نسرين أنور عكاشة: والدي قدّم قطعة من روحه في «راجعين يا هوى» وأوصيت خالد النبوي عليه «حوار»

نسرين أنور عكاشة: والدي قدّم قطعة من روحه في «راجعين يا هوى» وأوصيت خالد النبوي عليه «حوار»
- سرين أنور عكاشة
- راجعين يا هوى
- مسلسل
- المتحدة للخدمات الإعلامية
- المتحدة
- سرين أنور عكاشة
- راجعين يا هوى
- مسلسل
- المتحدة للخدمات الإعلامية
- المتحدة
عادت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة إلى الأضواء والمنافسة فى موسم دراما رمضان 2022، من خلال تقديم قصة «راجعين يا هوى» فى مسلسل يحمل الاسم ذاته، وذلك فى حدث استثنائى وفريد، لاسيما أن أعمال الكاتب الراحل عن عالمنا منذ 12 عاماً تقريباً، تحظى بجماهيرية ضخمة، ليست فى مصر فقط بل الوطن العربى كافة.
وتتحدث الإذاعية نسرين عكاشة، ابنة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، عن كواليس قصة «راجعين يا هوى»، والتعاقد على تحويلها لمسلسل درامى، وعلاقتها بصُنّاع العمل لاسيما خالد النبوى، ومحمد سليمان عبدالمالك، ودور «المتحدة» لخروج هذا العمل إلى النور، وإلى نص الحوار:
فى البداية.. حدثينا عن طبيعة «راجعين يا هوى» وكواليس كتابتها؟
- «راجعين يا هوى» ليست قصة أو رواية كما يظن البعض، فكان مُسلسلاً إذاعياً فى الأساس، وأعتقد أنه كان آخر عمل فنى قدّمه والدى للإذاعة، حيث كتبه خصيصاً لإحدى المحطات الإذاعية قبل وفاته بفترة، ورغب فى كتابة قصة اجتماعية رومانسية مختلفة إلى حدّ ما، كما كان يسعى لتحويلها إلى مسلسل تليفزيونى، وبدأ بالفعل فى كتابة المعالجة آنذاك، إلا أن القدر لم يمهله.
وماذا عن كواليس خروجها مُجدداً فى شكل مسلسل تليفزيونى عام 2022؟
- تلقيت عرضاً قبل شهور من «أروما ستوديوز» -الشريك المنفذ للعمل- بشأن تحويل «راجعين يا هوى» إلى مسلسل تليفزيونى، وكان لديهم حرص شديد للتعاقد والبدء فى تنفيذه بأقرب وقت، إذ إن التعاقد لم يستغرق وقتاً إطلاقاً، لاسيما أننى شعرت فى الشركة المنتجة والكاتب محمد سليمان عبدالمالك، وكذلك بطل العمل الفنان خالد النبوى، بقدر كبير من الإدراك تجاه المشروع، ويرغبون فى استكمال رسالة والدى.
وهل كانت لديكِ شروط فى بداية التعاقد؟
- لا تقريباً، وبشكل عام وفى تلك المواقف، أحرص على سماع الطرف الآخر لمعرفة رؤيته تجاه المشروع المُراد تنفيذه، وأتحسس آمالهم وطموحاتهم تجاهه، وهذا الأمر تحديداً يتوقف عليه مدى قبولى العرض من عدمه، فليس هناك مانع طالما الطرف الآخر لديه نوع من الإدراك والوعى بالرسالة التى كان يقدمها أسامة أنور عكاشة فى أعماله واهتمامه بوعى المشاهد.
برأيك.. هل قصة المسلسل تتناسب مع طبيعة الجمهور والأجيال الجديدة فى الوقت الحالى؟
- بالتأكيد، وأعتقد أن هناك قدراً من الذكاء بشأن اختيار العمل وتقديمه فى 2022، بداية من الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية» التى تسعى لجمع شمل الأسرة المصرية، وتوجيه الشباب للتقرب من آبائهم، خاصة بعد اتساع الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب الموبايلات و«السوشيال ميديا»، فالشركة تهدف لتوجيه الشباب بضرورة استيعاب هذه القيم والعادات الجميلة وذلك فى قالب فنى بعيد عن الشكل المباشر والخطابى، إذ إن الأعمال الدرامية التى تحوى رسائل قيّمة وإيجابية تؤثر على المشاهد، وأعتقد أنه من حق الأجيال الجديدة مشاهدة هذه النوعية من المسلسلات.
هل سبق وشاركتِ فى ترشيح أى فرد للعمل فى المسلسل؟
- لا بالطبع، فأترك الأمر كله لشركة الإنتاج، لكن لو على سبيل الأمنية، فكنت أتمنى أن تُسند مهمة السيناريو والحوار إلى محمد سليمان عبدالمالك، فأنا مطمئنة له، فأرى لديه قدراً كبيراً من الاحترام والأمانة تجاه المشروع، وأعتقد أنه من الكُتاب الذين تأسسوا على مسلسلات والدى ويدرك الرسائل التى كانت موجودة داخل العمل.
