«دينا»: معنديش «ملفات سرية» في حياتي وأقضي أسعد أيامي مع الوحدة

كتب: خالد فرج

«دينا»: معنديش «ملفات سرية» في حياتي وأقضي أسعد أيامي مع الوحدة

«دينا»: معنديش «ملفات سرية» في حياتي وأقضي أسعد أيامي مع الوحدة

أبدت الفنانة دينا سعادة بالغة إزاء الأصداء الإيجابية التي تلقتها عن شخصية «فريدة» في مسلسل ملف سري، المعروض في السباق الرمضاني الحالي، مؤكدة أن اختلاف الشخصية وراء تحمّسها لها، خاصة أن الجمهور معتاد على تقديمها أدوار السيدة الشعبية، أما دور المرأة الأرستقراطية فلم يسبق لها تقديمه على مدار مسيرتها الفنية.

وكشفت «دينا» في حوارها مع «الوطن» عن تحضيراتها لشخصية «فريدة» وتفاصيل تعاونها مع الفنان هاني سلامة، ومواقف الظلم في حياتها، والمسلسلات التي تابعتها في دراما رمضان، ولم يخلُ الحوار من التصريحات الجريئة والصادمة التي جاءت على لسانها، منها ما يتعلق بمطالبتها بتدريس الثقافة الجنسية في المدارس، وفصل الدين عن الفن، وأعلنت موقفها من إنكار الفنانة السورية سلاف فواخرجي وجود النار في الدار الآخرة.

كيف جاءت ردود الفعل إزاء دورك في مسلسل ملف سري؟

- سعدت بالأصداء وردود الفعل الإيجابية، كون «فريدة» شخصية ثرية درامياً، ومختلفة جذرياً عن سابق أدواري، لاسيما أنها ليست امرأة شعبية، وإنما تُعد سيدة أرستقراطية «هانم»، وشعرت بأنها أكبر من عمري، ومع ذلك أردت خوض التجربة، واستمتعت بكل تفاصيلها وكواليس تصويرها.

معنى كلامك أن كبر عمر «فريدة» وفقاً للأحداث أصابك بالقلق؟

- بكل تأكيد، فابني عمره 35 عاماً، حسب الأحداث، «وأنا ماجيبش ابن عنده العمر ده»، ولكني أردت تحدي نفسي مع «فريدة»، ووضعت هدفاً مفاده أن أكون مقنعة، وهو الهدف الذي تحقق بإشادات الجمهور، وهو ما أعتبره نجاحاً بما تعنيه الكلمة.

كيف تحضّرتِ للشخصية التي تتعامل دوماً بـ«الشوكة والسكينة» مثلما نقول باللهجة الدارجة؟

- «فريدة» استفزتني، لأنها لا تشبهني بالمرة، فأنا إنسانة أبسط منها في حياتي، فلا وجود لأي تشابه بيني وبينها، فلن تجدني أرتدي ملابس «كلاسيك» مثلها، وكذلك الحال بالنسبة لطريقة تصفيف شعري، فكل تفصيلة فيها مختلفة عني تماماً، وعلى أثر ذلك أحببتها وقررت تقديمها.

«فريدة» تعرّضت لصدمة إنسانية بعد وفاة ابنها.. فكيف استحضرتِ مشاعر الفقد كي يكون أداؤك مقنعاً؟

- إذا كنتِ تقصدين استحضاري لمشاعر شخصية، فأنا لا أستعمل مشاعري الخاصة في أدواري، وإنما أستخدم مشاعر الشخصية أياً كانت، لأننى لو مررت بنفس حالة «فريدة»، فرد فعلي لن يكون مثلها بالمرة، «ربنا ما يكتبها على حد أبداً».

لا أستعمل مشاعري الخاصة في أدوارى لأن «أدائي هيكون أوفر»

ولكن الكثير من الممثلات يستحضرن لحظات إنسانية خاصة في حياتهن عند أداء مثل هذه المشاهد.

- «الواحدة لو حطت نفسها مكان فريدة هيكون أداؤها أوفر»، لأنه اختبار إلهي ربنا ما يكتبه على حد، وربنا يصبّر قلب كل أم فقدت حد من أولادها، ولكنى إذا تعرضت لموقف مشابه - لا قدر الله - «مش هبقى موجودة في الدنيا ومش هعرف أتكلم»، ومن ثم أنحي شخصية «دينا» تماماً أثناء التمثيل، وتظل مشاعري الشخصية الدرامية هي الحاضرة.

انطلاقاً من كون الأحداث تتعرض لفكرة الظلم.. متى ظُلمت «دينا» في حياتها وتنتظر فرصة الحصول على حقها؟

- لا أفكر في حياتي من هذا المنطلق، لأني «باسيب كل حاجة على ربنا»، بالإضافة إلى أنني أنسى مواقف الظلم، وذلك مهما بلغت درجة الأذية وقتها، و«مش مستنية الرد».

ولكنك إنسانة لها مشاعر وأحاسيس قد تنفجر عند الإحساس بالظلم؟

- أسيطر جيداً على أعصابي «وآخري إني أبعبع في البيت»، وأردد: «أنا هاعمل وهاسوي»، ولكنه يكون مجرد كلام ليس أكثر.

