علي جمعة: تقي الدين السبكي سافر من مصر للشام ابتغاء للعلم ومشروعه التجديدي

علي جمعة: تقي الدين السبكي سافر من مصر للشام ابتغاء للعلم ومشروعه التجديدي
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية السابق، إن الإمام الشيخ على بن عبد الكافي تقى الدين السبكي، ولد في محافظة المنوفية، وكان شافعي المذهب، وفي مرة جاء الإمام النووي لزيارة مسجد وضريح الإمام الشافعي في مصر، ولم يتقدم إليه بل حياة من بعيد ورحل، وقال لو كان حيا ما كنت تقدمت حتى هنا إجلالا وتقديرا له، وعلم تقي الدين السبكي بزيارته ورحيله، وتعجب من ضياع الفرصة على المصريين في الاستفادة من علوم الإمام النووي، وعلى الفور سافر إلى الشام لزيارة الإمام النووي، لكنه رحل عن الدنيا.
الإمام النووى كان يدرس كل يوم 12 علما ولم يتزوج
أوضح «جمعة» خلال برنامج «مصر أرض المجددين» المذاع على فضائية «ON»، أن الإمام النووي كان يدرس كل يوم 12 علما، ولم يتزوج، وكان يصوم الدهر بأكمله وكان نحيف الجسد من كثرة الصيام، وذهب السبكي إلى دار الحديث في دمشق محل تدريس الإمام النووى، وأنشأ بيتين وأقام بها لتعلقه الشديد بأهل العلم، لافتا إلى أن السبكى سافر من مصر للشام ابتغاء للعلم، وهو ما نفتقده في أيامنا هذه، وعاش السبكي في دمشق، وحصل على كتاب الإمام النووي «المجموع» وهو شرح مهذب لأبي اسحاق الشيرازي الشافعي في القرن الخامس، وأكمله حتى عام 765 وكتب فيها 3 مجلدات.
الإمام السبكي وصل إلى مرتبة الاجتهاد
أشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن الإمام السبكي وصل إلى مرتبة الاجتهاد فقها وفي علم الكلام والأخلاق، وهي مرتبة رفيعة لا يصل إليها الكثيرون، وبذلك أصبحت لديه القدرة على استنباط الأحكام من أدلتها التفصيلية من القرآن والسنة، ويحقق مشروعه التجديدي في التدريس ورد الشبهات.