«شهيد الواجب» بسوهاج شعر بقرب أجله واشترى ملابس العيد لأبنائه (صور)

كتب: شيماء دراز

«شهيد الواجب» بسوهاج شعر بقرب أجله واشترى ملابس العيد لأبنائه (صور)

«شهيد الواجب» بسوهاج شعر بقرب أجله واشترى ملابس العيد لأبنائه (صور)

كأنه كان يعلم بقرب موعد رحيله، فأسرع بشراء ملابس العيد لأبنائه منذ أكثر من أسبوع، كما أحضر الحلوى والفول السوداني لاستقبال المهنئين بعيد الفطر المبارك، كعادة أهالي محافظة سوهاج، هكذا تحدث أفراد أسرة وجيران السائق الذي لقى مصرعه نتيجة انفجار اسطوانة «كلور» بدائرة مركز البلينا، جنوب المحافظة.

«قلبه كان حاسس»، بتلك العبارة بدأ «حشمت»، بائع، شقيق «عصمت علي عبد اللاه»، المعروف بـ«شهيد الواجب»، الذي لقي مصرعه في حادث انفجار اسطوانة كلور بمحطة «برديس»، بدائرة مركز البلينا، قال في تصريحاته لـ«الوطن»، إن شقيقه الراحل كأنه كان يشعر بأن موعد رحيله قد حان، فقد اشترى ملابس العيد لأبنائه، وكذلك حلوى العيد، وأخبر زوجته قبل عدة أيام، بأنه «تعبان ومش عارف ماله».

أراد أن يفرح بزفاف ابنه البكر في آخر مكالمة

وعن تفاصيل آخر مكالمة بين الشقيقين ليلة الحادث، أخبره شقيقه برغبته في زواج ابنه البكر «أحمد»، البالغ من العمر 26 عاماً، وأضاف أنه «كان يريد أن يفرح به»، لافتاً إلى أن شقيقه «شهيد الواجب» لديه 7 أبناء، 4 ذكور، أكبرهم «أحمد»، 26 سنة، وأصغرهم «ريتاج»، 7 سنوات، وأنه يقيم ببندر البلينا، شارع «مدرسة الصنايع»، ويعمل سائقاً بشركة مياه الشرب والصرف الصحي في مركز البلينا بسوهاج .

اتصال من أحد أصدقائه يخبرهم بالحادث 

وعن كيفية معرفة الحادث، قال إنه تلقى اتصالاً من احد أصدقاء شقيقه، يخبره بحدوث انفجار اسطوانة كلور في محطة مياه بقرية «برديس»، ليهرع وأخوته وأبناء شقيقه وزوجته إلى القرية، حيث وجدوا سيارة إسعاف تنقل شقيقه للمستشفى، وأضاف أن آخر ما سمعه من شقيقه الراحل قوله: «نصي التحتاني مش حاسس بيه»، نظراً لانفجار اسطوانة الكلور بوسط جسده تماما، وتم نقله إلى مستشفى سوهاج الجامعي، ثم تم تحويله إلى مستشفى سوهاج العام، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثراً بإصابته.

لحظة معرفة موت شقيقة وانهياره

وفور وصولهم لمستشفى سوهاج العام، فوجئ بوجود أحد أصدقاء شقيقه يبكي في استقبال المستشفى، وقد اختنقت الكلمات في حنجرته، لتختلط بدموعه التي انهمرت من عينيه، وتابع بقوله: «صرخت وقولتله أوعى تقول اللي في بالي، راح قالي شد حيلك، جريت زي المجنون على أوضة الاستقبال، لقيته ميت على السرير»، لتبدأ بعدها إجراءات النيابة والتحقيق، حتى صدور تصريح الدفن ظهر اليوم.

وتسبب الانفجار في إصابة اثنين من العاملين وإحدى المواطنات، كانت تمر بجوار محطة المياه، أثناء الحادث، بحالات إغماء، وتم نقلهم إلى مستشفى سوهاج العام، وإجراء كافة الفحوصات اللازمة وتعافيهم، وخروج اثنين بينما الثالث ما زال تحت الملاحظة.

شركة مياه الشرب تقدم تعازيها لشهيد الواجب 

وتقدمت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج بخالص المواساة والعزاء إلى أسرة المتوفي، الذي وصفته بـ«شهيد الواجب والعمل»، كما أعربت عن تمنياتها بسرعة تعافي وشفاء المصابين.

ومن جانبه، قدم «حشمت» الشكر للمهندس محمد صلاح الدين عبد الغفار، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة سوهاج، على تعازيه لأسرة شقيقه الراحل، حيث حضر العزاء برفقة وفد من الشركة، وقدموا تسهيلات بالإجراءات، باعتبار أن شقيقه سقط «شهيداً للواجب».

ووصف «حشمت» شقيقه بأنه «كان صواماً قواماً»، وأضاف: «كان بيحب بيته وشغله، من البيت للشغل، وفي حاله، حتى أصحابه قليلين، علشان في حاله وبيحب يساعد الكل»، واختتم بقوله: «الله يرحمه مات شهيداً».


مواضيع متعلقة