صدمة لعشاق مسلسل أرابيسك: الصنايعية هجروا خان الخليلي.. والمهنة محفوظة في دور العبادة

كتب: سحر عزازى

صدمة لعشاق مسلسل أرابيسك: الصنايعية هجروا خان الخليلي.. والمهنة محفوظة في دور العبادة

صدمة لعشاق مسلسل أرابيسك: الصنايعية هجروا خان الخليلي.. والمهنة محفوظة في دور العبادة

«وينفلت من بين إيدينا الزمان.. كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان».. كلمات كتبها الشاعر الراحل سيد حجاب لتتر مسلسل «أرابيسك»، تُعبر عن تفاصيل الواقع الذى تعيشه منطقة «خان الخليلى»، التى شهدت تصوير أحداث العمل بعد ما يقرب من 30 عاماً من عرضه، تبدّل الحال واختلفت الملامح وتغيّرت مهنة الأرابيسك، وكذلك «صُنّاعها».

الصنايعية هجروا «خان الخليلى»

تحتفظ الحارة ببعض الذكريات المتجسّدة فى صورة الفنان صلاح السعدنى مع صاحب الصنعة الأصلى «على حمامة» تُزين يافطة المحل الذى كان يحمل اسم «المحروسة» خلال أحداث المسلسل، فتشعر كأنك عُدت إلى الوراء، تتذكر تفاصيل «الحدوتة» التى كان بطلها «حسن أرابيسك»، الذى ورث المهنة عن أجداده، يُحييها بموهبته ويدافع عنها بروحه كما يفعل الحاج على محمد، الشهير بـ«على حمامة»، الذى يروى تفاصيل لقائه الأول مع المؤلف أسامة أنور عكاشة حين كان يبحث عن ديكورات مناسبة لتصوير العمل، وبرفقته الفنان القدير صلاح السعدنى والفنان أبوبكر عزت، وفوجئ بأن قصته تشبه السيناريو المكتوب للبطل، فجلس معه لساعات طويلة، وبدأ يسأله عن تاريخ المهنة وتفاصيلها.

يحكى الرجل الستينى أن المؤلف كان مهتماً بتاريخ المهنة، بينما كان تركيز الفنان صلاح السعدنى على الشخصية وطريقة كلامها ومصطلحاتها وانفعالاتها وتعاملاتها مع الصنايعية والزبائن: «كان بييجى يقعد معايا بالساعات من أول النهار لآخره، ويقول لى مالكش دعوة بيّا تعامل عادى كأنى مش موجود، ويبدأ يراقب كل حاجة لحد ما شرب الشخصية وقدّمها على الشاشة بشكل رائع، وظهر فى شرحه لشغل الفيلا».

يقول إنه بالفعل ورث المهنة عن أجداده كما جاء فى أحداث العمل، وصنع جد جده «الكرسى»، الذى ظهر فى بعض الحلقات، وكان يحمل قيمة فنية وتراثية كبيرة، مشيراً إلى أنه لا يزال محتفظاً بما تبقى من تاريخ أجداده وصنعتهم التى تفرّدوا بها فى الوطن العربى، يجلس داخل المحل ووراءه بعض الصور لأبيه وأجداده كما كان فى العمل، لافتاً إلى أن مهنة الأرابيسك محفوظة بدور العبادة: «طول ما فيه مساجد وكنايس بتتبنى، المهنة هتفضل موجودة علشان بيعتمدوا عليها، بشكل كبير ودى نعمة من ربنا».

بعد مرور أكثر من ربع قرن على أحداث المسلسل، الذى عُرض فى رمضان 1994، لا يزال الناس ينادون «على حمامة» بـ«أبوكيفو»، اللقب الذى اشتُهر به الفنان صلاح السعدنى أو حسن أرابيسك خلال الأحداث، ويقول مازحاً: «كنت شبه الشخصية فى حاجات كتيرة، زى الشهامة والوقوف جنب المظلوم، لأننا عيلة ليها اسم وتاريخ وسمعة كويسة فى المكان، بس ماكانش ليا شلة الأنس بتاعة حسن».

ويرى «على حمامة» أن المهنة كان لها عصر ذهبى، ومع مرور الوقت قلّ الإقبال عليها، بسبب التطور التكنولوجى، وغلاء الخامات، وعدم إقبال الأجيال الجديدة على تعلم الصنعة: «دلوقتى كله عايز الحاجة السهلة اللى تجيب فلوس بسرعة، ودى مهنة محتاجة لصبر أيوب».


مواضيع متعلقة