مدرسة المعيني بدمياط.. قبلة المتصوفين وطلاب العلم في العصر المملوكي

مدرسة المعيني بدمياط.. قبلة المتصوفين وطلاب العلم في العصر المملوكي
- محافظة دمياط
- مسجد المعينى
- الاثار الاسلامية
- العصر المملوكى
- محافظة دمياط
- مسجد المعينى
- الاثار الاسلامية
- العصر المملوكى
يعد مسجد ومدرسة معين الدين الفارسكوري بمدينة دمياط درة المدارس المملوكية، إذ لا يزال يحتفظ بأغلب عناصره ما جعله تحفة معمارية لا يضاهيها شيء، وواحة رحانية تبعث الطمأنينة والراحة داخل مريديه.
مؤسس المسجد
مختار القزاز مدير منطقة الآثار الإسلامية بدمياط يقول إن المسجد أسسه محمد بن محمد بن معين الدين الفارسكوري الأصل، الدمياطي المولد والدار، وهو من بيت تجارة ووجاهة، إذ كان أبوه على قاعدة تجار دمياط، وكان ينوب فيها عن قضاتها، وقد ذُكر في أكثر من وثيقة أن صاحب هذا الوقف هو القاضي معين الدين الأب.
وأُنشئ المسجد على أطلال زاوية دُفن بها الجد وأوقف عليها الأوقاف، وقد أقام عليها الأحفاد هذه المجموعة المعمارية الضخمة، وتاريخ إنشاء المسجد والمدرسة سنة 862 هجرية - 1456 ميلادية.
مدرسة لتدريس المذاهب السنية الأربعة
وأوضح «القزاز» لـ«الوطن» أن المسجد أُنشئ ليستخدم مسجدا جامعا تقام فيه الصلوات الخمس والجمع والأعياد، إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم وعلومه، ثم هُدم وأعيد بناؤه بعد ذلك ليصبح مدرسة لتدريس المذاهب السنية الأربعة وفقا لما كان سائدا آنذاك.
وذكر أن تخطيط المسجد والمدرسة يشبه مدرسة القاضي عبد الباسط، ومدرسة القاضى يحيى زين الدين، ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون بالقاهرة، إذ ان تخطيطه عبارة عن صحن يحيط به أربعة أواوين متعامدة لتدرس المذاهب الأربعة.
ضخامة البناء وارتفاع الجدار
وأضاف مدير منطقة الآثار الإسلامية بدمياط، أن ما يميز المسجد عن باقي المساجد الأثرية بمحافظة دمياط ضخامة البناء وارتفاع الجدار والمئذنة، مشيرا إلى أنه بداخل الجامع ضريح أُحيط بمقصورة من الخشب مصنوعة على طراز المشربيات العربية.
وأوضح، ان المسجد شُيد قديما فوق قناطر ليكون مرتفعا علي مياه النيل، وما زال تحت المسجد قبو وفراغ فسيح، ويعد من المساجد النادرة في الوجه البحري خاصة في تخطيطه وزخارفه وطريقة بنائه حيث بني علي الطراز المملوكي واستخدم كمدرسة.
ويتكون المسجد من صحن مفتوح أرضيته محلاة بالفسيفساء، ويضم أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، ولكل منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية الأربعة.
وحظي مسجد المعيني بشهرة كبيرة في تدريس العلوم الشرعية وكان قبلة لطلاب العلم من كافة أرجاء البلاد، كما كان المسجد قبلة للمتصوفة الذين كانوا يتخذون منه مكانًا للإقامة فيه لإحياء ليالي الذكر وقراءة الأوراد الخاصة بهم، لاسيما أن المسجد صممت به أماكن خاصة لهم فظل لسنوات قبلة لهم ينفق عليهم من الوقف الذي أوقفه محمد بن معين الفارسكوري الذي أنشأ المسجد وظل المسجد يقوم بدوره كمصلًّى للمسلمين ومدرسة لتدريس الفقه بمذاهبه الأربعة.