واشنطن بوست: كيف فاز ماكرون على اليمين المتطرف رغم إحباط ناخبيه؟

واشنطن بوست: كيف فاز ماكرون على اليمين المتطرف رغم إحباط ناخبيه؟
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إيمانويل ماكرون قد أصبح أول رئيس فرنسي منذ عقدين يفوز بولاية ثانية، ما عرقل أحزاب اليمين المتطرف والتي كان من الممكن أن تقلب أوروبا رأساً على عقب، حيث حصل ماكرون على 58% من الأصوات وفازت لوبان بنسبة 42% في النتائج الأولية المتوقعة التي نشرتها هيئة الإذاعة العامة الفرنسية.
استقرار الاتحاد الأوروبي
وأضافت الصحيفة أن انتصار ماكرون يوفر لفرنسا خمس سنوات أخرى من الاستقرار السياسي في الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة، والذي عانى من سنوات من التحديات من الشعبويين اليميني المتطرف، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة الهجرة، والآن الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث تمثل فرنسا وألمانيا ركائز الكتلة، وكان صناع القرار في عواصم القارة يراقبون الانتخابات بقلق.
أفضل نتيجة لليمين المتطرف
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من الهزيمة الواضحة لوبان، فإن توقعات اليوم كانت أفضل نتيجة حصل عليها اليمين المتطرف على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفوز لوبان، 53 عاما، كان من شأنه أن يضع الاتجاه الشعبوي المناهض للهجرة الذي أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أوروبا كانت تخشى من رئاسة لوبان المحتمل
خشى بعض القادة الأوروبيين أن تؤدي رئاسة لوبان إلى بدء تفكيك المؤسسات الغربية، خاصة أثناء اندلاع الحرب في أوكرانيا التي وحدت القادة الأوروبيين إلى درجة غير عادية، وكان فوز لوبان في الجولة الأولى قد أرسل موجة صادمة عبر الناتو وعرض تدفق الأسلحة الفرنسية إلى كييف للخطر.
هل صوَّت الفرنسيون لـ ماكرون تأييدا له أم كرها في لوبان؟
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لماكرون، سيكون السؤال الرئيسي هو ما إذا كان معظم الأشخاص الذين صوَّتوا له اليوم يدعمون برنامجه، أو ما إذا كانوا قد صوَّتوا له فقط لمنع فوز لوبان، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يواجه فترة ولاية ثانية أصعب، تتميز بالمقاومة في الشوارع وفي البرلمان، والتي قد تزيد من استقطاب البلاد وتشجع هامش السياسة الفرنسية.
ونقلت الصحيفة عن فينسينت ماريني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيس، أن السؤال الآخر هو هل سيسمع ماكرون الشعور بالضيق السائد في الناخبين الفرنسيين ويستجيب له؟ و هل سيكون قادرًا على التغيير؟
ماكرون خيب آمال بعض مؤيديه لكن لوبان فشلت في إقناع الناخبين أنها الأفضل
وخلصت الصحيفة إلى أن ماكرون لقد خيَّب ماكرون آمال بعض مؤيديه من خلال الدفع من خلال التخفيضات الضريبية للأثرياء، وكذلك كونه أقل طموحًا مما يأمله البعض بشأن تغير المناخ، والتعامل مع الهجرة بشكل صحيح، وفي غضون ذلك، حققت لوبان بعض النجاح في تعديل صورتها وإدخال حزبها إلى التيار الرئيسي، وكان لتركيزها على قضايا الخبز صدى لدى الناخبين أيضًا، لكن لوبان فشلت في إقناع الفرنسيين بأنها أفضل مرشح لمعالجة تلك المشاكل.