«الروضة»: تطوير المنازل.. وفرصة عمل لأسرة كل شهيد فى «حادث المسجد»

كتب: محمد مجدى

«الروضة»: تطوير المنازل.. وفرصة عمل لأسرة كل شهيد فى «حادث المسجد»

«الروضة»: تطوير المنازل.. وفرصة عمل لأسرة كل شهيد فى «حادث المسجد»

تغيرت الأوضاع فى قرية «الروضة» فى نطاق مركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء؛ فبعد أن أدميت القلوب قبل قرابة 5 سنوات بعد استشهاد وإصابة 429 مواطناً أثناء أدائهم صلاة الجمعة داخل المسجد، فى حادث يُصنف بكونه من أكثر الحوادث الإرهابية دموية فى التاريخ، لكن الأوضاع تغيرت كثيراً فى تلك الفترة؛ فالهدوء يعم المكان، وتتجول فيه بأريحية كبيرة، مع اهتمام من أجهزة ومرافق الدولة بتوفير الخدمات للأهالى، خاصة بعد نجاح قوات الجيش الثانى الميدانى فى القضاء على «فلول الإرهاب» وساعد فى تحقيق التنمية بأرض الفيروز.

بمجرد دخولك للقرية التى تبعد عن مدينة العريش قرابة 50 كيلومتراً، تجد على يمينك مبنَيَين كبيرين، ولدى اقترابك منهما، تجد أن أحدهما «مقر خدمى» أسسته الدولة لتوفير الخدمات للأهالى، والآخر عبارة عن خزان لمياه الشرب، لتوفير احتياجات الأهالى من المياه.

ثم تدخل القرية، فتجد منازلها فى نمط معمارى واحد، وهو ما قال عنها الأهالى، إنها أعمال تطوير تمت فى المدينة عقب الحادث الإرهابى الغادر؛ حيث كانت المنازل فى أوضاع يُرثى لها، وأغلبها عبارة عن «عشش»، والقليل منها فى وضع جيد، حتى امتدت يد التنمية لها، وأصبح أهاليها يسكنون فى «مبانٍ آدمية»، كما وصفها المواطنون.

وعندما تمر بجوار مسجد المدينة، تجد أن هناك كميناً أمنياً وانتشاراً لرجال الشرطة، لتأمين المدينة ضد أية أعمال غادرة قد تستهدفها، إلا أن الأهالى ذكروا أن الوضع الأمنى مستقر للغاية، وأنهم لم يقابلوا عناصر إرهابية أو تهديداً أو ترويعاً لهم ولأطفالهم منذ أشهر طويلة، وتحديداً منذ الحادث الإرهابى الغاشم.

ثم تسمع بالقرب من مكانك دوىّ غناء، وأصوات لعب وأنشطة، وبمجرد اقترابك منها تجده «مركز شباب شهداء قرية الروضة»، الذى أنشئ بشكل مُطور، وافتتح، بعدما كان مركز الشباب فى القرية قديماً ومتهالكاً، وهو المركز الذى يتجمع بداخله أطفال وبنات القرية، وأغلبهم من «الأيتام»، نظراً لاستشهاد ذويهم فى الهجوم الإرهابى الغادر، ليمارسوا أنشطة، أو يلعبوا كرة القدم أو الكرة الطائرة وغيرها من الأنشطة، بالإضافة لأنشطة الكشافة وغيرها.

ويتذكر مجدى رزق أحمد، أحد سكان قرية الروضة منذ أكثر من 20 عاماً، والذى جاء إليها من محافظة البحيرة، ليعمل معلم خبير رياضيات، أنه تتلمذ على يده الكثير من الطلاب، وأن القرية منذ أن سكنها فى بداية التسعينات تشهد افتتاحات ومشروعات كل فترة، لكن لم تمتد لها يد التنمية بالشكل اللائق، مثلما مدت الدولة يدها لقرية الروضة بعد الحادث الإرهابى الأخير. ولا ينسى «مجدى» الحادث الإرهابى، لأنه كان أحد المصابين فيه، وأنه وباقى سكان القرية ممن نجوا منه يعتبرون شباب وبنات القرية أبناءهم، وزاد اهتمامهم بهم عقب الحادث باعتبارهم «أيتاماً».

كل جهات الدولة جنبنا وبيتعاملوا معانا كأنهم إخواتنا

ويقول إن القرية فى توسع عمرانى كل فترة، وإن جميع الوزارات والمصالح الحكومية اهتمت بالقرية بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أخبروهم، مضيفاً: «حياتنا بتتغير للأفضل، ويقفوا بجوارنا كأنهم إخواتنا وأهالينا».

