«ويجز».. ذاكرة مؤقتة!
- أم كلثوم
- الدور الأول
- العرض الأول
- جائزة أفضل ممثلة
- جمعية الفيلم
- طريق الحرير
- فتاة المصنع
- أحداث الفيلم
- أضواء
- أم كلثوم
- الدور الأول
- العرض الأول
- جائزة أفضل ممثلة
- جمعية الفيلم
- طريق الحرير
- فتاة المصنع
- أحداث الفيلم
- أضواء
لم أكن أعرفه قبل تلك الليلة التى وجدته فيها ضيفاً فى أشهر برامج الشاشة الفضية فى السنوات الأخيرة، والذى تقدمه العظيمة إسعاد يونس فى حلقة خاصة ليلة رأس السنة منذ عام أو يزيد.. وجدت شاباً طويل الشعر.. صامتاً لا يتحدث كثيراً.. يحمل اسماً أجنبى المعنى واللكنة.. يتوافق بشكل كبير مع شكله ومظهره الذى هو أقرب لفرق الراب الأجنبية..!
الفضول وحده هو ما جعلنى أستمر فى مشاهدة تلك الحلقة.. خاصة بعد أن وجدت بناتى يتابعنها باهتمام شديد.. إنهن يعرفنه، بل ربما لا يعرفن أحداً مثله.. هذا هو ما يبدو على تعبيرات وجوههن وهن يبتسمن كلما تحدث أو قام إلى المسرح ليغنى إحدى أغانيه..!
قليل من البحث على مواقع التواصل الاجتماعى، مع بعض الأسئلة لبناتى من تلك التى أعرف أن إجابتها ستحمل الكثير من الاستهجان، تعرفت عليه.. إنه «ويجز».. ومن الذى لا يعرفه؟!
لا أذكر أننى شعرت بغربة مع أى تقليعة أو نوع من أنواع الفنون طيلة عمرى.. تعلمت أن أتقبل الجديد فى كل شىء حتى ولو لم أستسغه بشكل شخصى.. فالاختلاف هو ناموس هذا الكون، وتقبُّل «المختلف» هو أول الطريق للإنسانية نفسها بمفهومها الأوسع إن كان هذا تعريفاً مقبولاً لها..!
أثق دائماً أن الفن يعبر عن مرحلة ما، ويحمل بكل تأكيد أفكاراً لمجموعة من البشر قدّر لهم أن تتجمع أفكارهم وميولهم لتخرج بهذا الشكل.. كان حميد الشاعرى «تقليعة» جيلى التى لم ينازعه فيها أحد.. لم يتقبله أبى، رحمه الله، الذى كان يعشق فايزة أحمد، ويرى أن ما يقدمه مجموعة «الشباب الجدد» وقتها ليس فناً.. ولكن هؤلاء الشباب تمكنوا من أن يحفروا لأنفسهم ولما يقدمونه من فن مكاناً راسخاً فى تاريخ الموسيقى العربية.. أذكر كل هذا جيداً كأنه بالأمس.. ولكننى ولسبب لا أعرفه لم أتمكن من تقبُّل ما يقدمه هذا الشاب!
لا أعرف السبب تحديداً.. ربما لأنه يقدم فناً أقرب للثقافة الغربية التى لم أحبها قط!.. أو لأن ما يقدمه -وإن حمل أفكاراً مختلفة- يفتقد للحد الأدنى من مقومات الفن ذاته!
لم أجد كلمات مسجوعة تحمل معانى يمكن التفكير فيها من الأساس.. لم أتمكن من تمييز ما يقوله أصلاً بهذا الإيقاع العالى السريع.. هى كلمات شديدة السطحية، تصحبها إيقاعات متكررة لا تتغير تقريباً.. لم أتمكن من استكمال أغنية واحدة من أغنياته للنهاية..!
أعرف أن «الراب» هو فن موجود فى العالم كله.. ولكنى أعرف أيضاً أنه يقدم أفكاراً وأحلاماً لعشاقه من خلال الكلمات.. وأنه يصدر الكثير من البهجة كما تفعل كل الفنون.. وهو ما لم أجده تماماً حين سمعت هذا الشاب!!
يقولون إن الأغانى تحمل ذاكرة موازية فى وجداننا لا يمكن أن تمحى أبداً.. تقول أمى إن خطوبتها كانت يوم أن كان عبدالحليم يغنى فى الإذاعة «موعود» للمرة الأولى.. بينما أذكر جيداً أننى ذاكرت مادة التفاضل فى الثانوية العامة على أنغام «سكة العاشقين» لمصطفى قمر.. فهل يكون «ويجز» ذاكرة هذا الجيل؟!
الإجابة فى رأيى أنه مجرد ذاكرة مؤقتة.. لن يمضى وقت طويل قبل أن تمحى تماماً.. ربما يتمكن من تطوير نفسه ليقدم ما يمكنه الصمود أمام الزمن.. أو ربما يظهر فى الأفق من يقدم فناً حقيقياً.. يستحق أن يكوِّن لهذا الجيل ذاكرته الخاصة.. ولكنى على يقين أن هذا الشاب لا يقدم ما يستحق أن يعيش طويلاً.. فضلاً عن كونه فناً من الأساس.. أو هكذا أعتقد!!