الشاب حامل جثمان شيرين أبو عاقلة يروي لحظات بطولته: مكنتش أعرفها والاحتلال أمطرنا بالرصاص

الشاب حامل جثمان شيرين أبو عاقلة يروي لحظات بطولته: مكنتش أعرفها والاحتلال أمطرنا بالرصاص
- شيرين ابو عاقلة
- شهيدة الصحافة الفلسطينية
- فلسطين
- مخيم جنين
- الشهيدة شيرين ابو عاقلة
- شيرين ابو عاقلة
- شهيدة الصحافة الفلسطينية
- فلسطين
- مخيم جنين
- الشهيدة شيرين ابو عاقلة
من رحم الأزمات تولد الشجاعة، ومن رحم الحرب تُخلق روح الفداء، وفي مخيم جنين تسقط القنابل فوق رؤوس البشر، فيحولون دخانها إلى لوحة تجسد معنى الصمود يتعجب من ملامحها المحتل والعالم أجمع، اتضح هذا جليا في لحظة استشهاد أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، حين سقطت برصاصة غاشمة استقرت في رأسها وإذا بالخلف يظهر شاب ممسكا بها يحاول إبعادها عن وابل الرصاص الذي تطاير من فوق رؤوسهم، غير مكترث لاحتمالات استشهاده هو الآخر.
كعادته، خرج شريف العزب، ابن مخيم جنين، من بيته مبكرا قبل السابعة صباحا، متجها صوب محل عمله في مغسلة سيارات بالمنطقة، ولم يقطع سوى خطوات قليلة حتى انطلقت رصاصات الاحتلال صوب الصحفيين الموجودين بالمخيم لتغطية واقعة اقتحام عدد من المنازل في ذلك الوقت، الرصاص يتطاير صوبهم بشدة في مشهد يصفه في حديثه لـ«الوطن» بـ«مفاجأة صادمة»، الرصاص كان مصوبا نحو الصحفيين المارين بمحازاة جدارية كبيرة بالمخيم تحديدا، بحسب وصفه.
حاول إبعاد صديقتها المراسلة إلى مكان آمن
ثوانٍ قليلة مضت حتى استقرت رصاصة سريعة في رأس الشهيدة شيرين أبو عاقلة، لم يفكر الشاب البالغ من العمر 21 عاما، سوى في محاولة إنقاذ هذا الشخص الذي لم يعرفه حينها، «أنا جريت عليها مكنتش أعرف هي شاب ولا فتاة ولا أعرف هي مين لكن إحنا اتربينا على الشجاعة مفيش خوف في فداء الوطن»، يقول بصوت لا يزال متأثرا من الحادث رغم مرور يومين كاملين.
حاول «شريف» الإمساك بجسد «شيرين» لإنقاذها وإبعادها عن رصاص الاحتلال الذي يتطاير من فوقهم، وفي الوقت نفسه حاول مساعدة صديقتها التي كانت تجاورها الصحفية شذا حنايشة، حتى ذهبت إلى منطقة آمنة بعيدة عن الرصاص، «مخوفتش أموت، ده واجب عليا أنقذهم، ساعدت زميلتها غطيت عليها لحد ما هي راحت منطقة آمنة ورجعت لشيرين شيلتها على ضهري وحاولت أبعدها وخبيتها ورا الشجرة»، وبعدها أزاح الخوذة عن رأسها: «الاحتلال كانوا بيطلقوا النار عليا وأنا بحاول أنقذها برضو»، بحسب روايته.
حملها على ظهره إلى أقرب مستشفى
تمكن الشاب الشجاع من نقل جثمان شهيدة الصحافة الفلسطينية على ظهره ووضعها في سيارة خاصة إلى مستشفى ابن سينا بمخيم جنين، ولكن تنفسها توقف تماما قبل نقلها، «من ساعة ما رفعت الخوذة وهي فاقدة الوعي ومفيش تنفس لكن أنا عملت اللي يريح ضميري وكان لازم أنقلها لأقرب مستشفى»، حتى أكد الطاقم الطبي استشهادها.
الشاب العشريني الذي ضرب بفعله أروع مثال في الشجاعة، لم يكن يعرف هوية السيدة التي حملها على ظهره وعرّض حياته للخطر لحمايتها، «مكنتش أعرف اسمها وبعدها عرفتها، ومن وقتها تعبان مش قادر أطلع ع الشغل برا البيت»، متأثرا بما مر به من تجربة صعبة.