منتجو القمح والدواجن
- إطلاق نيران
- البحث الجنائي
- بنى سويف
- بني سويف
- جثة هامدة
- حاجر بنى سليمان
- ضبط الجناة
- طلقات نارية
- قتل مساعد شرطة
- قوات الامن
- إطلاق نيران
- البحث الجنائي
- بنى سويف
- بني سويف
- جثة هامدة
- حاجر بنى سليمان
- ضبط الجناة
- طلقات نارية
- قتل مساعد شرطة
- قوات الامن
العنوان هنا تنقصه كلمتان خفيفتان، ليصبح جملة خبرية مكتملة، لكن الكلمتين الناقصتين حائرتان بين كفتى «النعيم» و«الجحيم»، وهما كفتا ميزان تعصف به أهواء حكومية وتجارية.
كفة الحكومة، كيّالها وزير التموين الذى تعلن وزارته رسمياً عن استيراد قمح أقل جودة من القمح المصرى بكثير، وبسعر يزيد على قمحنا بنحو 500 جنيه للأردب، لا لشىء سوى أن «بنت الجيران عوراء»، أو زامر الحى «دمه ثقيل»، فيصاب أبوالعروس بالكآبة، والزامر «الحِلِّى» بالموت كمدا.
أما الكفة الثانية فكيّالوها تجار تمرسوا فى لعبة «البيضة والحجر»، فلا يتركون ناصية فى مولد شعبى أو مسرح فى مهرجان كبير، دون أن يؤدوا عليها عروضهم الاستعراضية، فتارة يتقدمون قوائم مُصدرى الفواكه، وتارة يزينون رأس قائمة كبار المستحوذين على الأراضى الصحراوية، وما بينهما من تارات عديدة يقفون كالبارونات فى سوق منتجى بيض المائدة، ويجاهرون بقدراتهم على تكسير عظام المنتجين الصغار، حتى يرفعوا قمصانهم الداخلية استسلاماً وإفلاساً، لتخلو للمزايدين ساحة المعركة.
معالى وزير التموين لا يزال يندد ويهدد بقطع المدد عن الفلاحين الذين يعجزون عن توريد 12 أردب قمح لكل فدان هذا الموسم، ولعله لا يعلم أن الحصر الكلى يضم ما لا يقل عن 400 ألف فدان تمت زراعتها بالقمح منتصف يناير وفبراير، بعد عروة بطاطس نيلية، وقد لا تصل الإنتاجية إلى سقف 4 أرادب للفدان، وكانت زراعتها بهدف توفير علف الماشية، وليس طمعاً فى الحبوب التى تتعمد الحكومة تغييب سعرها عادة.
أما بارونات الفواكه والبيض والأراضى الصحراوية، فقد فاجأوا المصريين بافتتاح منافذ خاصة ببيع بيض المائدة بسعر 45 جنيهاً للطبق، وهو سعر يقل عن التكلفة الحقيقية من 13 - 15 جنيهاً، وهذا هو الحرق الذى كثيراً ما سمعنا عنه فى دنيا السلع المعمرة والسيارات للمتعثرين الذين يشترونها بالتقسيط، ويبيعونها «كاش» بالخسارة، لسد فجوة تنتهى بفجوات أوسع.
معالى وزير التموين مُصر على الترويع العقابى، بدلاً من الترغيب التحفيزى للمزارعين، الذين يمكن أن يكتفوا بألف جنيه فقط للأردب، أى بما يقل نحو 400 جنيه عن سعر الأردب المستورد الأقل جودة، مع التنويه بالإشادة بوطنيتهم، ونعتهم بأنهم «جنود خُضر» لا يقلون قيمة عن جنود حماية أرضنا وسمائنا فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تعصف بالكرة الأرضية.
أما كيّالو البيض والرمال والفواكه، فلهم من الله ما يستحقون، بحق تكسير عظام صغار منتجى البيض، الذين يصرخون منذ أكثر من عامين مضيا، بسبب تراجع سعر البيع عن تكلفة الإنتاج، ما أعاق تجديد قطعانهم، وتسبب فى بيع الدجاجات البياضة لحماً بخساً يضر بالمنتجين، ولا يُشبِع الآكلين.
منتجو الخبز والدواجن إذن فى جحيم، وليس من الشطارة أن نُغِل أياديهم، فتنتشى شبكات تواصل المستوردين، لاستثمار استثناء البنك المركزى فيما يخص فتح الاعتمادات المستندية للسلع الغذائية، وهنا يحدث الإغراق لا محالة، فيبور الحرث، ويجف الضرع، ونضرب الخدود ونحن نرصد أسعار البيض السائل والمسحوق المستورد فى العلب والأكياس على أرفف المحلات، بدلاً من الطبق التقليدى الذى أوسعناه تنكيلاً، ودعونا عليه بأن «يمشش» فى غفلة العوز وقلة الحيلة.