«وسويسة» العروس في سوهاج تبدأ من 25 لـ50 ألف جنيه: 100 حمامة وبط ورومي
«وسويسة» العروس في سوهاج تبدأ من 25 لـ50 ألف جنيه: 100 حمامة وبط ورومي
«50 جوز حمام، و2 ذكر رومي، و10 ذكر بط، والعديد من صواني المكرونة بالبشاميل والكفتة والكبدة والفطير باللحم المفروم»، إنها ليست وليمة لأكثر من فرد، وإنما وجبة عشاء العروس فى محافظة سوهاج أو مايعرف بـ «الوسويسة».
50 ألف جنيه لعشاء العروسين
يشترط على العريس فى قرى مركز ومدينة سوهاج دفع ما بين 30 إلى 50 ألف جنيه لأجل وجبة عشاء العروس، التي تكون بجانب وجبة ليلة الزفاف، وتضم مخبوزات الزفاف من «البسكويت والبتي فور والناعم والغريبة» والتي يعدها أهل العروس وتعرف في الصعيد بـ«خبيز العروسة».
25 ألف جنية لعشاء «ونينة الشرقية والغربية»
ولكل قريه تقليدها الخاص بالعشاء، إذ قالت أسماء محمد من قريه ونينة الغربية بمركز سوهاج، لـ«الوطن»، إنه يشترط لوجبة عشاء العروس أن تكون بقيمة 50 ألف جنيه، بينما قرية ونينة الشرقية المجاورة لها لا يتعدى العشاء 25 ألف جنيه.
طقوس عشاء العروس في مدينة سوهاج تخالف القرى
بينما قالت مروى حمدي، من أهالي مدينة سوهاج، إن أهل العروس يتكفلوا بالعشاء داخل مدينة سوهاج ولا يساهم العريس به: «عيب فى حقنا العريس يجيب الأكل كفايه عليه مصاريف الفرح».
وهو ما يحدث أيضا في مركزي طما وطهطا كما، وفقا لأمنية سالم، من مدينة طما، إذ أن العريس لا يساهم بالعشاء سوى بذبيحة هي من الضاني أو الماعز يهديها للعروس قبل الزفاف لأجل تلك الوجبة بعد إضافة أهلها للحمام والبط والرومي: «عشاء العروسة من بيت ناسها وكل حد على حسب مقدرتة وقيمته».
مركز وقرى المنشاة يختلف كل منهما عن الأخر
وكذلك الحال أيضا في مدينة المنشاة، إذ ذكرت سارة المنشاوي، أن عشاء العروس حاليا يعده أهل العروس وعادة يتكون من 4 جوز حمام ديك رومي وكفته وبشاميل وجوز فراخ، بينما كان يتكفل به سابقا العريس فى حدود 10 ألاف جنيه، ولكن ما زالت قرى المنشاة تفرض أكثر من 40 ألف جنيه على العريس للعشاء.
«العلبة» هدية إجبارية للعروس بالمراغة وجهينة
فيما أضافت علياء السيد، من مركز المراغة، أن مركزي المراغة وجهينة يتشابهان تقريبا، إذ يصل العشاء فى قرى المركزين إلى 30 ألف جنيه يدفعها العريس بالإضافة إلى العلبة وهي تتراوح بين 40 لـ70 ألف جنيه، تُعطى للعروس كهدية من العريس منفصلة عن العشاء والذهب: «فلوس لشرائها لوازمها».
أخميم ما زالت تحتفظ بحق الرباية
بينما ذكر شريف أحمد، من قرية الصوامعة بمركز أخميم، أنه بجانب العشاء يشترط على العريس دفع مايعرف بـ«حق الرباية»، وهو يتراوح ما بين 15 و20 ألف جنيه يأخذها والد العروسة لتربيتة ابنته تربية صالحة، كهبة وهدية من العريس لا علاقة لها بالشبكة أو العشاء، كما تتمسك بتلك العادة أيضا قرية الصوامعة وبعض القرى والنجوع المجاورة لها حتى الآن.
قسمة العدل بعشاء العروسة بينها وبين والدة العريس
وعن تقسيم عشاء العروسة، قالت أسماء أحمد، من مركز أخميم، إنه يقسم عشاء العروس بين العروسة التى تأخذ نصيب الأسد بما لا يقل عن 30 جوز حمام يوزع العريس معظمه على أصدقائه يوم الزفاف: «بعد الزفة محدش بيمشى غير لما بياخد من العريس حمام الوسويسة».
بينما الجزء الأقل يكون من نصيب والد العريس، إذ يعد عشاء خاصا لها ما بين 15 و20 جوز حمام يتم توزيعه على الأقارب وأشقاء العريس، إذ يحصل كلا منهم على 3 أجواز من الحمام، بالإضافة لمخبوزات الزفاف الذي يحصل فيه والده العريس على النصيب الأكبر ليتم توزيعه على الأقارب عند مجاملتهم لها ونقوط العريس، فضلا عن إعداد العديد من صواني الحلوى مثل البسبوسة والمخروطة والكيكة وكذلك الفطير الفلاحي يوم الصباحية لتوزع أيضا بين العريس ووالدته وأخوته.
إعداد العشاء مهمة أشقاء العروس
وفيما يخص إعداد العشاء، تابعت «أسماء» أن تلك المهمة تتولاها العروس ةوالدتها وأخوتها وخالاتها وعماتها طوال نهار الفرح، ثم تقوم شقيقتها أو والدتها فقط بإيصال العشاء إلى شقه العروس، بينما فى المدينه يتحكم الطقس فى ذلك: «على حسب الجو العشاء بيروح معانا القاعة بالشتاء والصيف بنودية من المغرب شقة العروس»، لكن نصيب والدة العريس دائما يصل إليها قبل حفل الزفاف: «عشان بيتعشى منه الضيوف الغريبة واللى بيستنوا الوسويسة مخصوص بالعشاء».
عدد من أهال سوهاج يرفضون تلك التقاليد
ورغم انتشار تلك العادات والتقاليد بصورة كبيرة في سوهاج، إلا أنه يرفضها البعض حديثا، ويكتفوا فقط بوجبه عشاء «تيك أواي» وشراء مخبوزات، وقال أحمد أبو زيد، من مركز سوهاج، رفضت دفع 50 ألف عشاء ووافقت إضافتها للذهب: «لكن مش هأكل الناس بـ50 ألف أنا أولى بيهم فى بيتي أو بالذهب لأنه فى بيتي بردو»، ويتفق معه صلاح هشام، من مركز المراغة، الذي أبدى ارتياحه لزواجه خلال فترة تفشي جائحة كورونا ما مكنه من توفير ثمن العشاء: «دفعت بس 3 ألاف جنية ثمن عشاء ليا وليها وباقى الـ40 ألف عملت للعروسة وديعه بالبنك».
