عمليات إجلاء المدنيين مستمرة.. حكاية مصنع الموت في حرب روسيا وأوكرانيا

كتب: سمر صالح

عمليات إجلاء المدنيين مستمرة.. حكاية مصنع الموت في حرب روسيا وأوكرانيا

عمليات إجلاء المدنيين مستمرة.. حكاية مصنع الموت في حرب روسيا وأوكرانيا

واحد من أكبر وأهم مصانع التعدين في أوروبا، لعب دورا رئيسيا في اقتصاد مدينة ماريوبول الساحلية حيث كان يضخ أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنوياً، ويوفر سبل الحياة لعشرات الآلاف من السكان، تحول الأشهر القليلة الماضية إلى مأوى ومعقل لمئات المقاتلين الأوكران في الحرب الدائرة مع روسيا وبات معروفا بـ«مصنع الموت».

الأزمة ترجع إلى الحادي عشر من أبريل الماضي، حيث أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، السيطرة على مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف، التي تعد أحد أهم الأهداف الاستراتيجية في معركتها الحالية مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن أكثر من ألفي مسلح محاصرون في مصنع المعادن أزوفستال، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء العالمية حينها.

مصنع «آزوفستال»، أو ما بات معروفا بـ«مصنع الموت» ضمت أنفاقه المتشعبة تحت الأرض مئات المقاتلين الأوكران، بما في ذلك العديد من كتيبة آزوف، واحدة من أكثر الوحدات العسكرية مهارة وإثارة للجدل في أوكرانيا، وسعت القوات الروسية إلى السيطرة على المصنع وكافة القوات المختئبة به، وبحسب ما أشار إليه تقرير موقع سكاي نيوز العربية، فإن عناصر «آزوف» هي أكثر القوات تدريبا وأسرهم والانتصار عليهم يعد حافزا كبيرا للجنود الروس.

ماذا حدث في أنفاق مصنع الموت؟

يعد المصنع بمثابة مدينة كبيرة مترامية الأطراف تحت الأرض وتقع تحته مدينة أخرى مشيدة على طول شبكته الجوفية، وبه مزارع تخرج منها مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، ما يفسر صمود آلاف المقاتلين الأوكران داخله، إلى جانب كونه مزودًا بوحدة نظام ترتبط بوحدات التحكم موزعة على كل أجهزة الكمبيوتر العاملة بالمدينة الصناعية وفقا لنظام اتصالات متطور، ما يجعل المقاتلين داخله قادرين على التواصل مع الخارج ومراقبة الحركة بمحيط المبنى.

على مدار الفترة الماضية، منذ بداية الحصار، دار قتالا عنيفا يدور في مصنع آزوفستال للصلب الذي يتحصن فيه أيضا بعض المدنيين، حتى خرج رئيس البلدية فاديم بويتشينكو، بتصريح للتلفزيون الوطني الأوكراني أكد فيه أن الاتصال انقطع مع المقاتلين الأوكرانيين وأكثر من 30 طفلا ينتظرون الإجلاء من المكان.

انفراجة طفيفة شهدتها الأزمة، في الأول من مايو الجاري، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنه تم إجلاء نحو خمسين مدنيا يوم السبت من منطقة مصنع «آزوفستال» في جنوب شرق أوكرانيا، وذلك بعد وقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني.

وحسبما أفاد موقع «روسيا اليوم»، أكدت السلطات الروسية تأمين المأوى والطعام والرعاية الطبية اللازمة لجميع المدنيين الخارجين من المصنع، ولم تحدد المكان الذي نقلت إليه المجموعة الأولى.

وفي خطوة ثانية لإنهاء الأزمة، أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك، أمس، إجلاء 50 مدنيًا إضافيًا من بينهم امرأة وطفل ومسن، ضمن قافلة جديدة من المصنع  الذي تحاصره القوات الروسية.

إجلاء 500 مدني حتى الآن من مصنع الموت

عمليات الإجلاء التي أفرجت عن نحو 500 مدني حتى الآن، بحسب سكاي نيوز نقلا عن وسائل الإعلام الأوكرانية، تتم بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينما لا يزال هناك مئات الجنود بينهم جرحى كثر وعشرات المدنيين داخل المصنع.


مواضيع متعلقة