«صباح»: «كريم» بطل محنتى قال لى «إنتى جميلة مهما اتغيرتى»
الشابة الثلاثينية: كان بيصبّرنى ويقول لى «دور برد وهنعديه»
![الشابة الثلاثينية «صباح»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1641079031648923721.jpg)
الشابة الثلاثينية «صباح»
«كريم صحانى تانى.. هو كل حاجة».. كلمات تقولها صباح محيى الدين والدموع فى عينيها، تحاول أن تعبّر عما تشعر به من معروف تجاه ما فعله زوجها، بعدما وجدت منه الدعم والسند فى الحياة، وتطلب من الخالق ألا ترى فيه مكروهاً.. «بقول يا رب لو هيحصل له أكون قبله، هو لأ، ماقدرش أشوف فيه حاجة ممكن توجعنى.. جوزى بطل مرضى».
«صباح»، فتاة ثلاثينية، لم يخطر ببالها قط أنها ستكون فى يوم ما مريضة بسرطان الثدى، اكتشفت إصابتها عن طريق المصادفة داخل أحد مستشفيات القاهرة، وساقتها الأقدار لتعرف بالأمر مبكراً.
أرادت صاحبة الـ38 عاماً الاطمئنان على صديقتها، فاصطحبتها إلى المستشفى، لكن صديقتها أبت دخول غرفة «السونار»، جعلتها تدخل بدلاً منها، وأخبرتها الطبيبة وقتها بوجود كتلة ما فى الثدى، وأنها عبارة عن «كيس مياه»، بحسب ما قالته لـ«الوطن».
للوهلة الأولى، لم تكن «صباح» تدرى أن سؤالها عن طريقة علاج هذه الكتلة الجديدة فى جسدها سيجعل طبيبة الأشعة تقضى معها وقتاً أطول فى فحصها، إلى أن جاءت الصدمة، تنهار الطبيبة فى البكاء ولا تعرف بماذا تخبرها.
«أنا أول مرة دموعى تنزل على حد»، كلمات تمتمت بها طبيبة السونار التى حاولت ألا تُفزع «صباح» التى بدورها أردات أن تعرف ماذا يحدث معها؟ وما سبب بكاء طبيبة السونار؟ إلا أنّها أخبرتها بأن هناك طبيبة ستطلع على الأشعة وتخبرها بكل شىء.
3 ساعات من الفحص، ودموع منهمرة، كانت كفيلة بأن تجعل الشابة الثلاثينية تتيقن أن هناك خطباً ما، فاكتشفت أن تشخيصها يفيد بوجود ورم، لكنها لم تتخيل أن الخلايا الجديدة ستكون «ورماً خبيثاً».
تضيف «صباح»، والدموع تنهمر من عينيها متذكرة ما حدث معها حينما علمت بنتيجة العينة التى أُخذت منها، وأخبرتها الطبيبة بأنه «ورم خبيث»: «أنا ماعنديش اخوات، وساعتها اتصلت باخوات جوزى حكيت ليهم الموقف، وقلت لهم خلوا بالكم من ولادى، أنا عارفة إنه سرطان وهموت، لأن خالتى ماتت بيه».
عادت «صباح» إلى البيت والدموع تنسال على وجنتيها، هواجس عدة تطاردها مع آلاف الأسئلة، ماذا تفعل؟ من سيهتم بأطفالها وزوجها إذا رحلت؟ «كنت من الناس اللى مش عايزة تعرّف حد، حاسة إن الموضوع هيدخّنلى فى الاكتئاب أكتر، هلاقى ناس حالتها غير حالتى، هيجرالهم حاجة، أنا بتأثر نفسياً جداً، وكل مشكلتى كنت عارفة إنى خلاص هموت».
شال شغل البيت بعد العملية و«كان بيسرّح لى شعرى»
وقالت إن البطل فى قصتها هو زوجها «كريم» سندها فى الحياة، بفضل دعمه النفسى لها: «كريم لو ماكانش معايا، ماكنتش هاخد العلاج، أنا بحس إن أنا أمه وأخته وصاحبته، وهو من غيرى مايقدرش يعمل حاجة، حاسة إن هو ابنى، وصعب إنك تسيب ابنك فى الدنيا دى لوحده، فكان ده من الأسباب اللى خلتنى أقاوم وأصر على العلاج». تحكى الشابة الثلاثينية معاناتها، بعد تلقيها جلسات العلاج الكيماوى، إذ بدأت ملامحها تتغير تدريجياً، وشعرها بدأ يتساقط: «بعد أول جلسة بكام يوم شعرى بدأ يقع، وبقيت أجيب المقص وأقصه بإيدى، هو كان بيسرّح لى ويقص لى شعرى ويقول لى ده دور برد وهنعديه، كنت برجع من الكيماوى بيربط إيدى ورجلى من التعب، ويفضل جنبى، يسندنى وأنا رايحة الحمام».
خافت «صباح» من أن يتركها زوجها لتغير ملامحها، إلا أنه فاجأها بأنه مهما حدث ستظل جميلة فى عينيه، وأن والده أخبره بألا يتخلى عنها أبداً، وأن يعبرا معاً هذه المحنة: «والده قال له لو فكرت فى يوم تسيبها، أنت مش هتكون ابننا».
تؤكد أنّ «كريم» لم يتوقف عن دعمها لحظة واحدة، ولم يخطر بباله أن يتركها، فكان فى هذا الوقت يتولى أعمال المنزل: «أنا شلت جميع الغدد، وبعد العملية الدكتور منعنى أقرّب من النار أو أشيل أى حاجة، فهو اللى كان بيغسل وينشر ويمسح، ويعمل الأكل».
«جوزى شالنى بمعنى الكلمة، وربنا اداله موهبة فى الأكل غير طبيعية»، بهذه الكلمات عبّرت «صباح» عن اعتزازها بزوجها الذى لم يكلّ من أعمال المنزل، أو يتأخر عليها فى حضور أى جلسة من جلسات الكيماوى أو الإشعاعى.