حياة كريمة فعلاً
- أمريكا اللاتينية
- إمارة الشارقة
- اجتماع اليوم
- الأسواق العربية
- الأمم المتحدة
- الدول العربية
- الشرق الأوسط
- الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
- آفاق
- آليات
- أمريكا اللاتينية
- إمارة الشارقة
- اجتماع اليوم
- الأسواق العربية
- الأمم المتحدة
- الدول العربية
- الشرق الأوسط
- الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
- آفاق
- آليات
المسألة لم ولن تكون يوماً «صلصة وسكر وزيت» مهما كانت درجة الاحتياج. فى الأسبوع الماضى، كتبت عن تحول الكرتونة إلى هدف فى حد ذاته، وكيانات ورسائل وحملات موسمية محمومة، ثم تصوير للمستفيدين وهم يتحدثون عن مدى سعادتهم. وتمنيت أن تنتقل الكرتونة من الموسمية إلى الاستدامة، وأن تتحول من مجرد مساعدات غذائية آنية إلى وسيلة للتوعية، حيث تنظيم الأسرة وإعادة الاعتبار لقيمة التعليم وغيرها، مع رفع كفاءة الكرتونة للتخفيف من الضغط الاقتصادى الكبير. عقب نشر المقال تلقيت فيضاً كريماً من المعلومات من مبادرة «حياة كريمة» تركنى أكثر أملاً وإيماناً بأننا نسير على النهج الصحيح، نهج الاستدامة والكرامة.
مبدأ عمل الخير من قبَل الأفراد، ورغبة الدولة فى حلحلة الفقر عبر منظومة علمية تبدأ بتوافر المعلومة والأرقام، ثم تحديد أعداد وأماكن المستحقين، وكذلك معرفة نوعية المشكلات التى تحول دون انتقالهم من خط الفقر إلى أعلاه يتشابكان ويتعاونان فى «حياة كريمة». الرقم المتوافر للأسر المستحقة بسبب ظروفها الاقتصادية من قبَل وزارة التخطيط سبعة ملايين و500 ألف أسرة تقريباً، تمت إضافة خوارزميات زيادة نسب المواليد ومعدلات الفقر بسبب أحداث مثل الحرب فى أوكرانيا حتى تكون الأرقام أكثر واقعية.
كما تم عمل تحالف تنموى يجمع منظمات العمل الأهلى لتوحيد الجهود وبغرض التكامل لتعظيم الاستفادة. فالجمعيات تعمل على الأرض منذ عقود، منها ما تتوافر لديها إحصاءات للمستحقين دون موارد، أو العكس، وتم الخروج بقاعدة بيانات موحدة من شأنها ضمان عدم تكرار تلقى المستحقين للمساعدات، وكذلك إدخال من يستحقون وكانوا غير مدرجين أو العكس. والأهم هو أن الكرتونة تصبح مدخلاً إلى وضع اليد على أبعاد الفقر، أين يتركز، وأسبابه، وسبل مواجهته. وفى ضوء المعطيات، يتم توجيه قوافل طبية مثلاً بتخصصات مناسبة للقرية أو المنطقة بحسب المعلومات المتوافرة. وعلمت أن محتويات الكرتونة الجارى تجهيزها وتوزيعها على أيدى 36 ألف متطوع فى أنحاء مصر ليست متطابقة، بمعنى أن احتياجات وأولويات المصريين فى حلايب قد تختلف عن مطروح، عن الوادى الجديد مثلاً. كما تحوى قاعدة البيانات معلومات حول الهجرة والنزوح من الريف إلى المدينة والأنماط والأماكن والأسباب، بالإضافة إلى آثار الوباء الاقتصادية، وغيرها.
الغرض من المبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يهدف إلى توفير كراتين موسمية، بل هى متعددة الأبعاد، والأهم أنها متكاملة وقائمة على قواعد علمية وأرقام. الهدف ليس سد الرمق اليوم و«احيينى غداً»، بل العكس هو الصحيح. الهدف هو المساعدة على الإحياء غداً بعد تكبد فاتورة الإصلاح الاقتصادى الصعبة، وبعدها الوباء، وحرب أوكرانيا اليوم.
تحول الكرتونة من غاية تدوم أياماً إلى وسيلة تشخيص وروشتة علاج يصنف تحت بند أعظم الأخبار وأبهجها. فبهجة تدوم عبر تشخيص الفقر ومعرفة أسبابه من كثرة إنجاب، إلى تسرب من التعليم، إلى صحة هزيلة أو ثقافة تضع العدد قبل الجودة، وغيرها، أفضل 110 ملايين مرة من بهجة حمل الكرتونة والتقاط صورة آنية. وفى الصورة قصة أخرى؛ فقد أوضح المسئول فى «حياة كريمة» أن كرامة المواطن من أولويات المبادرة، والاسم دال. لذلك ظهور المستفيد وحديثه عن المبادرة أمر متروك له، فلا إجبار ولا شرط مسبق للاستفادة. برافو «حياة كريمة»، فالكرتونة وسيلة وليست غاية. رمضان كريم ومستدام.