«ماعت» ومنظمات أوروبية: تسرب الأطفال من التعليم أدى لظاهرة العنف

«ماعت» ومنظمات أوروبية: تسرب الأطفال من التعليم أدى لظاهرة العنف
أكد مجموعة من الخبراء ممثلي 5 دول أوروبية مختلفة أهمية التعليم كوسيلة لمكافحة التطرف العنيف المهدد الأكبر لأوروبا حاليًا.
جاء ذلك ضمن فعاليات عقدتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان حول «تعزيز الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة -وهو التعليم- ودوره في مكافحة التطرف في أوروبا»، وذلك على هامش انعقاد المنتدى الإقليمي للجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة للأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة.
تأثير كوفيد 19
وفي هذا الصدد، أشارت هاجر منصف؛ نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ماعت للشؤون الإفريقية و التنمية المستدامة، إلى تأثير كوفيد-19 على الهدف الرابع خاصة فيما يتعلق بإغلاق المدارس، والذي تسبب في تسرب أعداد كبيرة من الأطفال من التعليم، مما أدى إلى تفاقم ظواهر كالعنف وانتشار الإرهاب في كثير من المناطق حول العالم.
أهمية التعليم في مكافحة التطرف
وفي نفس السياق، أكد مارك سوموس مدير مؤسسة Just Access بالمملكة المتحدة؛ أهمية دور التعليم والتنشئة الاجتماعية السليمة في تعزيز مكافحة التطرف والإرهاب ، مشيرًا إلى استغلال الجماعات المتطرفة للتعليم كأداة لزرع التطرف والعنف في الأطفال، من خلال تأسيس محتوى تعليمي يُدرس في بعض المدارس يحض على التطرف، ومن ثم تخريج أجيال تميل للعنف، وهو ما يساعد في زرع تلك الأفكار المعادية للآخر.
وطالب «سوموس» المجتمع المدني بتحمل مسؤولياته في ضرورة نشر الوعي بالصور المختلفة للتطرف والعنف، وتعزيز سبل لمكافحته.
تأثر ملايين الأطفال حول العالم
كما تناولت كارولينا كاربوك، مدير مشروع في مؤسسة الفيل الأخضر ببولندا، تأثير كوفيد-19 كأهم وأكبر التحديات التي تعيق بشكل مباشر تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى تجربتها الشخصية كواحدة من منفذي البرامج المتعلقة بالتعليم خلال جائحة كورونا، إذ توقفت عشرات المشروعات التي كانت قابلة للتنفيذ، وبالتالي تأثر ملايين الأطفال حول العالم.
وطالبت كاربوك؛ منظمات المجتمع المدني والجهات المانحة بضرورة التضامن والتشارك معًا من أجل إطلاق برامج ومبادرات من شأنها توعية المجتمعات بأهمية التعليم في مكافحة ووقف انتشار ظاهرتي التطرف والعنف.
أما إليانا فاسيلوبولوس، منسق مشروع أوروبي مجموعة ريادة الأعمال والاقتصاد الاجتماعي، فأشارت إلى العلاقة المباشرة بين الهدف 4 والهدف 16 (وهو التشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يُهمّش فيها أحد من أجل تحقيق التنمية المستدامة)، موضحة أن عدم المساواة في التعليم العالي بين المجموعات العرقية والدينية، يضاعف من احتمالية مواجهة الصراع العنيف، وتناولت نماذجًا لبعض التجارب الأوروبية في عمل شراكات تعليمية أوروبية لمنع الصراع والتطرف، وكان منها برنامج بحوث دراسات الاتصال والإعلام، وبرنامج المهارات الأوروبية العادلة.
وأوصت «فاسيلوبولوس» أيضًا بأهمية تعزيز الأنشطة والبرامج الشبابية لدمجهم في المجتمع بل وتوعيتهم ورفع قدراتهم في مواجهة التطرف العنيف.
وبالنظر إلي دولة ألبانيا، صرحت أرميلا بارسي، المدير التنفيذي لمؤسسة People in focus، أن نسبة البطالة في الدولة تصل لحوالي 64% وتتمركز في المناطق الريفية على وجه الخصوص، بسبب ارتفاع نسبة الأمية هناك، ومن ثم تسهل الفرص أمام التنظيمات الإرهابية لضم الشباب لصفوفهم، وبالتالي فالشباب هم الوسيلة الفعالة لمواجهة التطرف.
وطالبت «بارسي» بتكثيف المبادرات الشبابية لتعديل سلوك الشباب عن الممارسات المتطرفة، فضلًا عن ضرورة وضع نهج قانوني وسياسي واجتماعي شامل، يعمل على الفصل وإعادة التأهيل وإعادة إدماج هؤلاء الشباب في المجتمع.
العلاقة الوثيقة بين التعليم والثقافة
فيما أشارت نيفينا دوبريفا، رئيسة مؤسسة ريادة الأعمال والثقافة والتعليم، إلى العلاقة الوثيقة بين التعليم والثقافة والتطرف.
وأكدت «دوبريفا» أن هناك برامج دولية تسعى لمساعدة البلدان على تقديم برامج تعليمية ترفع قدرة الشباب على الصمود أمام رسائل التطرف العنيف، وتعزز الشعور الإيجابي بالهوية والانتماء ويتم تنفيذ تلك البرامج في إطار تعليم المواطنة العالمية، كما تستخدم وسائل الإعلام للوقاية من التطرف العنيف، داعية إلى تأهيل الشباب للانخراط في الحياة العامة ومقاومة ومكافحة السلوكيات العنيفة حولهم.