وعن الأوضاع الأمنية فى القرية؛ يقول إنه عقب الحادث جاءت أعداد كبيرة من قوات الأمن، وتم تأمين القرية بصورة كاملة، لكن الإرهاب كان يحاول أن يقوم ببعض العمليات بشكل غادر فى الظلام، أو أن «يضرب ويجرى»، والآن الفارق كبير جداً جداً، والوضع مستقر وآمن، وهناك كمائن داخل القرية وخارجها لتأمين الأهالى بصورة كاملة، لذا فإنهم يعيشون بكل أمن وأمان حالياً.

ويشير إلى أن بعض الأهالى تركوا القرية عقب الحادث الإرهابى خوفاً على حياتهم، والآن عاد عدد منهم إليها عقب عودة الأمن والاستقرار لها. وتُقدر أعداد المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم فى القرى بشمال سيناء حالياً بما يتراوح بين 15 و20 ألف أسرة، تركت منازلها عقب عمليات إرهابية، وعادت للمنازل عقب استقرار الأوضاع.

موظف: أصبحنا نتحرك فى شمال سيناء بارتياح و«سينا»: خدمات مجانية وتعويضات مجزية للأسر

ويقول سِلمى موسى، من أهالى قرية الروضة وموظف فى الوحدة المحلية للقرية، إن الخدمات مثل الصرف الصحى تم بدء العمل فيها، وتأتى سيارة للنظافة والقمامة، والأمن مستتب، والوضع الأمنى جيد جداً، دون مشاكل، مضيفاً: «نشعر بالأمن والأمان». ويشير إلى أنهم سابقاً كانوا يتخوفون خلال انتقالهم من القرية لمدينة العريش التى تبعد عنهم قرابة 50 كيلومتراً، أو الانتقال لمدينة بئر العبد التى تبعد عنهم نحو 40 كيلومتراً، لكن حالياً «فيه فرق كبير»، مشدداً على أن الأهالى يتحركون بأمن وأمان وارتياح لأى مكان، وهو ما كان مجرد حلم قبل سنوات. ويشدد مواطن آخر من أهالى قرية الروضة على وجود اهتمام كبير بأهالى القرية من جانب الدولة، من حيث الأمن أو الخدمات، لكن الأهالى يرجون المزيد، خصوصاً أن القرية كلها أيتام، مضيفاً: «ممكن الأسرة كاملة يكون فيها راجل واحد أو اتنين». وعن أبرز مطالب الأهالى، يقول إن الوحدة الصحية بالقرية بها طبيب واحد، يأتى لعدة أيام من «الوادى»، ثم يأخذ إجازة لنفس الفترة تقريباً، ومن ثم يريدون دعم القرية بطبيب آخر.

مصاب: لم نشهد اهتماماً من قبل مثلما يحدث الآن

وتقول سينا محمد، المسئولة عن التنسيق بين الدولة وأهالى القرية بخصوص ملف الشهداء والمصابين فى قرية الروضة، إن القرية فيها 309 شهداء، و120 مصاباً، وكانت القرية تعيش فى حالة من الرعب والخوف، لكنها الآن تنتقل لـ«الأمن والأمان». وتضيف «سينا» أن وزارة العدل سهلت الأمور المتعلقة بخدمة الأهالى والأوراق بقيادة مستشار يُدعى محمد منير، وكذلك المجلس القومى للمرأة، والجمعيات الأهلية، ووزارة التضامن الاجتماعى، وتم صرف التعويضات التى صدَّق عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بواقع 200 ألف جنيه لكل شهيد، حتى لو الأسرة بها أكثر من شهيد، ومستحقات المصابين حسب نسبة الإصابة والعجز.

إنشاء «مجمع خدمى» لتنسيق خدمات الأهالى ومركز شباب وتطوير طرق وخزان مياه ومشروع الصرف الصحى

وتشير إلى رفع كفاءة منازل القرية كاملة وتوابعها بالكامل بواسطة جهاز التعمير بوزارة الإسكان، وتم رفع كفاءة المنازل بواسطة مؤسسة مصر الخير، وعمل مركز الشباب ضمن جهود التعمير، وخزان المياه، ومجمع خدمى، ويجرى العمل فى مشروع الصرف الصحى، وتم رفع كفاءة 5 كيلومترات شمال وجنوب القرية من الطرق، وتم إضافة الشهداء لصندوق تكريم الشهداء والمصابين، وصرف 100 ألف جنيه لكل شهيد حسب الورثة الشرعيين، ومبلغ مالى لكل مصاب، وكارنيهات للشهداء والمصابين يستفيدون بها بمجانية التعليم والصحة والشباب والرياضة وحجز الوحدات السكنية، والطيران، وغيرها، كما تم توفير وظيفة لأسرة كل شهيد، موجهة الشكر والتقدير للقوات المسلحة لدعم جميع الجهود التنموية والخدمية، فضلاً عن تنظيم رحلات حج لبعض الأسر، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على هذا الدعم للأسر.


مواضيع متعلقة