قصف لا يتوقف.. كيف تبدو الحياة في أوكرانيا بعد 3 أشهر من الحرب؟

قصف لا يتوقف.. كيف تبدو الحياة في أوكرانيا بعد 3 أشهر من الحرب؟
منذ صبيحة يوم 24 فبراير الماضي، لم تعد الحياة في أوكرانيا كما كانت عليه من قبل، بسبب عملية عسكرية شنتها روسيا حرمت مئات الطلاب المصريين من استكمال دراستهم التي خططوا لها قبل سنوات عديدة، وأجبرت آخرين من أبناء الجالية المصرية على إرجاء أحلامهم التي اغتربوا من أجلها، وعطلت مصالح الكثير، لتختلف ملامح المشهد عن السابق، ولا يزال الصراع مستمرًا بين البلدين.
يوم جديد من المعارك تدخله الثلاثاء، العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي اندلعت منذ 3 أشهر، إذ تواصل القوات الروسية تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وتحرير أراضي دونباس، وفي آخر التطورات، اندلع قصف روسي طاول مدينة سيفيرودونيتسك في شرق أوكرانيا، شبه المحاصرة من جانب القوات الروسية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية استهدافها 28 نقطة عسكرية حصينة لمواقعَ أوكرانية بصواريخ دقيقة.
مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهرها الثالث ومع تجدد القصف الروسي، «الوطن» تواصلت مع عدد من أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا للوقوف على آخر الأوضاع المعيشية هناك.
آخر تطورات الحرب في أوكرانيا
أحمد محمد السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا والمتحدث باسمها، أكّد في بداية حديثه لـ«الوطن» أن الحياة تأثرت كثيرًا عن السابق، بحكم طبيعة عمله في مجال الاستيراد والتصدير، الذي توقف بسبب غلق الموانئ والمطارات وبالتالي تعطلت حركة التصدير للخارج، وبناء عليه ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ.
الحرب تثير أزمة البنزين والأسعار بأوكرانيا
أوكرانيا التي كانت تعتمد على السياحة كمصدر للدخل القومي، توقفت بها السياحة تمامًا، وتأثر القطاع الاقتصادي بشكل ملحوظ، إذ تواجه البلاد أزمة في الوقود: «البنزين سعره غلي وغير متوفر كتير»، بحسب تعبير المصري المقيم في أوكرانيا منذ عام 2010.
عمليات إجلاء واسعة شهدتها الجالية المصرية في أوكرانيا بعد اندلاع الحرب، إذ تمّ إجلاء نسبة كبيرة منهم إلى الدول المجاورة منها بولندا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، وبحسب رواية نائب رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا، تبقى الآن فقط نسبة تزيد على 10% من الجالية المصرية، بعضهم متزوجين من أوكرانيات وبعضهم من أصحاب الأعمال الثابتة هنا، لذا لم يتمكّنوا من مغادرة البلاد.
«الوضع هنا سيئ الحرب مرتكزة في الشرق والجنوب، في مدن تم تدميرها بالكامل».. يستكمل «السعيد» حديثه عن ملامح الحياة في مدن أوكرانيا، لافتًا إلى أنَّ العاصمة كييف نفسها تتعرض للقصف من حين لآخر: «بنسمع صفارات إنذار كل يومين تقريبًا».
مواعيد الحظر في أوكرانيا
فيما تختلف مواعيد حظر التجوال في أوكرانيا من مدينة لأخرى، حسب طبيعة المكان الجغرافي وتعرض كل مدينة للقصف، فمنها التي تبدأ من المغرب حتى الـ7 صباحًا، وأخرى تبدأ الـ10 مساءً، حسبما يقررها حاكم المدينة: «كل حاجة أتغيرت في أوكرانيا عن قبل كده»، بحسب تعبير المتحدث باسم الجالية المصرية.
عاصم أبوالدهب، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، بدأ حديثه بالإشارة إلى وضع الطلاب المصريين في أوكرانيا، إذ تم التنسيق مع السفارة المصرية لعودتهم إلى البلاد، ومنهم من تم إرساله لإكمال دراسته في دول أوروبا بالتنسيق مع الأصدقاء من الجالية في تلك الدول.
توقف الأعمال
وبالنسبة لرجال الأعمال من الجالية المصرية، فلقد توقفت أعمالهم بسبب تعطل حركة الموانئ والطيران ولم يصبح أمامهم سوى الطرق البرية من غرب أوكرانيا حتى شرق أوروبا، وبحسب رواية أبو الدهب لـ«الوطن»، فإن الحكومة تحاول دعم رجال الأعمال ولكن لا تزال الأوضاع صعبة اقتصاديًا وتأثر بها كافة شرائح المجتمع وليس فقط رجال الأعمال.
بالنسبة للدراسة، عاد العمل بالفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي أون لاين فقط على أن يبدأ العام الدراسي الجديد في سبتمبر المقبل دون معرفة ملامحه حتى الآن، وفقا لعلي فاروق، رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، في حديثه لـ«الوطن»، إذ تحاول الجامعات المختلفة الاستمرار في تقديم المحتوى الدراسي للطلاب كما هو ولكن دون تواجد أو حضور لحين استقرار الأوضاع.
تأخر القطارات وأزمة بالتعليم
وفي حديثه عن الأوضاع العامة في مدن أوكرانيا، أشار «فاروق» إلى أنَّ الحياة في العاصمة كييف وبعض مدن الغرب بدأت تعود تدريجيًا، وإن كانت أجواء شهر رمضان العام الحالي اختلفت كثيرًا عن السابق: «قضينا رمضان كله في البيت تقريبا»، بحسب تعبيره.
وارتفعت أسعار الوقود إلى الضعف، وتأثرت حركة القطارات في أوكرانيا، وبحسب رواية رئيس الجالية هناك، بدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيًا في المدن البعيدة عن القصف، ولكن كافة نواحي البلاد تعاني من أزمة اقتصادية ضخمة.