المستوطنون يدنسون المسجد الأقصى بأعلام إسرائيل.. وقوات تل أبيب تعتدى على «المرابطين» فى ذكرى «احتلال فلسطين»

كتب:  سيد خميس ووكالات

المستوطنون يدنسون المسجد الأقصى بأعلام إسرائيل.. وقوات تل أبيب تعتدى على «المرابطين» فى ذكرى «احتلال فلسطين»

المستوطنون يدنسون المسجد الأقصى بأعلام إسرائيل.. وقوات تل أبيب تعتدى على «المرابطين» فى ذكرى «احتلال فلسطين»

اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم وفور انتهاء أيام عيد الفطر، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى، ورفعوا أعلام الاحتلال عند باب القطانين، تحت حماية العشرات من الجنود، إحياء لذكرى احتلال فلسطين (عيد الاستقلال وفقاً للمزاعم الصهيونية)، وتوافد المقتحمون على الحرم القدسى الشريف من جهة باب المغاربة فى تسع مجموعات، وأدوا طقوساً «تلمودية» عنصرية ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته.

وواجه المرابطون والمرابطات الاقتحامات بالتكبيرات، وحاولت قوات الاحتلال منعهم من الوجود فى باحات المسجد واعتدت عليهم، وحاصرتهم فى المصلى القبلى، بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطى، واعتدت على المرابطات فى صحن مسجد قبة الصخرة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».

تحطيم زجاج منبر صلاح الدين التاريخى داخل المسجد..وإغلاق الأبواب بالسلاسل الحديدية.. وإفراغ الساحات من المصلين

وحطمت قوات الاحتلال زجاج منبر صلاح الدين التاريخى داخل المصلى القبلى فى المسجد الأقصى، وأغلقت أبوابه بالسلاسل الحديدية وحاولت إفراغ ساحات المسجد من المصلين بعد أن أغلقت البوابات الرئيسية للمسجد بالسلاسل الحديدية ومنعت المصلين من دخوله.

وجاء اقتحام المستوطنين الإسرائيليين غداة إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت تعليمات بالسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، احتفالاً بإعلان دولة الاحتلال، رغم تحذيرات مسئولين فلسطينيين من تداعيات ذلك وجهود إقليمية غير عادية لمنع خروج الأمور عن السيطرة ورد فصائل المقاومة من قطاع غزة. وكانت الشرطة الإسرائيلية أكدت، أمس الأول، أن الحرم القدسى سيفتح أمام اقتحام المستوطنين.

وأطلق مستوطنون دعوات واسعة لاقتحام «الأقصى» ورفع علم الاحتلال وغناء «نشيدهم الوطنى» (نشيد الأمل) داخل باحاته، مرفقة بساعات الاقتحام خلال فترة الصباح وفترة ما بعد الظهر. كما دعت جماعات «الهيكل» المزعوم لتنظيم اقتحامات واسعة لـ«الأقصى»، ورفع العلم الإسرائيلى فى ساحاته. ونظمت فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول مسيرات متفرقة للمستوطنين فى القدس القديمة وفى بلدة سلوان، احتفالاً بما يسمى «ذكرى الاستقلال»، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية، مستفزين الأهالى بالشتائم والألفاظ النابية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن منسق حكومة الاحتلال أنه مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر تستأنف اقتحامات المستوطنين إلى الحرم القدسى الشريف وفقاً لأوقات وقواعد الزيارة القائمة فى الوضع الاعتيادى «لأداء الصلوات مثل ما يتم دائماً طوال أيام السنة». فيما نشر جيش الاحتلال منظومة «القبة الحديدية» فى القدس تحسباً لإطلاق صواريخ من فصائل المقاومة فى قطاع غزة، فى أعقاب السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى.

ومنعت شرطة الاحتلال أعداداً كبيرة من المصلين من دخول المسجد الأقصى، فجر أمس، كما اعتدت على بعض المصلين بالضرب عند باب حطة، وشددت من إجراءاتها عند أبواب الأقصى، حيث احتجزت هويات الشبان.

وحذرت فصائل فلسطينية منها «فتح» وحركة «حماس» فى قطاع غزة و«الجهاد الإسلامى»، و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، من اقتحام «الأقصى» وهددت بالرد.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واللجنة المركزية لحركة «فتح»، حسين الشيخ، إن رفع علم إسرائيل وغناء النشيد الإسرائيلى فى الحرم الشريف تحدٍّ صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين بما ينذر بإشعال حرب وطنية دينية فى المنطقة.

«الخارجية» الفلسطينية تتهم إسرائيل بإعلان الحرب الدينية

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى نفتالى بينيت، السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، واعتبرته تجاهلاً وتحدياً لجميع الدعوات والجهود التى أُطلقت من قِبل المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد.

واعتبرت الوزارة، فى بيان، أمس، قرار «بينيت» تحدياً سافراً للمجتمع الدولى وللعالمين العربى والإسلامى، مُشيرة إلى أن «بينيت» يُعبر بهذا الاقتحام عن ازدرائه لجهود تمديد الهدنة وتحديه للوضع التاريخى القانونى القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زمانى لـ«الأقصى» وباحاته، وشواهد ذلك تمثلت فى إغلاق أبواب المسجد بالكامل، وحصار المصلين والمعتكفين داخل المصلى القبلى وإغلاق الأبواب عليهم، وتحطيم باب المصلى القبلى، والاعتداء على الموجودين فى باحات الأقصى لتفريغه بالكامل من المسلمين.

وذكرت أن قرار الحكومة الإسرائيلية هو إعلان رسمى بالحرب الدينية التى ستشعل المنطقة برمَّتها، وإصرار على تصعيد عدوانها المتواصل ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته وفى مقدمتها المسجد الأقصى بهدف تكريس تقسيمه الزمانى إلى أن يقسم مكانياً بعد قليل.

وقالت إن هذا القرار يمثل اعتداء صارخاً على صلاحيات الأوقاف الإسلامية وإمعاناً فى تهويد المسجد الأقصى، وأن الحكومة الإسرائيلية تمعن فى انقلابها على الاتفاقيات الموقَّعة وتستبدلها بسياسة الإملاءات والأوامر العسكرية التى تحقق مصالح إسرائيل الاستعمارية بعيداً عن السلام.

وأكدت أن تغوُّل الاحتلال على مدينة القدس ومقدساتها يتصاعد فى ظل ازدواجية المعايير الدولية وتراخى الإدارة الأمريكية وترددها فى تنفيذ مواقفها ووعودها، وفى مقدمتها إعادة فتح قنصليتها فى القدس وضمان حرية العبادة فى المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقال وزير شئون القدس فى فلسطين، فادى الهدمى، إن تحويل شرطة الاحتلال المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية والاعتداء على المصلين هو نسف للوضع التاريخى والقانونى القائم فى المسجد الأقصى. وأكد «الرعاية والوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف فى الدفاع عن وحماية هذه المقدسات».

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة فى القدس المحتلة وعدم القيام بأى أفعال استفزازية

ومن جانبها، جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة فى مدينة القدس المحتلة، وحثت على عدم القيام بأى أفعال استفزازية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فى مؤتمر صحفى: «موقفنا إزاء الأماكن المقدسة بالقدس، هو أن يبقى الوضع الراهن كما هو دون تغيير»، وحث على عدم القيام بأى أفعال استفزازية.


مواضيع متعلقة