الأزهري: زبيدة بنت جعفر أقامت مشروع مياه شرب بمكة بـ6000 كجم من الذهب

كتب: شريف سليمان

الأزهري: زبيدة بنت جعفر أقامت مشروع مياه شرب بمكة بـ6000 كجم من الذهب

الأزهري: زبيدة بنت جعفر أقامت مشروع مياه شرب بمكة بـ6000 كجم من الذهب

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إنّ السيدة زبيدة بنت جعفر الأكبر ابن الخليفة المنصور زوجة هارون الرشيد، عندما رحلت من بغداد إلى الحرمين الشريفين ومكة المكرمة قاصدة الحج والزيارة وأداء المناسك في سنة 167 هجريا، هالها واستوقفها ما تراه من مدى معاناة الناس والحجيج وسكان مكة المكرمة في طلب الماء، حتى بلغ من شُح الماء، أن كوب الماء كان يباع بدينار، أي بأكثر من 4.5 جرام ذهب.

وأضاف «الأزهري» خلال برنامج «يحب الجمال» مع الإعلامي أحمد الدريني، المذاع على فضائية DMC: «لم تكتفِ بتوفير مياه في الحال وترجع، بل بلغ من بعد نظرها، أن تجد حلا طويل المدى، فأعربت عبقريتها عن نفسها من البدايات وبواكير عمرها، وكانت مكة المكرمة تستقي المياه بيسر ببركة هذه السيدة».

وتابع مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أن ابن الجوزي قال عنها إنها كانت معروفة بالخير والإنفاق على العلماء والفقراء، ولها آثار كثيرة في طريق مكة والمدينة والحرمين، وساقت الماء من أميال حتى غلغلته ووقفت أموالها على عمارة الحرمين«.

عبقرية السيدة زبيدة

وأشار إلى أن عبقريتها في هذا الأمر تكمن في أنها دعت خازن بيت المال، أي المسؤول المالي في مكتبها كزوجة الخليفة، وأمرته أن يحضر المهندسين والعمال من أطراف الأرض ومن أقاصي البلاد، وأن يفكروا في حل جذري للشعاب والوديان التي تجمع فيها مياه الأمطار من كل أطراف الحرم ولو على بعد كيلو مترات، وعمل شبكة قنوات معقدة جدا مع نسبة ميل في الأرض يجعل المياه لا تحتاج إلى مضخات رفع، وقال للخازن اعمل ولو كلفتك ضربة الفأس دينارا «تعاملت مع الأمر بسخاء هائل، وَجود لا مثيل لها، وتكلف المشروع عند تمامه وإكماله 6000 كجم ذهب وبلغ طول المشروع 40 كم».

تفاصيل المشروع

وأردف: «نتحدث عن شبكة عجيبة الحال من القنوات والسدود والجسور والخرزات والقناطر العالية، مع قنوات فرعية يتجمع فيها الماء حتى يتدفق إلى مكة، وعشرات الفتحات والأحواض الفرعية لسقيا المناطق وعيون لسقيا الطيور، وخلال المشروع جرى الحفر في الجبال الصلبة والصخور الصماء والتشييد والبناء عبر مرتفعات ومنخفضات، مع ميلان محسوب حتى تحرك قوة الجاذبية الماء إلى مكة دون مضخات ولا روافع».


مواضيع متعلقة