المسلسلات الوطنية وجبة أساسية على مائدة دراما رمضان

كتب: رنا حمدي

المسلسلات الوطنية وجبة أساسية على مائدة دراما رمضان

المسلسلات الوطنية وجبة أساسية على مائدة دراما رمضان

نجحت الشركة المُتحدة للخدمات الإعلامية، فى إعادة ريادة وجماهيرية المسلسلات الوطنية، بعدما اختفت عن الخريطة الدرامية لسنوات طويلة، حيث أسهمت فى تشكيل وعى قطاع كبير من المُشاهدين، لاسيما الأجيال الجديدة، التى صارت متروكة لـ«مهاترات» مواقع التواصل الاجتماعى، وصارت تُبرز لهم جهود الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب وحماية البلاد واستعادة الأمن والأمان.

وتواصل «المتحدة» تقديم أعمال وطنية، فى رمضان 2022، وهما الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، الذى حقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً على مدار جزأيه الأول والثانى، كما يُعرض مسلسل «العائدون».

وتدور أحداث الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، عن البطولات الوطنية التى يقدّمها رجال الجيش والشرطة من أجل الدفاع عن الوطن وحمايته، وهو من بطولة أحمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وأحمد عز وياسر جلال، ومن تأليف هانى سرحان، وإخراج بيتر ميمى.

أما «العائدون» فيعرض سلسلة من العمليات السرية التى تهدف إلى كشف المؤامرات والمخططات الإرهابية التى تسعى لتقسيم المنطقة العربية ونشر تنظيم القاعدة، وهو من بطولة أمير كرارة، وتأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد نادر جلال.

ويرى المؤلف باهر دويدار، أن «إحدى مهام الدراما تكمن فى توثيق تاريخ الأبطال، وتشكيل وعى الأشخاص، وهذا ما حدث فى فترة الثمانينات والتسعينات، لكن حدثت فجوة وأصبحت هناك أجيال ليست لديها معلومات بسبب ظهور مواقع التواصل الاجتماعى، وجرى ترويج معلومات غير دقيقة».

باهر دويدار: مسلسلى الجديد يتناول أحداثاً حقيقية وهذه النوعية من الدراما ستكون مثل كُتب التاريخ بعد 50 عاماً 

وأشار باهر دويدار إلى تجربته فى الجزء الأول من مسلسل «الاختيار»، قائلاً إنّ الصعوبة كانت فى الوصول إلى المعلومة، ولكن ساعدته جهات كثيرة وأوصلته لتفاصيل كثيرة شديدة الدقة، وجرى التعامل مع المسلسل باعتباره وثائقياً، لأن المسلسل بعد 50 عاماً سيكون مثل كتاب التاريخ، ولكن بسهولة أمام الجميع، كما أتاح للأجيال الصغيرة التى لديها شراهة للمعرفة فرص التعرّض للمعلومات.

وحول مسلسله الجديد «العائدون» أكد أن «أحداث المسلسل حقيقية تتناول حقبة حقيقية دارت أحداثها فى الفترة ما بين عامى 2018 و2020، وهى فترة حديثة جداً، وبالتالى الفترة الزمنية لم تتجاوز ثلاث أو أربع سنوات».

وأكد أنّ مصر كانت لديها رؤية استباقية وحقّقت تقدّماً كبيراً، مقارنة بدول مختلفة من العالم فى ملف الإرهاب، موضحاً أنّه نظراً لحداثة ما يتناوله المسلسل فى الفترة الزمنية، تم الاعتماد على مصادر مكمّلة عبر فريق دراسة وباحثين محترفين، وتم إكمال الصورة من أكثر من جهة.

وأوضح: «طبيعة المسلسل بها سفر كبير، وده كان من ضمن التحديات، حيث جرى التصوير فى أوروبا والأردن والأحداث تدور فى أربع أو خمس دول، وبالتالى السفر كان كتير جداً».

طارق الشناوى: الإرادة والحرية والوعى السياسى.. عناصر أسهمت فى نجاح الأعمال الوطنية وزيادة مصداقيتها

من جهته، قال الناقد طارق الشناوى، إنّ الأعمال الوطنية التى عُرضت فى السنوات الأخيرة، حقّقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وذلك يرجع إلى وجود إرادة سياسية، ووعى لدى صُنّاع تلك الأعمال، فضلاً عن وجود مساحة من الحرية فى مناقشة القضايا المطروحة دون التقييد بحدود مُعينة.

واستعرض طارق الشناوى أبرز ما يُميز الأعمال الوطنية الأخيرة، لعل أبرزها «مُناقشة قضية المُتطرف والإرهابى بصورته وقانونه الخاص وقناعاته أيضاً، رغم رفضنا التام لها، لكن مجرد اقتحام أفكاره وآرائه والتعبير عنها من ناحيته، يسهم فى نجاح هذه المسلسلات الوطنية، بشكلٍ ضخم، لا سيما أنّ هذه الآلية لم تكن موجودة من قبل».

