مفتي الجمهورية: الصحابة جيل نوراني صاحب بصيرة ولا يجوز الطعن في أحدهم

مفتي الجمهورية: الصحابة جيل نوراني صاحب بصيرة ولا يجوز الطعن في أحدهم
- المفتي
- شوقي علام
- الصحابة
- زكاة الفطر
- مفتي الجمهورية
- المفتي
- شوقي علام
- الصحابة
- زكاة الفطر
- مفتي الجمهورية
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إنَّ الصحابة استضاءوا ونهلوا من نور النبي صلى الله عليه وسلم بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضل، خلافًا لمن أنكر وعاند كأبي جهل الذي ينل من الفضل ولا السبق شيئًا برغم أن كلهم رأَوه رأيَ العين.
الصحابة تلقوا أحكام الشرع
وأضاف خلال لقائه في برنامج «مكارم الأخلاق في بيت النبوة»، مع الإعلامي حمدي رزق، المذاع على فضائية صدى البلد، أن جيل الصحابة كان أفضل جيل مرَّ عليه الإسلام لتزكية القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لهم في مواطن كثيرة منها: «خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم" وهذه الخيرية توجب محبتهم».
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الصحابة تلقَّوا أحكام الشرع الشريف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يفهمون مراده ويطمئنون إلى ما يفعلون بسبب قربهم منه ووجود القرائن والأمارات الدالَّة على تحديد المراد من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم؛ بل ترك عليه السلام للصحابة مساحة للاجتهاد ودرَّبهم تدريبًا عمليًّا عليه حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده، بل شجَّعهم ودرَّبهم كما فعل عليه السلام مع اجتهاد سيدنا معاذ عندما أرسله إلى اليمن، فقال له: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن لم تجد في السنَّة؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب الرسول صدره، وقال: الحمد لله الذي وفَّق رسولَ الله لما يرضي رسول الله.
وتابع: وبذلك يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من وضع بذور الاجتهاد، وشجَّع عليه؛ لإدراكه صلى الله عليه وسلم أن الأمة تحتاج الاجتهاد بعده.
ولفت المفتي إلى أن الصحابة تربَّوا تربية خاصة بفضل قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، فشاهدوه وعاصروه وهو ينزل عليه القرآن والسياقات التي فيها النص حتى إن أحدهم قال: نعلم متى وأين وفيمَ نزلت هذه الآية؛ وفضلًا عن مدح النبي صلى الله عليه وسلم لكثير منهم على سبيل المثال لا الحصر، قال عن سيدنا عبدالله بن مسعود: إن دقة ساقه أثقل عند الله في الميزان من جبل أحد، ردًّا على تبسُّم بعض الصحابة تجاهه عندما رأوا ساقه.
وأكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متناغمًا مع الكون كله بالشكل الذي حباه الله به، فهو الذي سبَّح الحصى في يديه وحنَّ إليه الجذع، ومِن تناغُم النبي صلى الله عليه وسلم مع الكون ما حدث من جبل أحد، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أُحد جبل يحبنا ونحبه، وعندما صعد عليه صلى الله عليه وسلم مع سيدنا أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رجف الجبل، فقال له النبي: اسكنْ أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان.
الصحابة طهَّرهم الله من الدماء التي حدثت
وشدَّد المفتي على أنَّ الصحابة أثنى اللهُ عليهم أحسن الثناء، فهم جيل نوراني صاحب بصيرة، ونقلة الوحي كله، فالذين نقلوا السنة هم الذين نقلوا القرآن، فلا يجوز الطعن في أحدهم، وإن كان المسلم مأمورًا بحمل أفعال الناس على أفضل المحامل، فالصحابة رضي الله عنهم أولى بذلك؛ لِعُلُوِّ مرتبتهم واختصاصهم بشرف الصحبة، حتى من يزور قبورهم الآن يشعر بالسكينة والطمأنينة لعلوِّ منزلتهم ولأنَّ سيرتهم محببة إلى القلوب.
وأكد مفتي الجمهورية، أن هؤلاء الصحابة طهَّرهم الله من الدماء التي حدثت؛ لأنها حدثت باجتهاد منهم، فضلًا عن تأثير المكائد التي كان يقودها المعاندون للإسلام في عصرهم كعبد الله بن سبأ وغيره لتغمية المواقف وعدم وضوحها، فيجب علينا ألا نخوض في أعراض الصحابة؛ فاللسان الذي يخوض في أعراضهم مريض.
وعن عتاب النبي لبعض الصحابة، قال فضيلة المفتي: هذا أمر معهود في حق الطبيعة البشرية، وأغلبه عتاب منهجي تعليمي وتحذيري، وليس تنقيصًا من فضلهم ومكانتهم.
قيمة زكاة الفطر
واختتم المفتي حواره بالإعلان عن قيمة زكاة الفطر، قائلًا: إن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام؛ يكون عند مستوى 15 جنيهًا، وجاء كحد أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة لمن أراد، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرَّة على ذلك.