«إنقاذ أوروبا من التفكك».. ماذا يعني فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية؟

كتب: إيمان رحيم

«إنقاذ أوروبا من التفكك».. ماذا يعني فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية؟

«إنقاذ أوروبا من التفكك».. ماذا يعني فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية؟

يبدو أن فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالغ الأهمية، ليس فقط لأوروبا بل أيضا لجهود الولايات المتحدة نحو توحيد مواقفها مع أوروبا، فعلى الرغم من الأزمات السياسية التي شاهدها ماكرون خلال ولاية حكمه الأولى، إلا أن ذلك لم يقلل من تواجده خلال العديد من الأزمات الدولية أو يقلل من شعبيته، ومع انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بفوز ماكرون، يبقى السؤال الأهم، «ماذا يعني فوز ماكرون بالانتخابات؟».

جاءت النتائج النهائية تؤكد ما ذهبت إليه استطلاعات الرأي بتحقيق ماكرون فوز مريح على لوبان، حيث تفوق عليها بـ58.2% من الأصوات مقابل 41.8% للوبان، في انتخابات جرت بنكهة انتخابات الرئاسة 2017.

التخلص من مارين لوبان

وخاض الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون اليوم الأحد، جولة جديدة من الانتخابات الرئاسية أمام منافسته الوحيدة زعيمة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذي يثير قلق أوروبا والغرب، ففوز لوبان يعني أن يكون لبوتين يد كبرى في أوروبا، ولذلك كان الغرب يتمنى فوز ماكرون، حتى يتم التخلص من لوبان التي أعلنت بكل صراحة عن عزمها اتباع سياسة مخالفة تماماً للسياسة التي اتبعتها فرنسا على مدى أجيال.

وبحسب صحيفة «اندبندنت» البريطانية، فبنجاح ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيضمن الغرب بقاء فرنسا في حلف شمال الأطلسي، حيث أعلنت لوبان في تصريحات سابقة، عن سحب القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي من هيكل القيادة المتكامل للحلف، حتى لا تقع باريس في صراعات ليست لها.

ضمان لأوروبا بعدم استغلال فرنسا حق الفيتو ضدها

كما أدى نجاح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى ضمان ألا تستغل فرنسا حقها في الفيتو، لعرقلة القرارات التي تتُخذ بالإجماع في الاتحاد الأوروبي، فضلا عن ضمان استمرار السوق الأوروبية الموحدة، حيث سينقذ ماكرون العلاقات التجارية الأوروبية من قرار لوبان بتعيين وكلاء للجمارك لفحص البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي بدعوى مكافحة الاحتيال، الأمر الذي من شأنه تدمير العلاقات.

كما يحمل فوز الرئيس ماكرون بالانتخابات الرئاسية، علامات ارتياح في بروكسل وواشنطن، كونه حمل لواء الوسطية الراديكالية في أوروبا خلال فترة ولايته الأولى، كما سيضمن الغرب وجود تقارب أكبر في السياسة الخارجية والدفاعية بين دول الاتحاد، وهو المبدأ الذي يعمل ماكرون عليه منذ توليه رئاسة الاتحاد.

وعلى الرغم من فشل محاولاته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن إعادة اختياره رئيسا لبلاده مجددا يعني أن أوروبا لم تتأثر بتلك الحرب، وستنهي أي شكوك حول الانقسام بين كيانات الاتحاد.

وفي سياق آخر، ستستفيد الولايات المتحدة كثيرا من انتصار ماكرون على منافسته لوبان، كما ستضمن بقاء فرنسا في الدور الذي رسمها له الغرب كمفاوض وسطي وهو الدور الذي اتبعه ماكرون في الفترة الأخيرة.

ومحلياً، يخطط الرئيس الفرنسي المنتخب لولاية جديدة، إلى مضاعفة  إصلاحات السوق الحرة التي نفذها خلال فترة ولايته الأولى، وعلى رأسها زيادة الحد الأدنى لسن التعاقد، كما تعهد بإضافة بعض مزايا الرعاية الاجتماعية، والتي سيجعلها مشروطة بساعات تدريب تصل إلى 20 ساعة.

كما يعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بتفعيل قانون التأمين ضد البطالة، الذي يضمن ما يصل إلى ثلثي رواتب العمال لمدة عامين إذا فقدوا وظائفهم،  بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.


مواضيع متعلقة