بالفيديو|بعد التنقيب عن البترول.. المهندس "نور" يكشف أسرار قراءة الكف

يرفع نظارته أعلى رأسه، يمسك يد الشخص الذي يجلس على مقربته ويدقق النظر في الخطوط المتعرجة المتشابكة داخل الكف، قبل أن يرفع رأسه ويخبره بالمكتوب. المهندس محمد نور، 63 عامًا، قارئ الكف، اعتاد الجلوس يوم الخميس من كل أسبوع داخل مقر جمعية "أمون حوتب العلمية" بمدينة نصر، حيث ينتظره محبوه لمعرفة "الطالع". عندما يعرف عن نفسه فهو لا يذكر أنه "قارئ كف"، لأنه في الأصل مهندس بترول، عمل في الصحراء وخرج على المعاش وليس له عمل في الوقت الحالي، ويكتفي فقط بمعاشه وبدل من نقابة المهندسين، وبالرغم من ضعف داخله المادي في الوقت الحالي إلا أنه لا يتقاضى أي أموال في مقابل قراءة الكف. بداية حب "قراءة الكف" عند المهندس نور بدأت عندما تأثَّر بأخيه الكبير حيث كان يشاهده وهو يقرأ الكف للناس ويقول لهم على أحداث في حياتهم، وهم يأكدوا على صدق ما يقوله منذ صغره، وهنا قرر أن يقتحم هذا العلم ويسير على خطى أخيه. القراءة كانت بداية الاحتراف عند "نور"، حيث قرر البحث عن كل الكتب الخاصة بعلم "الميتافزيقا"، من علم قراءة الكف والعلاج بالبندول وأسرار الفلك، وغيرها من الكتب التي حصل على بعضها في شكل هدايا من أصدقاء قابلهم خلال سفره للعمل بدول الخليج كمهندس بترول، كما اهتم بقراءة كتب الفلسفة في المكتبة خلال أوقات فراغه من العمل. يصنف "نور" اليد اليسرى على أنها تحمل الخطوط للأحداث التي وقعت بالفعل في حياة الشخص، كما أنها تحمل الصفات الوراثية الخاصة بأسرته، أما اليد اليمنى بها خطوط الأحداث التي تحدث للشخص في الوقت الحالي، وهذا التصنيف ينطبق على الشخص الأيمن، أما الأعسر فتكون اليدان معكوستين، أما بالنسبة ليد الطفل فخطوط الكفين متطابقتان حتى سن الحُلم، وتبدأ خطوط الكفيين في الاختلاف طبقًا للتصنيف الذي شرحه مسبقًا. الخطوة الأولى في قراءة الكف يطلب تشبيك اليدين فإذا ارتفعت أصابع اليد اليمني على اليسرى تكون الشخصية انبساطية، تحب السفر، ارتباطها بالأرض ضعيف ولا تعترف بالعادات والتقاليد، تتخذ قرارات سريعة ولا تعيش تحت سيطرة الآباء، أما إذا كان الأيسر فوق الأيمن تفسيرها تحفظية، مرتبطة بالأرض، تفتخر بالأسرة وتنفذ كلامهم وغيرها من الصفات، ويختلف ذلك على حسبما إذا كان الشخص أيمن أم أيسر. الخطوة الثانية يبدأ "نور" بقراءة خطوط الكف، ويختلف هنا من شخص لآخر، حسب أحداث كل شخص وما يمر به. الخطوة الثالثة يطلب "نور" من الشخص أن يطلعه على ظهر كفه، حيث يمثل الإصبع الوسطى، لو هذا الإصبع نفس طول الأصابع التي بجانبه يكون وارثًا للذكاء فقط ولم يقم بتطويره، وإن كان أطول بقليل فهو شخص وارث للذكاء وقام بتطويره، وإذا كان أطول بكثير يكون وارثًا ذكاء وقام بتطويره بشكل كبير. "أنا معرفش في الغيب" بكلمات بسيطة حاول "نور" أن يوضح وجهة نظره، مفسرًا: "هناك غيبان؛ أحدهما لا يعلمه إلا الله، والآخر نسبي يعلمه الراسخون في العلم بنص القرآن، فالكلاب والطيور يعرفون البراكين والزلازل قبل حدوثها بشهر، وهو ما يدفعهم لهجرة مكانهم، والأرصاد الجوية أيضًا تعلم ميعاد نزول المطر قبل سقوطها بعشرة أيام، فهذا علم يدركه الراسخون دارسو الضغوط والانخفاضات وسرعة الرياح، لذلك علينا ألا نخلط بين المفاهيم". أحيانًا عندما يقرأ "نور" الكف لشخص ما ويرى أنه سيمر بمواقف صعبة فيعمل على تزيين الكلام وتجميله خوفًا من انزعاجه، ويتذكر "نور" موقفًا محرجًا تعرَّض له مع سيدة: "كان في واحدة وأنا بشوف لها الكف وجدت أن عندها الشهوة زيادة فكتبت لها في ورقة علشان تشوفها في وقت تاني؛ نظرًا لعدم إحراجها". ويشرح "نور" الاختلاف بين قراءة الفنجال والكوتشينة بأنواعها "الشخص اللي بيقوم بقراءة الفنجان قرينه بيتصل بقرين صاحب الفنجان ويعطيه معلومات عنه ويبني كلامه عن الكلام ده، أما الكوتشينة هي عملية صدفة بتتفنط وكل مرة الكلام ممكن يختلف وليس له دراسة علمية تدل على مصدقيته". وعن الخرافات المنتشرة بين الناس عن قراءة الكف، يشرح "نور" هناك بعض الأحاديث التي تقول إن مجموع رقمي خطوط الكف الأيمن والأيسر (18+81) يساوي 99 من أسماء الله الحسنى أو طرحهم من بعض يساوي 63 وهو سن رسول الله عند وفاته، هذه الأرقام قد تتواجد عند بعض الاشخاص ولا تتواجد لدى البعض الآخر، وقد تجد أرقام 181،18،8 وإذا وجد رقم 118 يستطيع صاحب هذا الكف التخاطب مع الجن.