محمود عبدالشكور عن بيومي فؤاد في المشوار: بيفكرني بالراحل حسن حسني

كتب: ياسمين محمود

محمود عبدالشكور عن بيومي فؤاد في المشوار: بيفكرني بالراحل حسن حسني

محمود عبدالشكور عن بيومي فؤاد في المشوار: بيفكرني بالراحل حسن حسني

أشاد الناقد الفني محمود عبدالشكور، بأداء الفنان بيومي فؤاد في مسلسل «المشوار»، الذي عرض في موسم الدراما الرمضانية 2022.

وكتب محمود عبدالشكور عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك قائلا: «أداء بيومي فؤاد لشخصية المحامي راشد في حلقات المشوار مدهش ومعتبر، سهولة ممتنعة، وبساطة مستفزة، مع أن راشد شخصية ليست سهلة أو هينة، محامي عُقر، ورجل ينتهز الفرص، ويحولها إلى صالحه، يعرف كيف يفاوض ويساوم، ناعم مثل ثعبان، وكل تفصيلات الأداء مثل النظرات، ونبرة الصوت، وحركة الجسد، تترجم هذه النعومة المؤذية».

وتابع «كمثال: استمتعت في الحلقة التاسعة من مسلسل المشوار، بأحد أفضل المشاهد في دراما رمضان 2022 كتابة وأداء وإخراجا، بين المحامي راشد (بيومي فؤاد) الذي يدافع عن الرجل الثري وجيه الشوربجي (أحمد كمال)، وبين ماهر (محمد رمضان) ، وكان ماهر وراء اتهام وجيه بالإتجار في الاثار، ولكن ماهر الآن في ورطة، لأن رجال وجيه خطفوا ابن شقيقة زوجته ورد، وهو يحاول أن يوسط المحامي لإنقاذ الطفل، وإعادته الى أمه».

وأضاف عبدالشكور «الحوار يبن ماهر والمحامي يأخذ شكل المحاورة الذكية، واللعبة الماكرة بين الطرفين، ولكن المحامي يكتشف أولا شخصية ماهر، وحدود قدراته وتهديداته، ثم يلاعبه بعد ذلك مثل ندّين. ولأن الحوار هو بطل المشهد، فقد تم تقليل حركة الممثلين الى حدها الأدني، فهي لا تزيد هنا عن حركات طبيعية تماما، هي حركة ماهر في الدخول والكلام واقفا عند الباب، ثم حركة بيومي لترك مكتبه للجلوس في مواجهة ماهر، وكأنه سيلعب معه دور شطرنج، والمشهد فعلا دور شطرنج بالكلام، ثم حركة أخيرة بعد نهاية الحوار، بقيام ماهر، وخروجه من المكتب، كلها حركات طبيعية وعادية، وليست حركات مصطنعة أو تفسيرية لافتة. بساطة كاملة في الحركة تجعلك لا تركز إلا على براعة رمضان وبيومي في الأداء، في تلوين تعبير الوجه، وفي نظرات العين التي تنظر من تحت لتحت، وفي الإبتسامة اللئيمة، وفي تلوين نبرة الحديث، بحيث نسمع كلاما، ولكن نبرة الصوت تشي بعكس المعنى، رمضان مثلا يمدح المحامي، بينما نبرة الصوت تقول إنه يسخر منه، يهدد رمضان بفضح وجيه الشوربجي، بينما النبرة عادية ومحايدة وهادئة، وتفتح الباب للتراجع. معنى المشهد كله في تعبير الممثلين عن الكلام غير المنطوق، وليس في الكلام المنطوق، ومن هنا لا نجد سوى قطعات متبادلة بين ماهر والمحامي، وتغيير فقط في حجم اللقطات، لإبراز تعبير وجه ما، وكأنك بالضبط تضع خطا أسفل عبارة محددة وهامة في نص مكتوب».

وأكمل عبدالشكور «الحوار أخذ في معظمه طابعا هادئا، وربما هامسا أحيانا من ناحية المحامي، الاثنان على نفس الموجة من المناورة، على نفس المقام الموسيقي، والخروج غير المدروس عن المقام يعني النشاز، الذين يلعبون الشطرنج لا يتحدثون بصوت مرتفع، والثعابين تلدغ في صمت، حتى عندما يحتج المحامي على تهديد ماهر المبطن لموكله، فإنه لا يرفع صوته أبدا، يتناسب ذلك مع قواعد اللعبة الماكرة، لكنه يعطي دلالة أكبر وأخطر، إنه حوار أقرب الى مقايضة سرية غامضة، هذا رجل يريد استرداد طفل مخطوف، بوساطة محامي يدافع عن رجل متهم بالإتجار في الآثار، والطرفان يمتلكان أسرارا مروعة وغير معلنة، وهذا الأداء الفذ ، الهامس تقريبا، يجعلنا أمام مؤامرة تقع في مكتب محاماة، وليس مجرد حوار عادي أو روتيني».

واختتم قائلا: «بيومي مشخصاتي كبير، إضافة الى قدراته الكوميدية، يذكرني جدا بالراحل الكبير حسن حسني في هذه النقطة، كان حسني مقنعا في الأداء الجاد، والأداء الهزلي على حد سواء».


مواضيع متعلقة