الطب البديل.. تجارة الخرافة

الطب البديل.. تجارة الخرافة
لم يَسلم مجال الصحة هو الآخر من الفوضى التى نحياها فى مجالات شتى بمصر، فقد أصبح الطب «بيزنس» مضموناً يبيع الوهم أحياناً، وأصبح العلاج بالأعشاب تجارة رائجة تحكمها الخرافات وتديرها عصابات من الدجّالين والمُرتزقة، وتُروِّج لها إعلانات مُشعوذة تملأ شاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت، وتُدرجها أحياناً تحت ما يُسمّى «الطب البديل»!
يكمن خطر ذلك النوع من «الطب!» فى أنه لا يقوم على عِلم أو دراسة، ومن الضرورى توعية المرضى بوجود «الطب التكاملى» لكن لا يوجد ما هو بديل عن الطب الأساسى الذى نعرفه، خاصة ونحن نعيش الآن فى عصر الطب القائم على الدليل، حيث يمر العلاج بعدة مراحل تبدأ بالمرحلة المعملية لاختبار تأثيره، ويجرى اختباره على الحيوان، وتأتى المرحلة الثانية ليُختبر على مُتطوعين، وأخيراً يُطبق على 5 آلاف مريض، ثم يُطرح بالأسواق.
وفى حوار أجريته مع الدكتور فابيو فيرنسولى، مدير مركز الطب التكاملى بجامعة فلورنسا الإيطالية، ومؤسس قسم «العلاج بالنباتات» فى مستشفى مدينة إمبولى بإقليم توسكانا، وصاحب العديد من المؤلفات فى مجال التداوى بالنباتات، حول مسألة تصنيف العلاج بالنباتات كـ«طب بديل»، قال: لا يصح تصنيف التداوى بالنباتات الطبية كطب بديل، ذلك أن منهجية التشخيص للمرض ومن ثم طريقة اختيارنا للعلاج المُلائم لها أساس علمى واحد سواء كانت الدواء الموصوف فى الروشتة مُصنّع كيميائياً أو مُستخلص من الطبيعة، فكلها مُركبات كيميائية يتم تناولها فى شكل صيدلانى مناسب وبجرعات مُحدّدة ومُحتمل أن تترتب عليها آثار جانبية أو أضرار خطيرة إن لم تُحترم التعليمات التى وُصفت بها والمذكورة فى النشرة المُرفقة مع الدواء، أما الآراء القائلة بأن الشفاء بالنباتات قد يرجع لعلاقة ما بين الروح والجسد أو أن للنباتات قوى غامضة وخارقة فهذا كله هراء لا يجب تصديقه.
وأوضح أنه لا يجب أن يكون «الهدف» هو البحث عن البديل للطب التقليدى، بل العثور على أفضل علاج للمريض بما يتناسب مع حالته، فقد تكون الأدوية العُشبية مُكمّلة لتقنيات أخرى أو للأدوية التخليقية فى بعض الأمراض، وقد تكون هى العلاج الوحيد والأمثل فى أمراض أخرى ومع مرضى بأعينهم.