حكومة باشاغا تنسحب من طرابلس بعد ساعات من وصولها.. ماذا يحدث في ليبيا؟

كتب: إيمان رحيم

حكومة باشاغا تنسحب من طرابلس بعد ساعات من وصولها.. ماذا يحدث في ليبيا؟

حكومة باشاغا تنسحب من طرابلس بعد ساعات من وصولها.. ماذا يحدث في ليبيا؟

ليلة دامية شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، عقب وصول رئيس الحكومة المُكلف من قبل مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا وعدد من الوزراء إليها، أمس الإثنين، لاستلام مهام أعمالهم بعد شهور من تنصيب البرلمان له، إلا أنّ القوات التابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها أبت دون إتمام ذلك، ما دفع الأول للانسحاب ومغادرة المدينة بعد ساعات قليلة من الوصول، حقنًا لمزيد من الدماء، وفقا للبيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا صباح اليوم.

حقيقة الأوضاع في طرابلس وأسباب انسحاب حكومة باشاغا

وهو ما أثار مزيد من الجدل بشأن حقيقة الأوضاع في طرابلس، والأسباب الأساسية خلف انسحاب باشاغا الذي أكد في وقت سابق أمس، استعداده لمباشرة أعمال حكومته من قلب العاصمة.

إلا أنّ القوات التابعة لحكومة الدبيبة رفضت الاستسلام وتسليم فتحي باشاغا الحكم، ما تسبب في اشتباكات مسلحة قوية في عدة محاور بالعاصمة، أبرزها: «صلاح الدين، عمر المختار، المنصورة، أبوسليم، والعزيزية» وغيرهم، والتي أسفرت عن خسائر مادية كبيرة بمناطق الاقتتال، ما دفع المستشارة الأممية ستيفاني وليامز، إلى مطالبة جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واللجوء إلى لغة الحوار بدلا من القتال الذي لن يجلب سوى المزيد من الانهيار.

تنديد دولي بالاشتباكات المسلحة بالعاصمة الليبية طرابلس

وشددت وليامز، على الحاجة المُلحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين، كما حثّت الطرفين على ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والخطاب التحريضي، بحسب ما نشرته عبر حسابها الرسمي على تويتر.

وأصدرت العديد من السفارات بيانات مشددة رافضة للأوضاع الجارية في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أعربت السفارة الأمريكية في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات الدامية في العاصمة، كما حثّت المجموعات المسلحة على الامتناع عن أعمال العنف.

وفي السياق ذاته، حثّت السفارة البريطانية في طرابلس، الأطراف كافة إلى ضرورة نزع فتيل التوتر والعمل في حوار هادف نحو الاستقرار وإجراء انتخابات ناجحة.

باشاغا يغادر العاصمة الليبية طرابلس بعد ساعات من وصوله

وعقب أقل من ساعة على تصريحات المستشارة الأممية، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة فتحي باشاغا، مغادرة رئيس الحكومة المُكلفة من لمقر قوات النواصي التابعة له، والموجودة بطريق الشط بالعاصمة.

وأكدت الحكومة الليبية أنّ مغادرة باشاغا جاءت حرصا منه على أمن وسلامة المدنيين وحقنا للدماء، ما يترجم تعهداتها السابقة التي قطعتها أمام الشعب الليبي بشأن سلمية مباشرة عملها من العاصمة، وفقًا للبيان للصحفي.

استمرار الاشتباكات المسلحة بعد مغادرة فتحي باشاغا

ورغم مغادرة باشاغا للعاصمة، فإنّ الاشتباكات المسلحة ظلت متواصلة لعدة ساعات أخرى، حتى أعلنت القوات التابعة لحكومة الدبيبة استيلائها على مقر قوات النواصي التابعة لباشاغا، فيما أعلنت القوات التابعة للأخير، وصول أرتال مسلحة من مدينة مصراته مدينة منشأ الدبيبة وباشاغا، لمساندة قوات فتحي باشاغا ضد نظيرتها التابعة للدبيبة، بحسب تصريحات مصادر ليبية خاصة لجريدة «الوطن».

وما زالت بعض مواقع الاقتتال مشتعلة حتى وقتنا هذا، وسط وقوع الكثير من الخسائر المادية والبشرية، دون إصدار أي من الأطراف عن حجم تلك الخسائر.

وكان البرلمان الليبي، أعلن في وقت سابق، تنصيب فتحي باشاغا رئيسًا للحكومة الليبية بعد انتهاء ولاية حكومة عبدالحميد الدبيبة في شهر ديسمبر الماضي، فضلًا عن سحب البرلمان الثقة منه على خلفية اتهامات بالفساد.


مواضيع متعلقة