاليري وليسيا»، فكان اللقاء الأول في أحد البنوك التجارية، حيث كانا يعملان، «تحدثنا سويا، ورغبنا في التقرب من بعضنا البعض، أحببنا بعضنا، ورغم الحب لم نفكر في الزواج»، وفقا لحديثه.

الحرب كانت سببا في أن يعيش «فاليري»، مشاهد لم يرها في حياته، فرأى منازل ومصانع مهدمة، عائلات تترك وطنها وترحل بأطفالها بحثا عن الأمان، «لكن أصعب شيء رأيته وترك أثرا داخلي، هو نظرة الخوف والحزن في أعين الأطفال المحرومين من الدفء والأمان الذي يتمتع به أطفال العالم»، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعته للتطوع في الجيش للدفاع عن وطنه.

يتمنى الرجل الثلاثيني أن تنتهي الحرب سريعا، ليكمل حياته مع زوجته في وطنهم، «أتمنى أن يعود وطني كما كان، لأعيش فيه مع زوجتي ونسعد فيه وهو آمن، في وطننا هنا لدينا كل ما نحبه، وعلينا الدفاع عنه، وليس لدينا نية التخلي عنه للعدو».


مواضيع متعلقة