وأضاف الناقد الفنى لـ«الوطن»، أنّ «الأعمال الوطنية كان تُدين المُتطرف من بداية العمل حتى النهاية، دون تناول صورته بشكل أعمق أو من الجانب الإنسانى، وهذا يُحسب للكاتب هانى سرحان، لقُدرته ووعيه على دخول تلك المنطقة»، متابعاً «لم يكن هناك شىء مسكوت عنه، فكل القضية صارت تُناقش بشكلٍ به نوع من الوعى والثقافة، خاصة أنّ الجمهور لديه هو الآخر حالة وعى كبيرة، ويُدرك قيمة وأهمية هذه النوعية فى إبرازها جهود الدولة فى مواجهة الإرهاب».

وأشاد طارق الشناوى باسم مسلسل «الاختيار»، قائلاً إنّ: «اسم المسلسل جميل وممتاز، خصوصاً أنّ العمل بيقدم كل الأنماط، الخير والشر، الإيجابى والسلبى، فالإنسان هو الذى يختار مسار حياته، وأعتقد أنه شىء رائع أنّ نتناول حياتنا وتاريخنا بهذه الطريقة»، متابعاً أنّ «المُشاهد يكون أمام خط درامى وآخر توثيقى، بشكلٍ متوازٍ، وهذا أسهم فى النجاح والمصداقية، خصوصاً أنّ الأحداث المطروحة ما زالت محفورة فى أذهانها، لذلك كان من الضرورى تقديمها بشكلٍ وثائقى ممزوج بجانب درامى به نوع من الخيال».

وشدّد على أهمية المسلسلات الوطنية وآلية تقديمها، فى الارتقاء بوعى المُشاهد، خصوصاً عند الأجيال الجديدة، قائلاً: «كانت لدينا أزمة فى الشكل الذى كانت تُقدّم به هذه الأعمال قديماً، وبعضها لم يلقَ أصداءً واسعة، فالمُتفرج بطبيعته ضد التلقين والوعظ والإرشاد، فعندما نُقدّم لهم قضايا وطنية بشكلٍ درامى ستُحقق النتائج المرجوة بشكلٍ ضخم».

خيرية البشلاوى: المسلسلات الدرامية تُثقف الأجيال الجديدة وتعزز الانتماء الوطنى.

كما أشادت الناقدة خيرية البشلاوى، بالأصداء التى حققتها المسلسلات الوطنية على مدار السنوات الأخيرة، قائلة إنّ: «هذه الأعمال أتت بثمارها فى الحال، وحصدت ردود فعل إيجابية وبشكلٍ سريع».

وشدّدت على ضرورة وجود المسلسلات الوطنية ضمن الخريطة الدرامية، لا سيما فى شهر رمضان المُبارك، كونه يحظى بنسبة مُشاهدة واسعة، موضحة لـ«الوطن»، أنّ «هذه النوعية من الأعمال تُسهم فى رفع مستوى الثقافة والتعليم والمعرفة، علاوة على الانتماء الوطنى عند الأجيال الجديدة، نحن فى حاجة شديدة إلى جرعات مكثفة وقوية ومخلصة وصادقة من الدراما الوطنية».

وقالت إنّ: «هناك شهداء ما زالوا يتساقطون حتى الآن، وهذا الأمر الذى يهز وجدانى من الداخل، يُعنى أنّ مصر ما زالت فى مواجهة مع الإرهاب، وثمنها سقوط شهداء من أبنائنا المخلصين، لذلك تلك القضية فى حاجة إلى التسجيل والتوثيق للأجيال الموجودة والقادمة أيضاً».

الجمهور استشعر بسببها دور وقيمة الأجهزة الأمنية

وأبدت خيرية البشلاوى انزعاجها من بعض الشباب الذين يفتقدون للتربية والوعى والتعلم، قائلة: «بانزعج جداً لما ألاقى شباب لم يتلقوا التربية السليمة، وكأنهم يعيشون فى حالة من الاغتراب والبُعد عن الوطن، لمجرد أنهم يقيمون داخل مدن مُغلقة على نفسها»، متابعة «نحتاج للدراما التليفزيونية بشدة، حيث إنها أكثر قرباً من الإنسان العادى والأسرة المصرية، سواء كانت أسرة متوسطة أو بسيطة».

وناشدت الناقدة الفنية ضرورة عودة مادة «التربية الوطنية» مُجدداً، للصفوف التعليمية المُختلفة، لأهميتها فى تثقيف وتوعية الصغار بالمخاطر التى تواجهها البلاد، فضلاً عن تقديم مسلسلات السير الذاتية والتاريخية بجانب الأعمال الوطنية، قائلة: «كل هذه الأعمال ستُغير حال المواطن إلى الأفضل، وتُثرى وجدانه وأفكاره».

وقالت إنّ «الأعمال الوطنية جذبت الكبار وأيضاً الشباب، ويجب أنّ يكون لدينا نوع من الصبر تجاه الشباب، فهم بحاجة إلى جُهد مُكثف للارتقاء بوعيهم وبث روح الانتماء بداخلهم»، مُشيرة إلى أنّ الأحداث التى وردت فى مسلسل «الاختيار» حقيقية وموجودة فى الواقع، لكن لم يُدركها البعض «كانت موجودة وناس مش حاسة بها، لكن استشعرت مدى الخطورة والتضحية، وكذلك جهود الدولة فى محاربة الإرهاب، بفضل هذه الأعمال، وما زالت هناك موضوعات كثيرة نحتاج إلى تناولها خلال السنوات المُقبلة».


مواضيع متعلقة