هل جمعتكِ جلسات عمل مع خالد النبوى بخصوص هذا المسلسل؟
- لا، لكنه حرص على التواصل معى هاتفياً خلال فترة التحضيرات للمسلسل، وكانت مكالمة راقية وجميلة وبها جو من الود واللطف، وأول شىء قاله لى: «ماكانش ينفع أبدأ فى حاجة قبل ما أعمل المكالمة دى»، واستعدنا الحديث عن الأيام التى كان يلتقى فيها والدى داخل منزلنا، وهدفهما المشترك فى التعاون معاً لكن الظروف لم تشأ وقتها، فكانت هناك مشروعات عديدة كانا يسعيان للتعاون فيها، وقلت له: «الحكاية تأخرت طويلاً، لكن سبحان الله، يحصل ده بعد ما بابا يمشى»، وقلت له أيضاً: «دى أمانة معاك، وأنا حاطة فيك ثقة ومطمئنة لمجرد وجودك فى العمل»، فقال لى: «إحنا حاطين على أكتافنا مسئولية تقديم عمل فنى نفخر به ويفخر أسامة أنور عكاشة به».
وما موقفك من السيناريو والحوار واطلاعك على مرحلة الكتابة؟
- لم أتدخل فى مرحلة السيناريو والحوار إطلاقاً، لكن حرصت على الاطمئنان بشأن الخط الأساسى للعمل، فقد جمعتنى أحاديث مع محمد سليمان عبدالمالك فى بداية الأمر، وقال لى: «لو فيه وجهة نظر مُعينة تجاه العمل أنا معاكى فى أى وقت، ولو عايزة تطلعى على مراحل الكتابة مفيش أى مانع»، وهذا أسعدنى كثيراً، فأنا لا أحب التدخل فى طبيعة عمل أى شخص، خاصة إنّ كان شخصاً مدركاً وواعياً بقيمة المشروع الذى يكتبه.
وماذا كان شعورك عند طرح البرومو؟
- كانت لدىّ حالة قلق، لكنه قلق وخوف طبيعى، من مجرد إحساسنا بالمسئولية أننا نحمل أمانة خاصة بأسامة أنور عكاشة، وناتج عن ظهور محتوى فنى خاص بوالدى على مستوى غير مأمول.
باعتقادك.. لماذا يُعد أسامة أنور عكاشة هو الكاتب الأبرز الذى يتحمس المنتجون لأعماله؟
- أعتقد أن ذلك يعود إلى أن أعماله الفنية التى قدّمها على مدار مشواره حظيت بإقبالٍ جماهيرى ضخم، وتركت أثراً كبيراً فى وجدان المُشاهد، فكانت لديه رسالة يسعى لتقديمها فى أعماله وليس مُجرد مُنتَج درامى فحسب، فكانت لديه القدرة والملكة فى التقرب من الناس ويُقدم همومهم، وأظن أن القائمين على الأمر يدركون أن أسامة أنور عكاشة مازال لديه مشروعات لم تخرج للنور حتى الآن، وتخدم قضية الوعى.
هل هناك تخوف من الحالة النقدية التى يمارسها قطاع كبير من الجمهور؟
- من الوارد جداً توجيه البعض انتقادات للقصة، فكانت تُوجه انتقادات وقت وجود والدى، وكان يُدرك أنه لا يجتمع الجمهور كله على عمل واحد، فما بالك بالجمهور الموجود حالياً الذى اختلف كثيراً عن السنوات الماضية، وصارت لديه حالة من إصدار الأحكام قبل مشاهدة العمل نفسه، «السوشيال ميديا» سهلت موضوع النقد بشكل سريع، وأعتقد أنه سيكون فى مثل هذه المواقف نوع من القلق تجاه ورثة الكاتب، وبشكل عام هناك قطاع من الجمهور لديه وعى لمشاهدة أعمال ذات قيمة ورسالة.
أبى قال لى قبل وفاته: «يهمنى إن الجمهور يفضل فاكرنى دايماً».. وكانت لديه «ملكة» التقرب من قلب المواطن
أخيراً ما رسالتك للجمهور بعد أيام من انطلاق الحلقات الأولى للمسلسل؟
- أقول لهم إن أسامة أنور عكاشة، كان لديه الكثير الذى يُقدمه للجمهور، فـ«راجعين يا هوى» بمثابة قطعة من روحه، وكانت لديه آمال لتقديم مشرعات فنية أكثر، وأتذكر رسالته التى كان يقولها لنا كثيراً لآخر أيام فى حياته: «الجمهور هو اللى عملنى، وده اللى يهمنى فى النهاية، ولو فيه أى تقصير أطلب منهم يسامحونى.. يهمنى إن الجمهور يفضل فاكرنى دائماً»، وأتمنى من الأجيال الجديدة التى لم تعاصر والدى أن تشاهد المسلسل وتفهم الرسائل التى يقدمها فى أعماله.
الحديث عن الأسرة
المميز فى قصة «راجعين يا هوى» أنها تحمل أكثر من زاوية، مثل «لم الشمل» من خلال مساعى البطل، وأخرى مرتبطة بـ«المشاعر والنُبل» الموجود داخل شخصية البطل أيضاً، ففى النهاية خالد النبوى يسعى فى تلك التجربة لجمع شمل عائلته ووجود حالة من المشاعر الصادقة فيما بينهم، فوالدى كان مُهتماً فى أعماله بالحديث عن الأسرة بشكلٍ عام، والعلاقة السوية وغير السوية، والخلل الذى قد تُصاب به الأسرة، لكن فى المسلسل الجديد، والدى تناول الموضوع بشكلٍ بسيط بالنسبة للجمهور من مختلف الفئات، أما «أبو العلا البشرى» فتناوله بشكلٍ فلسفى إلى حدّ ما.