معنى كلامك أن دينا ترجئ أخذ حقها للآخرة ممن ظلموها؟

- بكل تأكيد، لأننى سأكون بحاجة إلى كل حسنة من الحسنات آنذاك، فالدار الآخرة هي الأهم من الدنيا في رأيي.

وما الملف السري في حياة دينا انطلاقاً من اسم مسلسلك؟

- ضاحكة: «معنديش ملفات سرية في حياتي خالص»، كل حاجة معروفة عني وعلى الملأ، لأني أعلن عن أفعالي قبل حدوثها، بمعنى «لو كنت مسافرة بكرة هاقول»، وذلك رغم تحذيرات أصدقائي المقرّبين الذين ينصحونني، قائلين: «ماتقوليش وخلّي السفرية تمشي»، ولكني لا أتمكن من الاستجابة لنصائحهم، حيث أعلن توجّهاتي حتى لا أفسد مخطط أحد أو أربك حساباته وما إلى ذلك من تفاصيل.

كيف تقيّمين تعاونك مع الفنان هاني سلامة؟

- هاني سلامة من أكثر الشخصيات أدباً واحتراماً، فلا تجده يتصرّف تصرفات النجوم المعتادة دوماً، وإنما يتّسم بالتواضع والاحترام والأدب، والحقيقة أنه جسّد شخصية «يحيى» بحرفية شديدة، وأهنئه على نجاحه في الموسم الرمضاني الحالي.

وهل تعاطفتِ مع «فاتن» بعد تعرّضها للتعنيف الزوجي؟

- إلى حدٍّ ما.

كيف؟

- لم أمر بموقف مشابه لها كي أتأثر، ولكن بالتأكيد النماذج المشابهة لها تتعرّض لعذاب أليم.

معنى كلامك أنكِ لم تتعرضى للعنف في زيجاتك السابقة؟

- نعم، فكل زيجاتي كان الاحترام المتبادل هو ما يميز العلاقة.

بعد إشادتك بـ«ياسر جلال» في «الاختيار3».. فما الشخصية التي تطمحين لتجسيدها مستقبلاً؟

- شفيقة القبطية، لأننى أحب قصة حياتها والتحولات التي شهدتها، حيث أراها شخصية ثرية درامياً ومغرية لأي ممثلة.

وما موقفك إذا ما جاءك أحد المنتجين بعرض لتقديم قصة حياتك على الشاشة بعد 20 عاماً من الآن؟

- لن أوافق، فلا أحب ظهور قصة حياتي على الشاشة، وإن كنت أؤكد أن كل تفاصيلها معروفة للناس، فأنا إنسانة أتعامل بتلقائيتي دوماً ولا أخفي أسراراً على الجمهور.

تصريح الفنانة نجوى فؤاد عنك بأنك «إنسانة في حالك» أعطى انطباعاً إنكِ شخصية انطوائية.. فما ردك؟

- على الإطلاق، ولكن أكون مشغولة بشغلي وأمور أخرى في حياتى، منها الدراسة والزواج وتربية ابني «علي»، ومع ذلك فأنا لست انطوائية بل أحب الناس وأتعامل معهم دون تمييز، والحقيقة أنني أحب نجوى فؤاد كثيراً، وأحترم وأقدر تاريخها الفنى الكبير.

ولكنها أبدت استياءها من عدم سؤال أحد عنها.. فهل تخشين مواجهة المصير نفسه في مرحلة الكبر؟

- لدي صداقات كثيرة من خارج الوسط الفني، منهم أصحابي من أيام الدراسة والابتدائي والجامعة، «هم مكملين معايا وعلى الحلوة والمرة سوا»، وما يميز علاقاتنا أننا في سن واحدة تقريباً، فإذا اعتزلت كل منا مهنتها، سنعتزل في توقيت واحد.

هل تفكر دينا في اعتزال التمثيل والرقص؟

- هذا التفكير لا يراودنى إطلاقاً، فأنا مستمرة في مهنتي حتى آخر نفس.

بمَ تُعقبين على تصريح الفنان خالد الصاوي في حواره مع «الوطن» حين قال «اللي شايف الفن حرام يسيبه، لأنها مش ناقصة أمراض»؟

- أوافقه الرأى بغض النظر عن جزئية الأمراض، ولكنني أندهش ممن يقررون الاعتزال فجأة، ويتحدثون بعدها بشكل مشين عن الفن، فلا يجوز لأحد أن يستعر من حياته، فإذا أردت الاعتزال، فلتعتزل في صمت، «ليه بتتكلموا؟ إيه وجه استفادتكم؟».

