برنامج حياة كريمة.. قيمة مضافة!
توقفت منذ فترة ليست بالقصيرة عن مشاهدة برامج التلفاز التى تعتمد على وجود كاميرا مختفية فى مكان ما لرصد ردود فعل الضيف تجاه مواقف تبدو غريبة.. والتى يظل برنامج الكاميرا الخفية هو الأب الروحى لها والأقرب لقلبى مهما تطور الأمر أو تضخم حجم الإنتاج..!
الأمر قد اختلف فى رمضان هذا العام.. فقد وجدت بالصدفة برنامجاً من هذا النوع ولكنه يحمل تيمة مختلفة.. ففيه يطلب مقدم البرنامج المساعدة من أحد الأشخاص العاديين ليرصد حجم الخير الموجود لدى المصريين.. ثم يكشف له شخصيته فى نهاية الحوار بأنه أحد أعضاء فريق مؤسسة حياة كريمة.. ليحقق له طلباً أو حلماً أو يقدم له مساعدة يحتاجها الضيف..!
البرنامج يعد فى رأيى أفضل برامج رمضان هذا العام دون شك.. فبمعزل عن كونه دعاية صريحة لأحد أهم مشروعات الدولة المصرية الجديدة وهو مشروع حياة كريمة.. فالبرنامج يحمل لمسة إنسانية دافئة للغاية.. لمسة تجعلك تبتسم دون أن تدرى وأنت تشاهد البسطاء وهم يمدون يد المساعدة بكل ما يملكون بالرغم من احتياجهم الشديد.. لمسة تجعلك تطمئن أن هذا البلد ما زال يحمل الكثير من الخير بين أهله وإن ظن البعض أن الأمر لم يعد كذلك..!
لا يمكن فصل البرنامج عن تلك المبادرة الرائعة.. فما تقدمه «حياة كريمة» فى قرى ونجوع مصر يعد حدثاً غير مسبوق ربما عبر تاريخ الدولة المصرية بأكمله..!
إحدى السيدات الفضليات التى كانت تسهم فى صنع بعض الصدقات الجارية كأسقف المنازل ووصلات المياه بالقرى الفقيرة أفصحت أنها لم تعد تجد فرصة لما كانت تفعله.. وأن مشروع «حياة كريمة» أصبح يفعل كل شىء تقريباً ويسلم الناس منازل كاملة التشطيب وفى زمن قياسى..!
الخبرة نفسها بلغتنى من مصادر أخرى لبعض المساهمين فى أعمال الخير كتوصيل المياه النظيفة أو الصرف الصحى فى بعض القرى بصعيد مصر.. مما يشى أن الأمر قد أصبح حالة عامة لمسها الجميع بالفعل..!
المبادرة تبدو خياراً استراتيجياً لوطن يخوض معركته الأكبر لإعادة بنائه من جديد.. فى ظل تحديات أقل ما يقال عنها إنها غير مسبوقة فى تاريخه.. فالمعركة اليوم تتخطى حاجز العدو الظاهر إلى ما هو أبعد وأكثر خطورة.. إنها معركة ضد كل الأفكار الهدامة التى تروج أن الدولة لا تنظر إلا للعاصمة وحدها.. وأن من يبحث عن الفقر سيجده فى أعماق القرى -وهو أمر صحيح إلى حد كبير- لا فى شوارع القاهرة.. تلك الأفكار التى تاجر بها الكثيرون عبر عقود ليضربوا شروخاً فى علاقة الدولة بالمواطن.. واستغلوا تلك الشروخ فى خلق بيئة سمحت لنموهم الشيطانى بين الناس!
أيضاً لا يمكن الحديث عن هذا البرنامج الجميل دون أن نذكر بالخير هذا المذيع الشاب الذى يقدمه.. فهو يمتاز بأنه هادئ رصين يحمل ملامح قريبة الشبه منا جميعاً.. لا يعتمد على تاريخ إعلامى ولكنه نجح أن يجتذب المشاهدين من أمثالى بصدقه وحديثه القريب للقلب مع أبطاله.. أبطال حياة كريمة..!
البرنامج يعد خير ما يعبر عن تلك المبادرة التى أعتقد أنها أفضل إنجازات الدولة المصرية بعد القضاء على فيروس «سى».. وأفضل ما تقدمه القنوات الفضائية فى هذا الشهر الكريم.. أو هكذا أعتقد..!