الشيخ الطبلاوي.. آخر حبة في سبحة مقرئي القرآن العظام

كتب: إلهام زيدان

الشيخ الطبلاوي.. آخر حبة في سبحة مقرئي القرآن العظام

الشيخ الطبلاوي.. آخر حبة في سبحة مقرئي القرآن العظام

يوافق اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل الشيخ محمد محمود الطبلاوي، حيث توفى فى مثل هذا اليوم 5 مايو 2020، وهو أحد أبرز كبار مُقرئي القرآن الكريم، ويحتل مكانة خاصة وتفردا ملحوظا، ليس بسبب صوته الفياض بالحلاوة والطلاوة، ولا لأسلوبه المتفرد والذي صار علامة مسجلة باسمه، ولا لشعبيته الطاغية التي جعلت منه آخر سلاطين دولة التلاوة المصرية، أو على حد وصف الكاتب الكبير محمود السعدني:  «آخر حبة في سبحة المقرئين العظام»، ولكن فوق هذا كله وقبله، هناك تلك الصفة التي ينفرد بها بين هؤلاء العظماء، وهي الكبرياء الآسر الذي يميز شخصيته وطبعه، والشموخ المدهش، العارف بقيمة مقرئ القرآن وتأثيره وفضله على الناس أجمعين.

أغلى مقرئ في مصر حصل على 5 قروش كأول أجر

وفي كتابه «مزامير القرآن.. العظماء السبعة لدولة التلاوة» الصادر عن دار ايبيدي، يخصص الكاتب أيمن الحكيم فصلا عن الطبلاوي، ويذكر فيه: «كبرياء الشيخ الطبلاوي هو الذي جعله يعلن بكل فخر: أنا صاحب مدرسة في التلاوة، والذي جعله يفاخر بلقب «أغلى مقرئ في مصر» ، يوم كان أجره هو الأعلى والأغلى بين كبار المقرئين، وفي حين لم يكن الشيخ المولود في «ميت عقبة»، في 14 نوفمبر 1934، يخجل من نشأته المتواضعة لأسرة بسيطة ومن الخمسة قروش التي كانت أول أجر يتقاضاه في حياته كمقرئ وهو صبي، ولا حتى من الوظيفة البسيطة التي اضطر للعمل بها في شركة دخان مقابل بضعة جنيهات ليساعد أسرته في النفقات.

وتابع الحكيم قائلا: «في المقابل لم يكن يخفي ما أنعم به عليه الله بعدما ذاع صيته واشتهر، فمن البيت البسيط في بلدته انتقل إلي فيلا كبيرة بحي المهندسين الجديد وكان يدفع فيها 26 جنيها في سنوات الستينيات وكان مبلغا ضخما بأرقام تلك الفترة، قبل أن يبني عمارته في المهندسين، ثم أخرى في الهرم».

رحلة الشيخ إلى سويسرا

ويوضح أنه يركب أفخم نوع من السيارات، ويدفع أكبر ضريبة على دخله، وبلغ مجموع ما دفعه لمصلحة الضرائب في الثمانينيات أكثر من ثلاثين ألف جنيه، وهو مبلغ خرافي لم يسبق أن دفعه مقرئ، وأنه يمتلك "شاليه" في "بلطيم " ، لكنه نادرا ما يذهب إليه خوفا من الفتنة وهربا من المعجبين والمعجبات، بعدما حرمته الشهرة من حريته الشخصية، ويحكي لك أنه نزل مرة في أفخم فنادق سويسرا، وأراد أن ينزل إلى الشاطئ، وبمجرد أن دخل شاطئه حتى فوجئ بمن يقول له: إزيك يا شيخ طبلاوي، وكانوا مجموعة من النزلاء العرب تعرفوا عليه وأحاطوا به وطلبوا التصوير معه، فهرب إلي حجرته وهو يداعبهم: أنتم ورايا حتى في سويسرا؟!

ومن باب «وأما بنعمة ربك فحدث»، يقول بزهو، إنه لا يعرف عدد جوازات السفر التي استهلكها، ولا عدد الدول التي دعي إليها، بل الأسهل أن تسأله عن الدول التي لم يزرها، فيجيبك أنها : غانا وغينيا وموزمبيق، واعتذر عن السفر إليها بسبب جوها الحار ليس إلا.


مواضيع متعلقة