رغبة سعد الصغيرفي الاعتزال لإرضاء الله معناها «إنه بيقدم فن مش كويس»

وما رأيك إزاء رغبة المطرب سعد الصغير في الاعتزال كي يرضي الله عنه، وفقاً لكلامه؟

- من الممكن أن نوع الفن الذي يقدّمه ربنا مش راضي عنه، فهو أدرى بهذه الجزئية ولكن كل إنسان عارف هو بيعمل إيه في حياته، وعارف ربنا راضي عنه ولّا لأ، وما أتمناه هو الفصل تماماً بين الفن والدين، فلنترك الدين لأهل الدين والفن لأهل الفن، «واللي مش عاوز يبقى في الفن يعتزل ويمشي بهدوء»، لأن الكلام المبالغ فيه أحياناً يعكس معاناة الفنان من هجر الفن له وليس اعتزاله.

متى شعرت «دينا» بالوحدة؟

- أحب الوحدة والجلوس وحدي دوماً، وهي سمة مميّزة في شخصيتي، وأشعر بالسعادة حينما أقضي أوقاتي مع نفسي.

الفنانة نهلة سلامة صرّحت أخيراً بأنكِ «زعلتي منها» بعد تقديمها دور البطولة النسائية في فيلم «مستر كاراتيه» رغم ترشيحك له؟

- لم أكن مرشحة، بل تعاقدت على دور البطولة رسمياً، وعلمت باختيارها للدور قبل انطلاق التصوير بساعات معدودة، «زعلت منها وقتها بحكم صغر سني»، وكنت أتأثر كثيراً من هذه الأمور، لدرجة أنني ظللت أبكي لمدة 3 أيام متتالية، وقد جاء زواج المخرج محمد خان من نهلة وراء اختيارها آنذاك.

ألم يتدخل بطل الفيلم أحمد زكي لحل هذه الأزمة وقتها؟

- «ماعرفش إيه اللي حصل»، ولكنى أكون انطوائية في مثل هذه الأوقات، وتعاملت مع الموقف حينها على أن الدور مش نصيبي، «كان ممكن أعمله ويجرالي حاجة»، كما أقتنع دوماً بأن الأرزاق من عند الله وليست بأيدى العباد.

«ستو أنا» مكسرة الدنيا ولكنها أغنية «مش للرقص»

هل تعتبرين أغنية «ستو أنا» لأكرم حسني وأيتن عامر أغنية راقصة بعد نجاحها الكبير؟

- الأغنية مكسرة الدنيا وأهنئ أكرم وأيتن وهنادى مهنا على نجاحهم، لأن تقديمها في إطار مسلسل كوميدي أمر جيد للغاية، ولكنني لا أستطيع الرقص عليها لأنها لا تحمل معاني يمكن التعبير عنها جسدياً، فإذا عبرت عنها سيكون رقصي كوميدياً للغاية.

أتوافقين الفنانة دينا الشربيني الرأي حين أعلنت أن الثقافة الجنسية هي أولى خطوات التصدي لظاهرة التحرش؟

- نعم، ولابد من تدريس الثقافة الجنسية لطلبة المدارس مثلما يحدث في الغرب، بحيث يتم تصحيح مفاهيم مغلوطة قد يتعامل البعض على أنها أمر معيب، ولكن «لا حياء في العلم»، ولا بد أن يكون النشء مستقراً من الناحية النفسية، ويستقى معلوماته ممن يفوقونه عمراً، لأنه قد يتلقى خبرات غير موزونة حال سؤاله لأصدقائه.

بحكم عملك مع الفنان محمد رمضان.. ما رأيك في اتهام نجل شعبان عبدالرحيم له بتقليد والده في ملابسه؟

- محمد رمضان يرتدى ملابس الأمريكان، ولا يقلد شعبان عبدالرحيم من قريب أو بعيد.

وماذا عن تصريح الفنانة السورية سلاف فواخرجي عن عدم وجود نار في الآخرة بدعوى أن الله لن يحرق عباده..

- كلامها ده في أي ملة؟ ما الديانة التي تتبعها سلاف؟ أريد الإجابة عن هذين السؤالين.

«سلاف» في مقابلة تليفزيونية معها رفضت الإفصاح عن ديانتها

- «لما نبقى نعرف ديانتها، نشوف الديانة دي قالت كدة ولّا لأ، ولكن بالتأكيد النار موجودة في الآخرة، إحنا هنهرج؟».

وهل تخشى دينا العقاب الإلهي في الآخرة؟

- مؤمنة بأن الله غفور رحيم، وأنا هادخل الجنة برحمة ربنا.

مسلسلات أتابعها

لم أتمكن من متابعة كل المسلسلات المعروضة، لانشغالي بالتصوير حتى الأيام الأخيرة من رمضان، ولكنى شاهدت الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار3»، وأعجبت بتجسيد ياسر جلال لشخصية الرئيس «السيسي»، حيث نجح بمجهوده ومذاكرته في إتقان أدائه للشخصية، لأن المقارنات تكون حاضرة بين التمثيل والواقع، والحقيقة أن ياسر جلال تمكن من حصد الإشادات بأدائه، كما شاهدت حلقتين من مسلسل «فاتن أمل حربى» لنيللي كريم، وأود تحية شريف سلامة على أدائه رفيع المستوى، لأن دوره بعيد تماماً عن شخصيته الحقيقية، فهو «مابيعرفش يطجن زى سيف في العمل»، بالعكس هو إنسان محترم وهادئ وقليل الكلام.


مواضيع متعلقة