بريد الوطن.. كاد المعلم أن يكون رسولاً

بريد الوطن.. كاد المعلم أن يكون رسولاً
لقد وُجد التعليم منذ أن وجد الإنسان على هذه البسيطة، والتعليم هو حجر الأساس الذى تقوم عليه المجتمعات وتزدهر، والمعلم بمثابة القائد التربوى الميدانى الذى يخوض معركته ضد الجهل والتخلف، فهو يحقق الانتصار، وهو الذى يكون سبباً فى الهزيمة، وأن دور المعلم فى بناء الإنسان لا يستطيع أن يتجاهله أحد، فإنه يترك آثاراً واضحة على المجتمع كله وليس على أفراد منه فحسب، وهو لا يدرس لطالب واحد فقط، وإنما للعشرات وهو بهذا يمر على مئات التلاميذ خلال يوم واحد من أيام عمله، فهو مرشد ومُربٍ وقدوة ومثلٌ وناصح أمين وصديق حميم ومبدع وحافز على الإبداع، وخبير وبانى مجتمع! وبناءً على ذلك نستطيع القول إن المعلم يجب أن يكون بمثابة الموجه الحازم للتلميذ والمرشد الهادى الذى يوجهه إلى ما فيه الخلق والسلوك الاجتماعى القويم، كما أن المعلم محط أنظار التلاميذ الذين تبقى عيونهم شاخصة إليه طوال الوقت الذى يقضيه بينهم، ولذلك كان واجب المعلم أن يهتم بمظهره وسلوكه وطريقة تعامله مع مَن حوله، وأن يكون صادقاً مع نفسه ومع طلابه وأن يكون قدوة لهم، ولا يناقض قوله فعله، فكيف يتحدث المعلم عن أضرار التدخين مثلاً وبعد ذلك يشعل الدخان وينفثه فى وجوه تلاميذه فى فناء وطرقات المدرسة، أو كيف تتحدث المعلمة عن ظاهرة الأعمال الفنية الهابطة، وبعد ذلك ترقص وتغنى أمام تلاميذها؟
وما على المعلم إلا أن يتحلى بأدب الأنبياء والرسل الأطهار الذين بذلوا جهدهم ليتعلم الإنسان كمال الأخلاق والصفات الحميدة من أجل خلق جيل متقدم حضارياً متسلح بالعلم والأخلاق!
يوسف القاضى- مدير مدرسة بالمعاش
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com