«محمد» يستخدم سيارة لعرض الملابس المستعملة للفقراء: فرحتهم بالدنيا

كتب: إنجي الطوخي

«محمد» يستخدم سيارة لعرض الملابس المستعملة للفقراء: فرحتهم بالدنيا

«محمد» يستخدم سيارة لعرض الملابس المستعملة للفقراء: فرحتهم بالدنيا

بدا المشهد غريبا للمارة بجوار وزارة الزراعة بمنطقة الدقي، إذ تحولت سيارة قديمة إلى معرض بعد أن تم رص أشكال وأنواع مختلفة من الملابس على «الكبوت» وسطحها وخلفيتها، ولكن بمجرد الاقتراب يعرف المارة السر بعد قراءة الورقة المطبوعة عليها «أي قطعة مجانا»، فالملابس على السيارة الخاصة بمحمد حسين متاحة للمحتاجين وأصحاب الدخول الضعيفة كوسيلة لمساعدتهم على مواجهة معاناة الحياة.

الفكرة بدأت عندما جمع محمد حسين، الشيف الياباني في منطقة الدقي، كمية كبيرة من ملابس أبنائه القديمة للتبرع بها إلى جمعية خيرية ريثما انتهي من العمل، وعندما مر علي شخص محتاج قدمت له بضع ملابس، ورأى الفرحة في عينيه، لذا قرر فتح الحقيبة وتقديم الملابس فيها للناس المحتاجة، ثم طور الفكرة من حيث عرض الملابس على سيارة في الشارع مع طبع ورقة توضح أن الملابس مجانية، والتي لاقت رواجا بين الناس.

«محمد»: أوفر مكان لقياس الملابس المجانية

يعمل «محمد» على توفير مكان للراغبين في قياس الملابس التي أخذوها، وإذا كانوا بلا مأوى نهائيا يوفر لهم حمام ليأخذوا فيه «دش» سريع قبل ارتداء الملابس الجديدة: «أحيانا جامعي القمامة أو الكانزات يقفون أمام السيارة لاختيار قطعة أو اثنين  من الملابس، وعندما أجد الحيرة في أعينهم عن كيفية تجربة الملابس، أعرض مساعدتهم وأصطحبهم إلى أحد العمارات حيث يوجد حمام فى مدخل العمارة لتجربة والحصول على حمام سريع للنظافة ثم يرتدون الملابس التي يختاروها، ورؤية نظرة الشكر والامتنان التي في أعينهم لا تساوي أي مال في العالم».

يرى «محمد» أن فكرة توفير ملابس للمحتاجين في الشارع بدأت بجهود ذاتية، ولكنها سرعان ما حصدت الإعجاب، وبدأ المتبرعون ينهالون عليه بالملابس المستعملة التي لديهم ولكنها ما زالت قابلة للاستخدام، من الجيران أو من المترددين على المنطقة التي أعجبتهم الفكرة: «أحيانا أمر بنفسي على المنازل وأعرف سكانها بنفسي وأطلب منهم لو لديهم ملابس مستعملة قادرين على الاستغناء عنها، حتى لو كانت قطعة واحدة لأنه يساهم فى كساء الفقراء والمحتاجين والمتعففين الذين يحرجوا أن يطلبوا أي مساعدة».

«محمد»: أجوب في الميادين لكي أوفر الملابس للمحتاجين

لا يلتزم «محمد» بتوفير الملابس في منطقة الدقي فقط، وينتقل بالسيارة إلى الميادين المختلفة لكي يضمن وصول الملابس إلى الفئات المستهدفة في مختلف الأماكن: «أنا أقود السيارة وأذهب إلى ميادين بعيدة مثل الحصري والرماية، وهناك أترجل من السيارة ثم أرص الملابس عليها بسرعة وأقف بعيدا حتى لا يحرج منى أحد».

توقف «محمد» عن فكرته لفترة، ولكنه سرعان ما عاد لإحيائها بعد موجة البرد الشديدة التي شهدتها مصر خلال فصل الشتاء الحالي: «في كل مكان هناك غنى وفقير وفكرة مساعدة الناس تدل على تكاتف المجتمع وأننا نشعر ببعضنا البعض، وأتمنى أن يتم تعميم الفكرة بحيث ننشر الطعام ومستلزمات المطبخ التى لا نحتاجها أمام البيوت وفى الشوارع العامة ومن يرغب بها يمكنها الحصول عليه مجانا مادام في حاجة إليها، فالابتسامة والفرحة في عيون المحتاجين وهم يشعرون بأننا بجانبهم ونشعر بهم تساوى كل كنور العالم كله».


مواضيع متعلقة