«ماريونيت» تجسد حال المواطن «مايفرقوش عن بعض كتير»

كتب: هبة وهدان

«ماريونيت» تجسد حال المواطن «مايفرقوش عن بعض كتير»

«ماريونيت» تجسد حال المواطن «مايفرقوش عن بعض كتير»

ظاهرها لعبة خشبية تتحرك بخيوط بلاستيك وباطنها مواطن مصرى مقهور، ولهذا أطلق عليها صاحبها اسم «فلان»، للدلالة على كل مواطن مصرى وليس شخصاً بعينه. تقف الدمية «فلان» على خشبة المسرح فلا تستطيع أن تفرق بينها وبين شخص من لحم ودم، فهى نموذج لمواطن بسيط، يتطلع نحو حياة آدمية، يتكلم فتلمس فى نبرة صوته قهراً وشجناً، حتى فى لحظات سعادته وهى قليلة تشعر بأنه المواطن المصرى الذى يستكثر على نفسه الفرحة، «أنا لعبة ماريونيت بتحركنى خيوط، وجسمى خشب لكن ليَّا صوت وعندى حكايات اسمعها منى هتحس إنى شبهك أنا فلان الفلانى وكلنا فى الآخر فلان»، كلمات العروسة «فلان» على لسان صاحبها أحمد نعيم، فنان الماريونيت، الذى يجسد من خلال عروسته حياة المواطن بشكل عام والكادح بشكل خاص. «فلان» المواطن الحزين المهموم دائماً بمشاكله يستطيع أن يصنع البسمة على وجوه جمهوره، فتارة يسترسل فى همومه وأوجاعه، وتارة يأخذ الجمهور إلى عالم الضحك والفكاهة: «فلان بيعبر عننا كلنا، بيحكى عنى وعنك وعن الغلبان والمطحون، وعن الناس اللى مش حاسة بعدم الرضا عن حياتهم، وفى نفس الوقت بيغنى ويرقص ويضحّك الناس، ما هو ده حال الدنيا، حبة نكد وحب ضحك». معالم الوجه وتجاعيد الزمن والجسد العارى، لم تكن صدفة، فمصمم «فلان» تعمد أن يجردها من ملابسها حتى يراها المجتمع بوجهها الحقيقى: «فلان بيعيط وبيصرخ وبيعمل اللى ساعات الواحد مننا مايقدرش يعمله، لأنه عاوز حد يسمعه». وأضاف: «لما بننزل بفلان الشارع، الناس بتقف تتفرج وتقول الراجل ده بيعبر عننا، الناس بتقف قدامه تفكر فى كلامه مش تضحك وخلاص زى أى عروسة تانية بننزل بيها الشارع، لأن فلان اتخلق منهم ومن أوجاعهم وأفراحهم».